قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، حسام بدران، إن الفلسطينيين لديهم تجربة سلبية مع المؤسسات الدولية وقراراتها، مشيرًا إلى تواصل الحركة مع روسيا والصين والمجموعة العربية، حيث جرت نقاشات عديدة أثمرت عن نقاط إيجابية في قرار مجلس الأمن.
وأكد بدران خلال حوار عبر برنامج “في العمق” بمؤسسة فيميد الإعلامية، أن حماس رحبت بالنقاط الأساسية لقرار لمجلس الأمن، مشيرًا إلى أنه يمكن البناء عليها لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني.
وقال، " بعض الأطراف التي كانت تتوقع رفض حماس فوجئت بموقفها الإيجابي، بينما رفض الاحتلال التعاطي بإيجابية".
وكشف بدران أن الولايات المتحدة حاولت إحراج الفلسطينيين لكنها فشلت في ذلك، مشيرًا إلى أن حماس كانت على علم بمشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن، وعملت مع الأصدقاء على تجويده لصالح حقوق الشعب الفلسطيني.
ولفت بدران إلى أن الهدف من مشروع القرار كان إحراج حماس دوليًا وتحميلها مسؤولية الرفض، لكن الحركة تجاوزت هذه الكمائن السياسية بالتعاون مع الفصائل والأصدقاء.
وأوضح أن حماس وافقت على ورقة قدمها الوسطاء في 5 مايو، حيث احتوت على الشروط الأساسية لوقف العدوان والانسحاب وتقديم الإغاثة وصفقة أسرى، منتقدًا خطاب بايدن الذي لم يحمل مبادرة مفصلة، موضحًا أن هذه الأوراق تُقدم عبر الوسطاء وليس في وسائل الإعلام.
وشدد على أن حماس لن تقبل بأي خيار لا يوقف الحرب والعدوان على غزة، وأن الأولوية لمصلحة الشعب الفلسطيني.
وجدد بدران رفض الحركة على أي تدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني، مؤكدًا أنه لن يُسمح لأي قوة غير فلسطينية وطنية بالتواجد على أرض غزة.
وبيّن بدران أن قطاع غزة يعاني بسبب الاحتلال وصمت المجتمع الدولي على جرائمه، مضيفًا أن حماس لديها لجانًا لمتابعة الأمور الإغاثية والإنسانية، وتواصلت مع الدول الصديقة لتقديم مشاريع قابلة للتطبيق بعد انتهاء المعركة، منها الإغاثي العاجل والإيوائي.
وتابع، "الإدارة الأمريكية شريك أساسي في الحرب ولا يمكن الثقة بها،وهناك تباين داخل الإدارة الأمريكية، حيث يعد بلينكن من أبرز الشخصيات التي تعرقل الوصول لاتفاق".
وبيّن بدران أن هناك توافق فلسطيني على المنطلقات والعناوين الأساسية للتفاوض بما فيها حركة فتح، مؤكداً أن حماس تتشاور مع جميع الأطراف على الساحة الفلسطينية.
وأكد أن معبر رفح هو شأن فلسطيني، حتى أن حركة فتح والسلطة رفضتا استلام المعبر من الاحتلال.
وأوضح أن القضية الفلسطينية كانت مهددة بالتصفية، ولولا طوفان الأقصى لما عاد العالم للاهتمام بالقضية الفلسطينية والاعتراف بدولة فلسطينية.
وذكر بدران أن طوفان الأقصى كان قراراً فلسطينياً خالصاً ولم تكن الأطراف الصديقة على علم به، وشدد على أن وجود الاحتلال يكفي لاستمرار المقاومة، وأن جميع الأطراف أدركت أن الضغط على حماس لا يجدي نفعاً.
وشدد على أن حماس ستفعل كل ما بوسعها لوقف العدوان وضمان حياة كريمة للشعب الفلسطيني في غزة.
ونوّه إلى أن الدولة الفلسطينية على حدود 67 هي عنوان متوافق عليه فلسطينياً ودولياً، وأن حماس تقبل به لتحقيق الإجماع الفلسطيني.
وأشار بدران إلى أن التفاوض الحالي ليس سياسياً بل هو وسيلة لإنهاء العدوان، لافتًا إلى أن الحركة تسعى لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.
وذكر أن لقاءات وطنية مستمرة تتم في قطاع غزة تشارك فيها الفصائل الفلسطينية لمتابعة ملفات الإغاثة والوضع الميداني والسياسي.
وحول مشروع الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غزة، قال بدران، إن "مشروع الميناء الإنساني جاء بقرار أمريكي وتزامن مع شدة المجاعة".
وأكد أن الميناء لم يعمل إنسانياً حتى الآن ولا يمكن الثقة بالموقف الأمريكي.
وختم بدران حديثه مثمنًا صمود الشعب الفلسطيني الذي أنتج هذه المقاومة الباسلة، وأبطل مخططات الاحتلال الصهيوني.