تكبّد فصائل المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال خسائر فادحة في الجنود والضباط والعتاد والآليات العسكرية، خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من مايو/أيار الحالي، وأثناء المعارك الضارية في منطقتي رفح وجباليا ومدينة غزة وشمالي القطاع.
وفي أحدث الأرقام، قال جيش الاحتلال إن 4 جنود أصيبوا بجروح خطيرة في الساعات الـ24 الأخيرة في معارك غزة.
وأضاف أن 3573 ضابطا وجنديا أصيبوا منذ بداية الحرب بينهم 1774 خلال الهجوم البري على القطاع الذي بدأ أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن جنديًا من كتيبة نيتسح يهودا أصيب بجروح خطيرة في معارك شمالي قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس مقتل 3 عسكريين بينهم ضابط برتبة رائد في المعارك الدائرة في بيت حانون.
وجاء الإعلان عن مقتل العسكريين الثلاثة بعد أن أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها نفذت عمليات بينها قنص 3 جنود في هذا المحور.
وفي الإطار، كشف موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المستشفيات الإسرائيلية أبلغت عن زيادة كبيرة في عدد الجنود الجرحى الذين دخلوا إليها لتلقي العلاج في أعقاب العمليات المكثفة في رفح والمناطق الوسطى والشمالية من غزة.
وأظهرت بيانات جمعها الموقع ويديعوت أحرونوت أنه تم نقل ما يقرب من 100 جندي جوا من القطاع إلى المستشفيات الكبرى في إسرائيل.
وبلغة الأرقام، اعترف جيش الاحتلال بمقتل 23 جنديًا وضابطًا منذ مطلع الشهر الجاري، بينما أعلنت الأجهزة الأمنية كذلك مقتل 13 مستوطنًا بينهم 4 أسرى زعم الجيش الإسرائيلي أنه استعاد جثامينهم من قطاع غزة.
تُظهر بيانات رسمية من وزارة الصحة الإسرائيلية، أن المستشفيات العبرية استقبلت أعلى معدل من الإصابات خلال الشهرين الفائتين، منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي معارك رفح وجباليا بقطاع غزة، بدءاً من تاريخ 7 مايو/أيار 2024، وحتى يوم 20 من الشهر نفسه.
هذا الارتفاع اللافت في الإصابات خلال مايو/أيار 2024، يتزامن أيضًا مع تسجيل أعلى عدد قتلى من جنود الاحتلال خلال الشهرين الماضيين، بحسب ما تظهره قاعدة بيانات قتلى الجيش منذ بدء الحرب على غزة.
كذلك فإن ما تظهره الأرقام الرسمية من ارتفاع في أعداد الإصابات خلال الفترة بين 7 و20 مايو/أيار 2024، يتماشى مع إقرار جيش الاحتلال رسمياً بإصابة أعداد كبير من جنوده خلال هذه الفترة.
وتدرج وزارة الصحة الإسرائيلية أعداد الإصابات في قاعدة بيانات أنشأتها منذ بدء الحرب، وتقول إنها خاصة بالجرحى الذين أدخلوا إلى المستشفيات خلال فترة "حرب السيوف الحديدية"، وهي التسمية الإسرائيلية للحرب على غزة.
ولا تفرق بيانات الوزارة بشكل واضح بين إصابات المدنيين والعسكريين، بسبب الرقابة العسكرية الإسرائيلية على ما يُنشر حول الخسائر المتعلقة بالجيش الإسرائيلي خلال الحرب، إذ تؤكد تقارير إسرائيلية أن الجيش يتعمد إخفاء الأرقام الحقيقية لإصابات جنوده حفاظاً على الروح المعنوية للإسرائيليين.
ورغم ذلك، فإن أعداد الإصابات المُعلنة في قاعدة بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية ضمن فترات زمنية مُحددة، تعطي مؤشرات تتعلق بالمصابين من الجيش، لا سيما في حالة المقارنة بين أعداد الإصابات مع الفترة الزمنية التي بدأ فيها جيش الاحتلال معارك جديدة في القطاع.
وبحسب إحصاءات الجيش الإسرائيلي، أصيب 3573 جنديا منذ بداية الحرب منهم 554 إصاباتهم خطيرة، والباقون إصاباتهم خفيفة إلى متوسطة.
وأظهرت الأرقام أنه منذ بدء العمليات البرية في غزة، أصيب 1774 جنديا منهم 349 في حالة خطيرة، وبينت الأرقام التي جمعها موقع واي نت ويديعوت أحرونوت أن 714 جنديا أصيبوا في حوادث عملياتية.