قائمة الموقع

​الكذب القهري.. حالةٌ مرضية منبعها التربية الخاطئة

2017-10-14T07:15:48+03:00

الكذب صفة سلبية تجر صاحبها إلى الوقوع في مشكلات قد لا يدرك خطورتها، وإذا تعود على الكذب، يخرج الأمر عن إرادته، بحيث يتطور هذا الكذب، فيؤلف الشخص أحداثًا وقصصًا مبنية على واقع، ولكنها لم تحدث فعليا، وهذا ما يسمى بـ"الكذب القهري".

وبحسب علماء النفس، فإن الكذب القهري حالة مرضية، وتم تشخيص هذه الحالة لأول مرة عام 1891، على يد الطبيب النفسي الألماني "أنتون ديلبروك".

التعويد

وقال الأخصائي النفسي والاجتماعي الدكتور إياد الشوربجي: إن الكذب والصدق مرتبطان بالتربية، وبتعويد الطفل على إحدى هاتين الصفتين، حيث تبقى لصيقة به طوال حياته.

وأضاف الشوربجي لـ"فلسطين" أن ما يدفع الطفل نحو الكذب هو تعرضه للعنف والتهديد من قبل والديه، أو أن يحقق منافع من خلال الكذب، مما يجعله يكذب رغما عنه، ومن هنا يُصاب بالكذب القهري.

وأوضح أن المريض بالكذب القهري يسرد بعض القصص والحكايات التي ليس لها صلة بالواقع، وقد يجد آذانا صاغية، وربما يجد من يصدّقه ويمدحه أيضا، وفي المقابل لا يجد من ينهاه أو يوجهه أو ينتقده، وبعض الأشخاص يعرفون أنه يكذب ولكنهم لا يريدون إحراجه، وبالتالي يصبح الكذب عنده قهريا.

ولفت الشوربجي إلى أن بعضهم يصنف الكذب المرضي والقهري بنفس الاتجاه، حيث لا يستطيع الشخص أن يسيطر على أفكاره ولا ينتبه لتصرفاته، والبعض الآخر يفصل بين المرضين.

ونوه الشوربجي إلى أن بعض الأطفال عندما يكذبون قد يستجيبون للعلاج والتوجيهات، أما في الكذب القهري وتأليف القصص سيتعود الطفل على ذلك، وثم يصدّق كذبه، ويصل إلى درجة عدم التفريق بين الكذب والصدق، ويصبح الكذب عادة لا يستغني عنها.

الأسباب والتنويه

وعن كيفية علاج الكذب القهري، بين الشوربجي أن علاجه يحتاج إلى جهد كبير من أطراف مختلفة، أساسها الأسرة، بحيث تُعوّد الابن على قول الصدق في كل الظروف، مع العلم بأن اتباع أساليب خاطئة في التعامل مع الطفل ستبقى المشكلة كما هي، وعلى الأهل تحديد سبب الكذب، كأن يكون الطفل يكذب للحصول على حاجة، أو لتجنب العقاب، أو بدافع كيدي.

وأوضح أنه بعد التعرف على دوافع كذب الطفل، على الأهل إيجاد البديل المناسب للعقاب، كمكافأته مقابل قول الحقيقة، مع محاولة التعامل معه بطريقة تشمل تلبية احتياجاته ومراقبته أيضا.

ونصح الشوربجي الأهل بمراقبة الطفل، فإذا حدث وكذب، عليهم ألا يعطوه الفرصة ليتحدث أكثر، وألا يسمعوا له حتى لا يعززوا هذا السلوك لديه، من خلال مصارحته بألا يستمر في الكذب أو التنويه له، ومن المهم جدا تدعيم ثقته بنفسه.

اخبار ذات صلة