كشفت مصادر إيرانية، عن أن 3 جهات مختلفة في الجمهورية الإيرانية تحقّق في حادثة سقوط مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وبشكل منفصل ومستقل.
وأشارت المصادر إلى أنه لا تزال بعض الأسئلة عالقة في التحقيقات المستمرة، موضحةً بعض التفاصيل التي توصّلت إليها جهات التحقيق.
أوضحت أن أن ال ـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي، تقوم بها جهات أمنية واستخباراتية وعسكرية في إيران، ولكن بشكل منفصل، بناءً على أوامر من القيادة العليا في طهران.
وفيما يتعلق بالنتائج الأولية على سير التّحقيقات، فقد كشفت المصادر عن 3 جهات أُوكلت إليها مهمة التحقيق، وهي: وزارة الاستخبارات، واستخبارات الحرس الثوري، والجيش الإيراني.
وفي توضيح التفاصيل، فقد أوضحت المصادر بعض المحددات المتداولة في نتائج التحقيقات الأمنية وهي كالتالي:
– الطقس كان سيئاً، ولكن طيار مروحية الرئيس كان على علم بالظروف المناخية، وأبلغ قادته بها.
– أثناء الطيران، أمر قائد مروحية الرئيس الطائرتين المصاحبتين لمروحية الرئيس بالطيران بارتفاع أكبر لتفادي الضباب الذي زاد بشكل مفاجئ.
– نفذ قادة الطائرتين أوامر قائد مروحية الرئيس، ومن ثم فقدوا أثر مروحية الرئيس، والاتصال بها.
– رسالة الطيار الأخيرة لبرج المراقبة كانت: سوف أقوم بالهبوط الاضطراري نظراً لسوء الأحوال الجوية.
– حين بدأ الطيار بالهبوط الاضطراري، كانت الأمور تبدو أنها على ما يرام، ثم فقدت جميع الاتصالات بمروحية الرئيس بشكل لا يزال غامضاً.
– أجهزة التتبع في مروحية الرئيس، وأجهزة التتبع الخاصة بالطوارئ التي كان يحملها الحارس الشخصي لإبراهيم رئيسي توقفت فجأة، وبطريقة غير متوقعة.
وفيما يتعلق بنتائج التحقيقات التي يقوم بها الحرس الثّوري، فقد توصّل إلى ما يلي:
– حالة المروحية كانت ممتازة، رغم أنها قديمة، لكن تمت صيانتها وشراء قطع الغيار الخاصة بها عبر السوق السوداء، كما يحدث دائماً في قطاع الطيران الإيراني الواقع تحت العقوبات الأمريكية والغربية منذ عقود (بسبب برنامج إيران النووي).
– كلام قائد المروحية في آخر اتصال له أكد أن الغيوم كثيفة، وأنه سيضطر إلى الهبوط الاضطراري، وأنه مدرّب على هذا الأمر جيداً.
– المروحية سقطت قبل الهبوط الاضطراري بسبب عطل مفاجئ، وليس بسبب الطقس وحسب، لكن التحقيقات لم تحدد ما هو العطل بعد.
– العطل ليس في محركات المروحية، بحسب التحقيقات الأولية التي لم تعرف بعد مكانه أو مصدره.
– أجهزة التتبع تم إيقافها أو تعطيلها أثناء تحدث قائد المروحية مع برج المراقبة، وأن ذلك يدعو إلى الشك، حول سبب تعطل كافة أجهزة التتبع بشكل متزامن، ومن ثم سقوط المروحية.
وأمّا النتائج الأولية التي كشف عنها المصدر المطلع فيما يتعلق بالتحقيقات العسكرية:
– الطقس كان جيداً في طريق الذهاب، لكن تم إبلاغ قائد المروحية بأن الطقس سيكون سيئاً في مدينة تبريز.
– بحسب القيادة الجوية، قام الطيارون بإبلاغ رئيسي قبل الرحلة، بأن الطقس سيكون سيئاً عند طريق العودة، لكنه أصرّ على استكمال رحلته إلى تبريز كما كان مقرراً، لافتتاح المشروع الجديد هناك.
– تم إبلاغ رئيس مكتب إبراهيم رئيسي، غلام حسين إسماعيلي، بسوء الطقس، لكن التحقيقات لم تحسم بعد من كان صاحب قرار استكمال الرحلة في مدينة تبريز رغم التبليغ بالحالة الجوية المرصودة مسبقاً.
ويُشار إلى أن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، أعلنت في 30 مايو/أيار 2024، عن 7 نقاط فقط لنتائج التحقيقات الرسمية، وهي:
- حالة الطقس المتوقعة من مطار تبريز (نقطة الانطلاق) إلى الوجهتين الأولى والثانية لمجموعة الطيران (جسر أغبند وسد قيز قلعة) كانت مواتية ومناسبة لظروف الطيران بحسب قوانين الطيران المرئي، لكن الطقس في طريق العودة يحتاج إلى مزيد من التحقيق بعد تلقي آخر المستندات الواردة، وأقوال الطيارين والركاب للمروحيتين الأخريين.
- تم فحص معظم المستندات والسجلات المتعلقة بإصلاح وصيانة المروحية المنكوبة بعناية، ولم يتم العثور على أي عيوب.
- المروحية لم تكن تحمل وزناً إضافياً، وعدد الركاب والمعدات كان حسب الوزن القياسي الأقصى للمروحية عند الذهاب والعودة.
- بناءً على سجل الاتصالات بين طياري مجموعة الطيارين، فإن آخر اتصال مع طياري المروحية كان قبل 69 ثانية من تعرضها للحادث.
- وفقاً للفحوصات والتحاليل لبقايا وأجزاء مروحية الرئيس الإيراني، وتوزيعها، ومسافات الأجزاء المنفصلة عن الجسم الرئيسي، يستبعد وقوع أي انفجار تخريبي أثناء الرحلة.
- خلال مدة المهمة وحتى 69 ثانية قبل وقوع الحادث، تم الحفاظ على الاتصال على الترددات المحددة مع المروحية التي تعرضت للحادث، وكان آخر اتصال ورسالة من قائد مجموعة الطيران، ولذلك يتم استبعاد أي انقطاع في نظام الاتصالات أو تداخل الترددات، (كما تجدر الإشارة إلى أن الاتصال بين المروحيتين الأخريين استمر حتى الهبوط في منجم سون جون للنحاس).
- بحسب تقرير الخبراء المختصين، لم يتم ملاحظة أي آثار للحرب الإلكترونية على المروحية.
بالعودة إلى الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي، يقول المسؤول الأمني الإيراني المطلع إن "هذه نتائج أولية واحتمالات، وما زالت التحقيقات مستمرة، ومن المتوقع أن تستمر لشهر إضافي".
وأكد أن 3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي أيضاً تشير إلى وجود انقطاع في الاتصالات مع مروحية الرئيس والفريق المرافق له.
وقال: "نتوقع أن نستعين في مرحلة معينة بمساعدة الأصدقاء الروس أو الصينيين في هذه التحقيقات".
وفي 20 مايو/أيار الجاري، أعلنت الجمهورية الإيرانية الإسلامية، مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان، ووالي أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز آية الله رحمتي، وعددًا من المرافقين إثر سقوط مروحية في محافظة أذربيجان الشرقية أثناء عودتهم من مراسم افتتاح سد على الحدود بين إيران وأذربيجان، الأحد، بمشاركة رئيس أذربيجان إلهام علييف.