قال الجنرال عميت ياغور، النائب السابق لرئيس الشعبة الفلسطينية في قسم التخطيط بجيش الاحتلال، والضابط السابق في المخابرات البحرية، إن حركة المقاومة الإسلامية حماس، نجحت في هندسة العقل العالمي لصالحها، كما رفعت التحدي أمام إسرائيل، وخلقت "تسونامي" دوليًا حول البيانات الإحصائية القادمة من غزة.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" أن "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يعتمد البيانات التي تنشرها مؤسسات حماس حول أعداد (القتلى) في غزة، خاصة النساء والأطفال، مما يعتبر مدخلا لهجوم دعائي واسع النطاق ضد إسرائيل في الرأي العام الدولي، واستغلال هذه الأرقام بأشكال متنوعة، وقد تحولت مع مرور الوقت إلى سلاح في يد حماس التي تتهم الاحتلال بانتهاك قوانين الحرب".
"نشاط حماس المعادي في أوساط المؤسسات والرأي العام الغربي تجاه الاحتلال قائم على مفهومين أساسيين: أولهما أنه يرتكب "إبادة جماعية" في غزة، ويقوم بتجويع سكان غزة بشكل منهجي، تمهيدا لإنكار شرعية الاحتلال من خلال الاستناد على الأرقام التي تنشرها وزارة الصحة في غزة، ولسوء حظ الاحتلال فإن المجتمع الدولي يتلقى هذه الأرقام بموثوقية وموضوعية".
وأكد أن "المفهوم الثاني الذي نجحت حماس في تعميمه حول العالم يتمثل في اتهام الاحتلال بتجويع الفلسطينيين، ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن، أن الفرضية السائدة المتجذرة في الرأي العام الغربي والدولي أن "إسرائيل" تركز فقط على الجهد العسكري، وتهمل الجوانب الإنسانية، دون أن يكون هناك أحد في النظام الإسرائيلي بأكمله، لا سيما المستويين السياسي والعسكري، يدرك خطورة ذلك، رغم أن حماس تبذل جهودا كبيرة في "هندسة العقل العالمي" لصالحها" على حد وصفه.
وأشار إلى أن "حماس رفعت التحدي أمام إسرائيل في هذا السياق، وخلقت "تسونامي" دوليا حول البيانات الإحصائية القادمة من غزة،
وأردف، "مع العلم أننا لسنا في بداية الحرب، لكننا نسير نحو نهايتها، وكل البيانات التي يتم جمعها من الآن فصاعدًا ستحدد السردية التي سيتم تذكرها منها في الوعي الدولي لسنوات قادمة، ما يستدعي من المستويات الإسرائيلية المنخرطة في الحرب أن تعثر على ردود على دعاية حماس، وإجراء جهد قانوني واع قائم على الأرقام والمعطيات الإحصائية".