تصدّر خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن المتعلق بمقترح وقف إطلاق النار بغزة، عناوين الصحف العبرية، وشاشات القنوات الرسمية وغير الرسمية في "إسرائيل".
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، إن "الخطاب قوبل باستياء في تل أبيب، حيث اعتبروه خطابًا ضعيفًا، يتجاهل رفض حركة حماس".
وأشارت الصحيفة إلى مفارقة لافتة خلال خطاب بايدن، إذ طالب الرئيس الأمريكي تل أبيب، بل ناشدها لقبول هذا العرض، على الرغم من إعلانه ان المقترح "إسرائيلي" بالأصل.
وبحسب يديعوت كذلك، فقد فضح خطاب بايدن "خدعة تل أبيب" من خلال موافقتها في المقترح الجديد على وقف إطلاق النار دون الإعلان عن ذلك بشكل واضح.
وأوضحت أن الرئيس الأمريكي سار في خطابه بسرعة 200 كلم/ساعة ضد المتطرفين في حكومة نتنياهو، الذين يريدون أن تستمر الحرب إلى الأبد وأن "يحتلوا غزة".
ووصفت القناة 12 العبرية فحوى الخطاب بأنه "نهاية الحرب"، موضحةً أن بايدن قدم الخطوط العريضة الحقيقية لإنهاء الحرب، وليس فقط وقف إطلاق النار والاتفاق على إطلاق سراح المختطفين.
ولفتت إلى أن بايدن وجّه حديثه للجمهور "الإسرائيلي" بشكل مباشر في خطاب "درامي"، محاولاً التأثير عليه بشكل مباشر، متجاوزاً نتنياهو ووزراء اليمين الذين سيسعون لإحباط نجاح المفاوضات.
وأضافت، "إن الرئيس الأمريكي "يدرك أن هناك عناصر سياسية في الحكومة تبتز نتنياهو، وتسيطر على نتنياهو، ويحذرنا من الاستسلام لتلك العناصر الخطيرة"، في إشارة لـ"بن غفير" وسموتريتش".
وأشارت القناة 12 إلى أن الخطاب يتزامن مع التهديد الذي أعلنه بيني غانتس بالانسحاب من جلس الحرب، وهو ضغط جديد على نتنياهو للقبول بشروط غانتس في بحث اليوم التالي للحرب على غزة.
وتحدثت القناة عن سر التوقيت فأشارت إلى أنه ليس من قبيل الصدفة، حيث ترى أن اختيار التوقيت مع دخول السبت عند اليهود فرض على سموتريتش وبن غفير عدم التعليق بشكل سريع على الخطاب.
وقالت صحيفة "معاريف"، إن خطاب بايدن يمثّل قنبلةً سياسية الخطاب بـ"قنبلة بايدن السياسية"، من خلال إعلانه عن الخطوط العريضة للمقترح الإسرائيلي الذي قدمته تل أبيب للوسطاء مؤخراً.
وأكدت القناة 13 العبرية، أن الشارع "الإسرائيلي" تفاجأ من التفاصيل التي عرضها بايدن، إذ إن الرقابة كانت تمنع نشر تفاصيل المقترح الذي وافق عليه مجلس الحرب، وتم تقديمه للوسطاء.
حيث انتقد بايدن بشكل صريح المصطلح الذي يكرره وزراء في الحكومة ونتنياهو شخصياً، حيث قال: "يجب ألا نضيع الفرصة لمواصلة الحرب سعياً وراء مفهوم غير محدد وهو النصر الكامل".
وأمس الجمعة، قال بايدن، إنه قدّم مقترحًا شاملًا لوقف إطلاق النار بغزة يتضمن 3 مراحل، يتم خلالها وقف الأعمال القتالية وتبادل للأسرى وإعادة إعمار قطاع غزة.
وأكد بايدن أنه حريص على انتهاء هذه الحرب، والبدء بمرحلة جديدة يعود فيها الأسرى إلى بيوتهم، وآن الأوان لليوم التالي أن يبدأ.
ومن جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء الجمعة، إنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب بايدن من دعوته لوقف إطلاق النار في غزة، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وإعادة الإعمار وتبادل للأسرى.
وأكدت "حماس" في تصريح صحافي، أنها مستعدة للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك.