كان المصور الصحفي إبراهيم الغرباوي منشغلًا بتصوير مشاهد الدمار والخراب الذي لحق بمجمع حمد السكني في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بسبب الغارات "الإسرائيلية"، وفجأة دوى صوت قصف شديد وامتلأ المكان بالغبار وتناثرت الشظايا في كل مكان.
سرعان ما انقشع الغبار حتى تبين استشهاد المصور الغرباوي، وشقيقه الممنتج أيمن، بقصف جوي "إسرائيلي" استهدفهما، في 26 إبريل 2024.
وُلد إبراهيم محمد الغرباوي في 14 مارس 1992، بمدينة غزة، وأنهى مرحلة الثانوية العامة من مدرسة معروف الرصافي الثانوية للبنين عام 2010.
وتخرج من قسم الاعلام في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة عام 2014.
ومنذ تخرجه عمل الغرباوي مصورًا صحفيًا، وأسس مؤسسة "شام استيديو" للتصوير الفني والإنتاج الاعلامي.
كما عمل الغرباوي مصورًا صحفيًا لصالح مؤسسة "ألفة" وهي منظمة مجتمع مدني مستقلة تعمل على إغاثة المحتاجين والمهجرين في مجال التنمية والإغاثة مرخصة في تركيا تحت مسمى ألفة للإغاثة الإنسانية.
ونعت مؤسسة ألفة الشهيد الغرباوي وشقيقه الممنتج أيمن، وقالت إنهما من كوادرها.
وكتبت المؤسسة في منشور لها عبر فيسبوك: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.. ببالغ الحزن والأسى، تلقينا هذا الصباح خبر استشهاد اثنين من كادر أُلفة في غزة، الزميل المصور إبراهيم الغرباوي، وشقيقه الممنتج أيمن الغرباوي.. حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله".
وكان الغرباوي ناشطًا في مواقع التواصل الاجتماعي التي كان يستخدمها كمنصات للتعبير عن ما يشعر به حيال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ودمر جيش الاحتلال في 28 نوفمبر 2023، مقر عمل الغرباوي ومؤسسته "شام استديو".
ونشر الغرباوي حينها عبر فيسبوك فيديو يظهر حرق مقر عمله، وكتب: "تعب 11 سنة راح بلحظة وحدة.. حسبي الله وانت نعم الوكيل.. هذا كان شام ستوديو الذي تعبت من أجله حتى يكون مدخل رزقي الوحيد ويوجد به معدات تصوير بمبالغ كبيرة كلها أكلتها النيران.. الحمد لله على كل حال".
وكتب الغرباوي منشورًا في 9 فبراير 2024، يذكر العالم بمعاناة الفلسطينيين خلال الحرب على غزة، وقال: "نيال العالم إلي بيتدفى وبينام منيح.. نيال العالم الي بيركز ع حيط.. نيال العالم إلي بيدوق طعم الهنا.. نيال العالم الي بيعرف الراحة.. نيال العالم الي بيحقق أحلامه.. نيال العالم الي عندو بيت.. نيال العالم الي مشاكله تافهة".
وكان الغرباوي كتب في وقت سابق أبيات شعرية يستذكر فيها بيته الذي دمره جيش الاحتلال في منشور له عبر فيسبوك، قال فيها:
فهل ترجع الدار بعد البُعد آنسةٌ
وهل تعود لنا أيّامنا الأولُ!
أم تسأل السقف هل مازال مُنتصباً؟
فوق الجِدار شموخاً رغم ما فعلوا؟
إن مِت يادار أو طال الفراق بنا
فالصبر يادار لا يُضعف الأمل
ونعى الأصدقاء والأقرباء، فقيدهم الشهيد الغرباوي، واستذكروا مناقبه ومواقفهم الحياتية التي جمعتهم سويًا.
وكتبت أفنان باسل شقيقة زوجة الشهيد الغرباوي في منشور لها عبر فيسبوك: "طب احنا حنقول ايش لمالك الصغنون الي بقضي وقتو عياط وينادي بابا بابا لما تطلع مشوار ساعة زمن؟ كيف حنقلو انو بابا طلع ع شغلو يصور إلي بيصير فينا وخلص مش حيرجع!.. طب وملوكة الي بتضل تحدتني بابا ايش حيجبلها لما ترجع ع غزة كيف حنقلها انو بابا خلص مش حيجبلك اشي!.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
وأضافت: "خبر استشهادك كان صاعقة والله يا ابراهيم، ربنا يرحمك ويثبتك عند السؤال ويتقبلك من الشهداء يارب".
فيما كتب محمود أبو ناجي في منشور له: "استشهاد الصديق والحبيب إبراهيم الغرباوي.. رحمة الله عليك ابراهيم اول شخص علمني التصوير".
وقالت مريم عوض في منشور لها: "بنحاول نهرب من الأخبار الحزينة بس حد الله محنا قادرين نتجاوز، يا رب كل ناسك المنيحة اخدتها عندك، هما مش خسارة فيك.. إبراهيم الغرباوي الشب الطيب طيب الله ثراك".