أكد الوكيل المساعد في زارة الصحة بغزة الدكتور ماهر شامية، أن وزارته في مدينة غزة وشمال القطاع تعاني من نقص كبير جدًا في التخصصات الجراحية وتعمل بالحد الأدنى من الإمكانيات، مردفًا "والكثير من التخصصات لا يوجد بها أي أخصائي ما يجعلنا نقف عاجزين أمام بعض الحالات وعدم قدرتها على تقديم الرعاية اللازمة لها.
وأوضح شامية لمراسل صحيفة "فلسطين" أن مدينة غزة وشمال القطاع، يفتقران إلى غرف العناية المكثفة في مستشفى كمال عدوان وإخراج مستشفى الشفاء عن الخدمة، مشيرًا إلى أنه في حال احتاجت إحدى الحالات لغرفة عناية مكثفة نلجأ إلى الأجهزة اليدوية، لكن النتائج غالبًا ما تكون سيئة.
حرب مجنونة
ووصف الوكيل المساعد، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بـ"مجنونة"، مؤكدًا أن الجيش استهدف عمدًا المؤسسات الصحية، مما أدى إلى خروج أكثر من 55 مؤسسة صحية حكومية وخاصة عن الخدمة.
وبين شامية، أن أكثر من 55 مؤسسة صحية حكومية وخاصة حيدت عن الخدمة منها حوالي 26 مركز ومستشفى لاتزال متوقفة تمامًا عن تقديم الخدمات كما أن أكثر من 52 مركز رعاية أولية توقفت بالكامل عن الخدمة، مستدركًا: هذه أرقام فلكية مأهولة، مؤكدًا أن جيش الاحتلال لم يستثنى في حربه على القطاع، المستشفيات الحكومية أو الأهلية أو الخاصة.
وأكد أن وزارته تعيش أسوأ فتراتها حيث تعاني مستودعاتها من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية ما يؤثر على قدرة الوزارة في تقديم الرعاية الصحية.
وأمضى: "أن الأرقام الصفرية في مستودعات وزارة الصحة كبيرة للغاية وكثير من الأدوية المنقذة للحالات غير موجودة والكثير من التجهيزات اللازمة لغرف العمليات ولمراكز الإسعاف والنقاط الطبية غير متوفرة وإن توفرت فهي بالحد الأدنى وأن الكثير من الأجهزة الطبية دمرت ولا بديل لها والكثير منها يحتاج إلى صيانة وقطع غيار غير موجودة.
وبين الوكيل المساعد، أن وزارته تعمل بالحد الأدنى من الإمكانيات، لافتًا إلى أن مدينة غزة وشمالها تعيش حالة غير مسبوقة من شح الكادر البشري المؤهل الذي غادر باتجاه الجنوب بسبب ضربات الجيش التي طالتهم ومزاعمه بالتوجه إلى وسط وجنوب القطاع بحجة أنها مناطق آمنة.
مراكز فرز
وحول إحياء بعض مستشفيات مدينة غزة، ذكر شامية، أنه وبعد تحييد مستشفيات شمال القطاع، أصبحنا نواجه ضغوطات على مستشفيات مدينة غزة، لذلك بات علينا إيجاد مراكز لفرز الحالات فعملنا على تطوير مركز الطوارئ بمركز شهداء الشيخ رضوان الصحي من أجل استقبال الحالات التي يمكن التعامل معها بمراكز الرعاية الأولية وإرسالها التي تحتاج إلى الرعاية للمستشفيات.
وأشار الوكيل المساعد، إلى أنه تم إعادة تهيئة مبنى العيادات الخارجية في مستشفى الشفاء الطبي ليكون بديلًا عن قسم الطوارئ الذي دمره الجيش خلال اقتحامه المستشفى للمرة الأولي وحرقه في المرة الثانية، متوقعًا أن يتم العمل به بعد نحو أسبوعين.
وذكر أنه "قبل سبعة أيام تمكنا من تشغيل سبعة أجهزة لإجراء عمليات الغسيل الكلوي بمستشفى الشفاء، وزدنا العدد لعشرة وسندخل غرفة جديدة خلال أيام لتخدم مرضى غزة والشمال.
ولفت إلى أنه تم إزالة الردم من مستشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والعيون، مضيفًا: وسوقنا مشاريع إعادة تأهيل المكان وتأتينا وعودات بإعادة تأهيلها.
وأكد شامية، أن وزارته تسعى جاهده وعلى مدار الساعة لإعادة ترميم وتأهيل ما يمكن ترميمه من المؤسسات الصحية التي تضررت بفعل الاحتلال، "ونحن في اتصال مباشر مع منظمة الصحة العالمية وهي تعلم بما نقوم به".
مؤسسات مانحة
وذكر الوكيل المساعد، أن وزارته وبالتعاون مع المؤسسات المانحة ساهمت بشكل كبير بإعادة تأهيل مستشفى أصدقاء المريض وإعادته للخدمة، و توفير مشروع بأكثر من 70 ألف دولار لإعادة تأهيل مستشفى الحلو الدولي وعاد للخدمة، إلى جانب تمكنا من تشغيل مبني القلب والأوعية الدموية بمستشفى الخدمة العامة وإعادته للعمل قبل أسبوع بسعة أربعة غرف عمليات و نحو 35 سرير.
وحول تجهيز قسم الاستقبال والطوارئ في عيادة الشيخ رضوان، قال شامية: إن عيادة الشيخ رضوان ليس بديلًا عن أية مستشفى وهي مركز رعاية أولية ونقطة فرز للحالات التي يمكن التعامل معها في المكان، أما بالنسبة إلى الحالات التي تحتاج إلي المتابعة يتم نقلها بسيارة الاسعاف للمستشفيات وعلى رأسها المستشفى الأهلي العربي، مردفًا: "لا بديل عن أي مستشفى بمستشفى آخر".
واختتم الوكيل المساعد بالقول: إن القطاع الصحي غير مسيس ويقدم خدمات إنسانية، وعلى المؤسسات الدولية والأمم المتحدة والعقلاء العمل على تحييد القطاع الصحي عن الحرب والعقوبات التي يفرضها جيش الاحتلال عليها.