أعلن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، أمس الأربعاء، وقف تزويد الاحتلال "الإسرائيلي" بقنابل متفجرة، بعد تسببها في مقتل مدنيين في قطاع غزة، خلال الحرب الدامية والمتواصلة منذ 216 يومًا.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن "القنابل التي زودت بها الولايات المتحدة "إسرائيل" - والتي تزن ألفي رطل- توقفت الآن عن إرسالها إليها".
وهدد بايدن "إسرائيل" أنها إذا دخلت رفح، فلن يزودها بالأسلحة المستخدمة تاريخيًا للتعامل مع هذه المشكلة.
ويرى محللون، أن إعلان بايدن عن استعداده لربط الأسلحة الأمريكية بالتصرفات الإسرائيلية يشكل نقطة تحول في الصراع المستمر منذ 7 أشهر بين إسرائيل وحماس. وإن تصريحه بأن القنابل الأمريكية قد استخدمت لقتل المدنيين في غزة يعتبر بمثابة اعتراف صارخ بدور الولايات المتحدة في الحرب.
وأشار بايدن إلى أنه سيواصل تقديم الأسلحة الدفاعية للاحتلال "الإسرائيلي"، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية"، لكنه لن يدعم بالأسلحة والقنابل المتفجرة التي ستُستخدم في العملية العسكرية على رفح.
تعليقات "إسرائيلية"
وأثارت أنباء تعليق شحنات أسلحة وذخائر للاحتلال، غضب المسؤولين الإسرائيليين"، وأطلقوا اتهامات بحق بايدن، بتقديمه الدعم لحركة حماس وفق زعمهم، رغم دعمه اللامحدود لهم منذ بدء العدوان.
ومن جهته، هاجم ما يُسمى بوزير الأمن القومي المتطرف لدى الاحتلال، إيتمار بن غفير، الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد إعلانه وقف تصدير ذخائر معينة للاحتلال، في حال أقدم على اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ونشر بن غفير في حسابه على موقع إكس، عبارة بايدن، وبجانبها رمز قلب حب مع كلمة "حماس"، في إشارة إلى أن بايدن بات يحب حركة حماس بإعلانه حظر تصدير الأسلحة.
وأكد الرئيس السابق للإنتاج والمشتريات الدفاعية لدى الاحتلال، أن "إسرائيل" لن تستطيع التعامل دون أسلحة أمريكية.
وقال موقع أكسيوس الأمريكي، إن مسؤولين في دولة الاحتلال، حذروا نظراءهم الأمريكيين، من أن قرار الرئيس بايدن، تعليق شحنات أسلحة متجهة إلى "تل أبيب"، قد يقوض المفاوضات للوصول إلى صفقة تبادل.
لماذا علّقت واشنطن إرسال القنابل المتفجّرة؟
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة تراجع "المساعدة الأمنية على المدى القريب، في ضوء الأحداث الجارية في رفح".
وأضاف أوستن "كنا واضحين جداً... منذ البداية أنه يجب على "إسرائيل" ألا تشن هجوماً كبيراً على رفح دون الأخذ في الاعتبار المدنيين الموجودين في ساحة المعركة وحمايتهم".
ويلوذ أكثر من مليون مدني فلسطيني برفح، وكان كثيرون منهم قد نزحوا في السابق من أجزاء أخرى من غزة، بعد أوامر "إسرائيل" بالإخلاء منها.
وقال مسؤول أميركي، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن قرار واشنطن تعليق إرسال شحنة أسلحة إلى "إسرائيل" اتُّخذ بسبب الخوف من "الاستخدام النهائي للقنابل التي تزن ألفي رطل، والأثر الذي قد تسببه في مناطق حضرية كثيفة السكان كما رأينا في أجزاء أخرى من غزة".
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة راجعت بدقة تسليم الأسلحة التي قد تستخدم في رفح.
وقال مسؤولون أميريكيون إن القرار اتخذ الأسبوع الماضي، وشارك بايدن فيه مباشرة.
يُشار إلى أن القنابل الكبيرة مثل تلك التي تزن 2000 رطل، تأثيرها يمتد لمساحة كبيرة.
وتقول الأمم المتحدة إن "الضغط الناتج عن الانفجار قادر على تمزيق الرئتين، وتفجير تجاويف الجيوب الأنفية، وقطع الأطراف على بعد مئات الأمتار من موقع الانفجار".