قائمة الموقع

بعد تحريرها لبعض أسراها بمجزرة.. لماذا "إسرائيل" بعيدة عن تحقيق "صورة النصر" في غزة؟

2024-06-09T16:52:00+03:00
بعد تحرير بعض الأسرى.. محللون إسرائيليون: حكومة نتنياهو ستضطر لتقديم تنازلات "كبيرة" في صفقة قادمة

أجمع المحللون في صحف عبرية أن العملية العسكرية في مخيم النصيرات، أمس، لاستعادة أربع أسرى إسرائيليين على قيد الحياة، بعدما ارتكبت خلالها مجزرة راح ضحيتها 210 شهداء على الأقل، لم تغير شيئًا من الواقع الإستراتيجي الإسرائيلي المتأزم.

كما وأجمع المحللون أيضًا على أن هذه العملية العسكرية بالذات أثبتت ضرورة وقف "إسرائيل" الحرب على غزة والتوصل إلى صفقة مع حركة حماس حول تبادل أسرى.

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، على الرغم أن "تحرير" 4 أسرى إسرائيليين من وسط قطاع غزة كان بمثابة "دفعة إيجابية للإسرائيليين الذين أنهكتهم الحرب"، إلا أنه بعيد كل البعد عن صورة "النصر الكامل" الذي يتحدث عنه نتنياهو ويروج له، ولا ينبئ بأي تغيير استراتيجي في الحرب مع حماس، بل قد تدفع هذه العملية التي قتلت فيها القوات الإسرائيلية أكثر من 200 فلسطيني في مخيم النصيرات، إلى "تشديد حماس لمطالبها في محادثات وقف إطلاق النار".

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية٬ من غير الواقعي أن نتوقع إمكانية إنقاذ الأسرى 120 المتبقين لدى كتائب القسام٬ الذين لم يعد عدد منهم على قيد الحياة، باستخدام أساليب مماثلة.

حكومة نتنياهو ستضطر لتقديم تنازلات في صفقة قادمة

تقول هآ رتس، كان الأسرى الذين تم إخراجهم من غزة يوم السبت محتجزين فوق الأرض في منازل فلسطينية، وهم ليسوا من العسكريين٬ بل تم أسرهم من حفلة رعيم في غلاف غزة. ويشير الانطباع الأولي من مظهرهم إلى أنهم عوملوا "بشكل معقول" من قبل كتائب القسام.

ومن المفترض أن العديد من الأسرى المتبقين محتجزون في الأنفاق، في ظروف ربما أسوأ. وليس لديهم كل الوقت لانتظار ظهور الظروف المواتية لإخراجهم. وبكل تأكيد إسرائيل اليوم ليست قريبة من "النصر الكامل" في القطاع، ومن المرجح أن عودة عدد كبير من الأسرى لن تتم إلا في إطار صفقة تتطلب تنازلات كبيرة من قبل حكومة نتنياهو.

كذلك رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "العملية العسكرية لا تبشر بتغيير إستراتيجي في صورة الحرب"، ورجح أيضا أن "حماس ستعمل الآن من أجل تشديد الحراسة على المخطوفين الأحياء الباقين في الأسر. وليس واقعيا التوقع أنه بالإمكان تحرير باقي المخطوفين، وعددهم 120، وقسم كبير منهم ليسوا على قيد الحياة، بطرق مشابهة".

وشدد هرئيل على أن "إسرائيل ليست قريبة من انتصار مطلق في القطاع، وإعادة عدد كبير من المخطوفين سيحدث، على ما يبدو، في إطار صفقة فقط، تستوجب تنازلات كبيرة" من إسرائيل.

ولفت محلل الشؤون الحزبية في "هآرتس"، يوسي فيرتر، إلى أن "الثمن كان يمكن أن يكون أكبر بكثير (من مقتل ضابط إسرائيلي في العملية العسكرية)، وأن يشمل المخطوفين الأربعة، لو أن شيئا ما تعرقل. وهذا يثبت إلى أي مدى لا مفر من صفقة، الآن. وحتى بثمن إنهاء الحرب".

وأشار فيرتر إلى أن "عمليات إنقاذ غير قليلة استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة ألغيت في اللحظة الأخيرة، لأن الخطر أن يقتل مخطوفون تغلب على احتمال خروجهم أحياء".

وكرر فيرتر استنتاجات المحللين الآخرين بأن "التحرير أمس لم يؤد إلى أي تغيير إستراتيجي. فإسرائيل لا تزال عالقة عميقًا في وحل غزة، بلا أي أفق سياسي، وبلا خطة لليوم التالي بعد الحرب، وفيما العام كله يتنكر لها. وعدد القتلى (الشهداء) الكبير في مخيم النصيرات في عملية التحرير العسكرية سيزيد من خطورة وضع إسرائيل الدولي".

وتوصل المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بِن كسبيت، إلى الاستنتاجات ذاتها. "غداة السبت الساحر ستشرق الشمس من المكان نفسه، ووضع إسرائيل الإستراتيجي سيبقى هو أيضا في المكان ذاته. وهناك 120 مخطوفا آخر في أسر حماس، أي أن هناك حاجة لثلاثية عملية عسكرية أخرى من هذا النوع".

وأضاف أن "الجبهة الشمالية لا تزال مشتعلة ولا نرى النهاية. والسكان الذين تم إخلاؤهم من بيوتهم (في الشمال) لا يزالون في الفنادق. والعائدون إلى بيوتهم في الجنوب بعيدون عن الشعور بالأمن. وشرعية إسرائيل تنهار، والعالم عاد ليكون ضدنا، والجبهات ضدنا تتعاظم وتتحد والاتصالات حول صفقة مخطوفين ووقف إطلاق نار عالقة".

وتابع كسبيت أنه "عندما يكون هناك هدف، بالإمكان التخطيط لعملية عسكرية والتدرب عليها وتنفيذها. ولا يوجد هدف بكل ما يتعلق بالمعركة الإستراتيجية. لا توجد مداولات حول ’اليوم التالي’. لا يوجد هدف. ولا توجد مداولات إستراتيجية. ولا توجد آلية لاستمرار سياسي في ممارسة القوة. وعندما لا يكون هناك هدف واضح، إنجاز وعبرة مطلوبين، لن يكون هناك انتصار أيضا. هكذا هو الوضع بكل بساطة".

ما التالي بالنسبة للمفاوضات؟

تقول الصحيفة الإسرائيلية إنه بعد هذا الانتشاء الإسرائيلي٬ فإن أحد الأسئلة التي تطرح الآن هو كيف ستؤثر عملية النصيرات على المفاوضات نحو التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل. وقد تحاول حماس استخدام الحرب النفسية والإعلان عن مقتل المزيد من الرهائن الذين لم يتضح وضعهم. ويبدو من التصريحات الأولية لكبار مسؤولي الحركة سيحاولون تشديد مطالبهم في المفاوضات.

ولم يرد يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في قطاع غزة، حتى الآن على الاقتراح الإسرائيلي الأمريكي الأخير، الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب ألقاه في 31 مايو/أيار٬ والذي رفضه نتنياهو بشكل واضح.

في النهاية٬ تقول هآرتس إنه لا يزال ينتظر الإسرائيليين أيام صعبة أخرى، ولكن في الوقت الحالي يمكننا أن نكون سعداء بـ"انتصار" يوم السبت٬ على حد تعبير الصحيفة العبرية.

اخبار ذات صلة