رأى المفكر المصري فهمي هويدي أن اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي أعلن عنه بالعاصمة المصرية القاهرة أمس بين حركتي فتح وحماس، لا علاقة له بما يشاع بأنه مدخل إلى تسوية سياسية لحل القضية الفلسطينية، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الاتفاق سيساهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة أهالي قطاع غزة.
وقال هويدي لصحيفة "فلسطين": "البعض يعتقد أن التدخل المصري بالمصالحة، جزء من ما يسمى بصفقة القرن (..) هذا كلام فارغ"، موضحا أن الاتفاق من شأنه إلى حد ما أن يحل مشكلة غزة، باعتبار أن الأوضاع الإنسانية والمعيشية لأهالي القطاع لا تحتمل الانتظار أكثر، ومن مصلحة السلطة والاحتلال ومصر أن تعود بعض العافية لغزة".
وأضاف: "واضح في الاتفاق وجود إرادة حقيقية من جميع الأطراف، لكن المهم تطبيق التفاصيل، وتجاوز الملفات التي تعارضت فيها الحركتان سابقا".
وهناك عدة عوامل اسهمت في التدخل المصري باتفاق المصالحة، بحسب هويدي، أولها الخشية من انهيار الأوضاع في القطاع وهذا أمر غير بسيط وله تداعيات إقليمية، بالإضافة لسعي مصر لتأمين سيناء، مشددا على أهمية سيناء بالنسبة لمصر. وتابع: "إذ حصل اطمئنان مصري بسيناء، وأوقفت حالات الاضطرابات والعنف فيها فهو انجاز مهم بخصوص العلاقة بين مصر وغزة"، مبينا أن غزة بحكم الجغرافيا أصبحت الورقة العربية الوحيدة بيد مصر".
والعامل الثالث، بحسب هويدي، الذي أدى لنجاح الجهود المصرية في تحقيق المصالحة، أنه بعد 10 سنوات من استقرار وضع حركة حماس في القطاع، والاطمئنان المصري بأن هذا الطرف لا بد من التعامل معه، وإدراكها أن حماس لم تكن طرفا بما نسب إليها في السابق حول أحداث سيناء، أدى لتشجيع مصر على الإقدام في خطوة انهاء الانقسام، خاصة بعد فشل محاولات الضغط والحصار والعقوبات التي فرضت على القطاع.
وشدد المفكر المصري على أن الاتفاق يأتي في ظل مرحلة تاريخية تمر بها المنطقة، في ظل وجود تحولات إقليمية، لكنها أضعف لحظة يمكن أن تحدث فيها تسوية للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه ليس من مصلحة القضية الفلسطينية أن يفتح ملف التسوية الآن، لأن الاحتلال هو المستفيد والرابح من ذلك.