"كل روح هدف مشروع للقتل"، بهذه الكلمات عبرت الصحفية حنان عياد عن مشاعرها تجاه الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للأهداف المدنية خلال الحرب على قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023، لتصبح روحها الهدف التالي لألة الحرب الإسرائيلية التي لا ترحم.
واستشهدت الصحفية عياد في تاريخ 13 ديسمبر 2023، برفقة زوجها وطفلهما عبد الرحمن، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في حي الدرج وسط مدينة غزة.
وقالت فاطمة العروقي وهي صديقة مقربة من الشهيدة حنان في تصريح لموقع "فلسطين أون لاين "، إن حنان "كانت محبة للسلام وللحياة، ولم تكن تشكل أي خطر على دولة الاحتلال ليتم استهدافها".
وأوضحت أن حنان درست التخصص الذي لطالما أحبته منذ صغرها، مضيفة: "كانت ترغب في إيصال رسالة شعبنا للعالم بأنه شعب محب للحياة ويعيش بظلم بسبب الاحتلال الغاشم".
وولدت حنان بسام عياد في 26 يناير 1998، في مدينة غزة، وتعود جذور عائلتها إلى قرية برير المهجرة عام 1948.
تلقت عياد تعليمها الأساسي والثانوي في مدارس المدينة، ونالت شهادة البكالوريوس في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة.
وعملت عياد منذ تخرجها مقدمة برامج اجتماعية، بالإضافة إلى عملها كصانعة محتوى رقمي في مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان آخر ما شاركته عياد في صفحتها على موقع فيسبوك، منشورا في 3 نوفمبر 2023، تصف فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقالت: "يسيرون في جنازة شهيد فلا يمهلهم الوقت لوداعه إذ يصبحون رفاقه مجدداً في العالم آخر.. وحين رغبوا بالنجاة من جروحهم النازفة كان الموت علاجهم الوحيد، وحين حاولوا اللواذ إلى مكان أكثر أمناً لاحق سواد الموت خطواتهم على الرغم من راياتهم البيضاء التي رفعوها بحثاً عن لحظة أمان.
ساعة من ساعات أيام غزة مجزرة تلو مجزرة وموت عاجل ومؤجل، كل شيء هدف متاح كل روح هدف مشروع للقتل".
وشكل استشهاد عياد صدمة كبيرة في أوساط كل من عرفها، ورثتها صديقاتها بكلمات الأسى والحزن عبر مواقع التواصل.
كتبت شروق أبو شب في تعليق لها: "الله يرحمك يا حنان خبر استشهادك أوجع قلوبنا يا حلوة الملامح والوجه المبتسم وداعاً".
وقالت انتصار البطش: "رحمكِ الله يا رفيقة الخير والمحبة واللحظات الجميلة".
ودان رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (حشد) صلاح عبد العاطي، مقتل الصحفية عياد في غارة استهدفت منزلها، وقال: "إن هذا الاستهداف هو نموذج لحالة متكررة من استهدافات الصحفيين بشكل متعمد من الجيش الإسرائيلي".
وأضاف أن دولة الاحتلال حولت الصحفيين إلى أهداف مشروعة ومستباحة، ضمن سياسة ممنهجة هدفت إلى ترهيب الصحفيين وإسكات صوتهم ضمن محاولاتها التعتيم وإخفاء الفظائع الإنسانية التي تقترفها وجريمة الإبادة المتواصلة في القطاع.
وشدد عبد العاطي على أن الصحفيين يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، شأنهم شأن المدنيين بحسب المادة 79 من البروتوكول الأول الملحق لاتفاقيات جنيف الأربع، والتي وصلت لمستوى القانون العرفي الدولي، "يعد الصحفيون الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاصاً مدنيين ضمن منطوق الفقرة الأولى من المادة 50".