أدلى طلاب تم اعتقالهم خلال حملة الشرطة الأمريكية لمواجهة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات مدينة نيويورك الأسبوع الماضي، شهادات صادمة حول تعرضهم للضرب والإهانة.وفقًا لموقع ذا انترسبت الأمريكي.
وفقاً لاثنين من أعضاء هيئة التدريس في كلية بارنارد بجامعة كولومبيا، أنهم قد حُرموا من الماء والطعام لمدة 16 ساعة، فيما أفاد طلاب آخرون بأنهم تعرضوا للضرب على أيدي ضباط شرطة نيويورك بعد اعتقالهم ونقلهم إلى المستشفى بسبب إصاباتهم قبل إعادتهم إلى مركز الاحتجاز.
وحسب الشهادات التي نقلها أعضاء هيئة التدريس الذين طلب البعض منهم عدم الكشف عن هويتهم حفاظاً على وظائفهم، فقد تم وضع اثنين من الطلاب الذين تم القبض عليهم خلال حملة القمع في الحبس الانفرادي لمدة ثلاث ساعات، بينما أفاد آخرون بإقامتهم لفترة أطول.
وأفاد طلاب آخرون بأنهم احتُجزوا في زنزانات مليئة بالفئران، جنباً إلى جنب مع عامة السجناء. وأخبر الطلاب الأساتذة أنهم لم يحصلوا على الماء أو الطعام لمدة 16 ساعة، وأن طالباً واحداً على الأقل ترك بدون حذاء لنفس الفترة الزمنية.
يذكر أن قوات الشرطة قد داهمت الاحتجاجات الجامعية في عشرات الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أنه جرى اعتقال أكثر من 2600 طالب في الولايات المتحدة على خلفية احتجاجات الحرم الجامعي المؤيدة لفلسطين.
بينما ألغت جامعة كولومبيا يوم الإثنين الماضي حفل التخرج الرئيسي بسبب مخاوف أمنية. وقالت الجامعة إنها ستقيم فعاليات احتفالية أصغر.
وذكرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز أن جمعية المساعدة القانونية، وهي منظمة للدفاع العام في مدينة نيويورك، دعت إدارة التحقيقات بالمدينة إلى التحقيق في 46 حالة على الأقل تم فيها "سجن المتظاهرين بشكل غير قانوني" بتهم بسيطة .
ونقل موقع ذا إنترسبت عن شيوني ميترا، الأستاذة بكلية بارنارد والتي كانت تقدم الدعم للطلاب المسجونين، قولها إن الاعتقالات جاءت بسبب ما روجته كذباً شرطة نيويورك وكبار المسؤولين ووسائل الإعلام الإخبارية بأن الاحتجاجات يتم تنظيمها من قبل قوى خارجية.
وقالت ميترا: "علينا أن نقاوم بشدة هذه الرواية القائلة بأن هناك محرضين خارجيين".
كم كلفت حملة قمع الاحتجاجات بنيويورك؟
في السياق كشف موقع ذا إنترسبت أيضاً أن شرطة نيويورك أنفقت 150 مليون دولار نتيجة العمل الإضافي لقمع الاحتجاجات التي شهدتها الجامعات في الولاية، بالإضافة إلى عشرات ملايين الدولارات الأخرى التي أنفقتها في تسوية الدعاوى القضائية.
ورجح الموقع الأمريكي أن تزداد تكلفة الحملة التي وصفها بـ القمعية – وهي جزء من حملة أوسع نطاقاً لشرطة نيويورك ضد الاحتجاجات الداعمة لغزة – بشكل كبير، خاصة مع استمرار نمو الاحتجاجات.
ويمكن الآن رؤية أعداد كبيرة من رجال الشرطة في معظم الاحتجاجات اليومية التي تظهر في جميع أنحاء المدينة وما يرافق ذلك من زيادة حجم الأعمال الاضافية التي تقوم بها وحدات الشرطة وما يتبعه من زيادة الكلفة المالية.
واستناداً إلى الاحتجاجات السابقة، فإن الخسائر المالية الناجمة عن استجابة شرطة نيويورك يمكن أن تصل بسهولة إلى تسعة أرقام.
فقد كلفت استجابة الشرطة في الاحتجاجات التي شهدتها المدينة في عام 2020 نتيجة مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد أحد عناصر الشرطة ما يقرب من 150 مليون دولار من العمل الإضافي وحده، بالاضافة إلى عشرات ملايين من الدولارات الأخرى التي تم انفاقها وما زال لتسوية دعاوى قضائية تتعلق بإساءة معاملة الشرطة للمحتجين.