قائمة الموقع

​الأعراس الفلسطينية.. واقعٌ جديد خالٍ من اللوحات التراثية

2017-10-14T07:11:41+03:00

بدا واضحًا في الأعوام الأخيرة تغيّر طريقة التعاطي مع العرس الفلسطيني، وغياب اللوحات التراثية الحقيقية عنه، وإحلال أخرى يعتريها الكثير من التحفظات، بل والتغيّرات التي أخرجتها عن مضمون التراث والأصالة إلى الحداثة التي لم ترُق للكثيرين، ولا سيما لأهل الفن والاختصاص.

وباتت الأعراس الفلسطينية اليوم تأخذ طابعًا يبعدها شيئًا فشيئًا عن شكلها الحقيقي، وعن مضمونها التراثي، الأمر الذي دفع الكثير من أصحاب الفن والمختصين في الإعلام الاجتماعي لدق ناقوس الخطر والتحذير من "حرف الثقافة والتراث عن سكّتهما الحقيقية".

الفنانون أولًا

الزجال الفلسطيني سمير صوالحة قال: إن "التغير حصل أولًا في الفنانين أنفسهم، والبيئة المحيطة بهم، والتي بكل تأكيد تنعكس على واقع الفن، ومنتجاتهم الفنية".

وأضاف: "الوضع العام ينعكس على نفسية الشاعر، فقديمًا كان الزجالون وأهل الفن يتغنون بما هو موجود في بيئتهم، وبمعاني العروبة والتاريخ والكرم والاحترام".

وتابع الفنان المُلقب بـ"العزموطي": "الفن اليوم بات بعيدًا عن الواقع، وأصبح أشبه ما يكون بالوجبات السريعة، حيث يتهافت الجيل الحالي على سماع كلمات وألحان بعيدة عن التراث ولا تحمل أي معنى للثقافة والعادات والتقاليد".

وأوضح صوالحة: "اللوحات التراثية تحتاج إلى شاعر عاصر البيدر، وما يحتاج إليه من منجل وقادم وحمالة وغربال وكافة الأدوات وأشكال التراث الفلسطيني ومعالم المجتمع الراسخة في أذهان الأجيال القديمة".

وبيّن: "اللوحة الفنية تحتاج لمن يلم بمعرفة الأدوات التراثية وأسمائها ليستطيع أن يربط الأفكار بالأشعار والصور والوقائع التاريخية".

اختلاف الأجيال

الكاتب والباحث الاجتماعي عبد السلام عوّاد قال: "إن مضمون الفن الحالي، وخصوصًا فيما يتعلق بالأعراس، ينذر بالخطر".

وأضاف: "الأعراس القديمة كانت تتضمن العديد من المعاني والقيم والتذكير بالعادات والتقاليد، على عكس الواقع الآن، كون الجيل الحالي بعيد كثيرًا عن القيم والأخلاق، ولم تعد تلك الأشياء تهمّه في ظل انشغالاته".

وتابع: "السبب الثاني لتغيّر واقع الفن، أن الألحان القديمة كانت تروق للجيل القديم، ولا تروق للجيل الحالي الذي يدمن الألحان الجديدة، فهي تروق له دون أن يهتم بالمعاني والرسائل ومدى ملائمتها للدين والقيم المجتمعية، كما أن أدوات الموسيقا الحديثة لا تناسب الكلمات الراقية القديمة، على عكس الآلات القديمة مثل العود والقانون واليرغول الذي كان يلازم الألحان التراثية".

وبحسب عوّاد، فمن الأسباب الأخرى لتراجع الموروث الثقافي فيما يتعلق بالفن الفلسطيني، عدم وجود اهتمام بالألحان التراثية واللوحات القديمة.

وبيّن: "ما زالت تلك اللوحات محافظة على شكلها دون أي تطوير، والخوف من أن تتعرض للزوال ما لم يكن هناك مواكبة للتطور الحالي، في حجم الأدوات والأساليب، مع الإبقاء على الكلمات والرسالة التي تحويها".

وعن المطلوب الآن، قال عواد: "إعادة أحياء التراث من خلال تعميق الانتماء له في المدارس والجامعات، وعبر منشورات ومحاضرات ومهرجانات تراثية، والتحذير من سرقة الاحتلال لتاريخنا وتراثنا، وهذا دور وزارة الثقافة والمؤسسات المعنية، إذ عليها حث الجمهور على العودة إلى الأصول والمشاهد التراثية، من خلال التذكير بوجودها والاعتناء بها ورفض أي شكل من أشكال محاولات التغييب والطمس بداعي المواكبة والتحضر".

وأضاف: "مطلوب من الملحنين والفنانين العودة إلى الألحان التراثية وإحياؤها، حتى وإن كان ذلك بصبغة حديثة تلائم التقدم التكنولوجي وطبيعة الآلات الجديدة".

وحذّر عواد من قيام الاحتلال بسرقة الألحان والكلمات التراثية، كما فعل مع الكثير من الأمور الأخرى.

لا ينفصل

المخرج بشار النجار قال: "واقع الأفراح الفلسطينية لا ينفصل عن الواقع بشكل عام، في أي جزء من مناحي الحياة الأخرى، فكل شيء تغيّر وتبدل، باستثناء بعض المناطق التي لا تزال تحافظ على القليل من بعض المظاهر القديمة".

وأضاف: "نحن نرى الفنان يرتدي الزي الفلسطيني في قرية، ولكنه لا يكررها في مناطق أخرى".

وتابع النجار: "الغناء والحداية تتغير كل عام، مع بقاء المحافظة على قاعدة الموروث الشعبي، ولكن وللأسف حفلات الأعراس تبدأ بدخول العريس على الخيل، وتنتهي بالرقص الغربي".

اخبار ذات صلة