قائمة الموقع

الحرب الإسرائيلية تصّعب الحياة المعيشية لـ"الصم" و"البكم" في غزة

2024-05-02T15:28:00+03:00
الحرب الإسرائيلية تصّعب الحياة المعيشية لـ"الصم" و"البكم" في غزة
فلسطين أون لاين 

قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كانت هناء أبو سعد بمقدورها إرسال طفلها (محمد 8 أعوام) إلى المخبز أو السوبرماركت مصحوبا بـ(ورقة الاحتياجات).

وبفعل "وحشية الحرب"، توقفت هناء (29 عاما) عن إرسال طفلها (الأصم) إلى المكانين المذكورين؛ خوفا عليه من صواريخ الطائرات الإسرائيلية التي لم تدع مكانا آمنا في غزة.

وتخشى على طفلها الذي لا يستطيع التواصل مع الآخرين إلا بـ"لغة الإشارة" ويزداد خوفها عليه من أية خطر أو قصف إسرائيلي في الشارع أو الحي السكني.

و(الأصم) هو الشخص الذي لديه مشكلة صحية أو عضوية في جهاز السمع، أما (الأبكم) فهو الذي يعاني من مشاكل في أعضاء إنتاج الكلام.

وتقول: "أصاب بالرعب الشديد وقت وقوع قصف إسرائيلي، و(محمد) ليس موجودا في المنزل أو أمام عيناي".

وتضيف: "7 شهور منذ اندلاع الحرب .. ونحن (الأسرة) نراقب (محمد) ليلا ونهارا".

وتتألم الأم لثلاثة أطفال على حال نجلها الذي ألقت الحرب الإسرائيلية تداعياتها النفسية والصحية عليه.

ويصف محمد هذه الحرب بـ"لغة الإشارة" وتترجمها والدته بأنها "فظيعة/ كبيرة".

"يشعر" الطفل بـ"اهتزاز الأرض" أو "اهتزاز الجدران" بفعل قوة الصواريخ الإسرائيلية وهو الأمر الذي يصيبه بـ"الفزع" أثناء النوم تارة و"التبول اللا إرادي" تارة أخرى. وفقا للأم.

"تحطيم المستلزمات"

ورغم تشابه التداعيات الجسيمة للحرب "الوحشية" على الغزيين إلا أن بعض ظروفها تختلف من شريحة إلى أخرى.

الطفلان (بلال) و(سعيد) محمد أبو رحمة يعانيان أيضا من صعوبة الحياة اليومية والنزوح المتكررة في ظل الحرب.

وعوضا عن ذلك، يشكو والدهما من آثار الدمار الذي حل بمنزل العائلة بفعل قصف إسرائيلي طال منازل الحي السكني الذي تقطن فيه بمخيم النصيرات.

وتقدر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن 1.7 مليون شخص في غزة هجروا داخليا أكثر من نصفهم أطفال، ولا يحصلون على ما يكفيهم من الماء والغذاء والوقود والدواء.

ولم تتوقف معاناة الطفلين عند هذا الحد بل تضاعفت بعد "تحطيم" جهاز القوقعة الخاصة بـ(سعيد 12 عاما) إزاء القصف الإسرائيلي.

وسبق أن خضع الطفل المذكور لعملية زراعة قوقعة في مستشفى (سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية) شمال مدينة غزة.

ولا يستطيع سعيد أو والده الوصول إلى هذا المستشفى أو أية مراكز متخصصة في مدينة غزة لإصلاح الجهاز أو مستلزماته؛ نظرا لوجود آليات ومدرعات جيش الاحتلال في منطقة (وسط القطاع) وفصلها لجنوبه عن شماله.

وعوضا عن ذلك، تعرض المستشفى الوحيد في القطاع المحاصر إسرائيليا، خلال أكتوبر/ تشرين أول الماضي لأضرار كبيرة نتيجة القصف الجوي والمدفعي العنيف صوبه ومحيطه.

وبالنسبة لـ(بلال 16 عاما) فهو يمتلك نسبة 10 % من السمع – وهي التي تقدر بأصوات الصواريخ والأحزمة النارية – وهو ما أراد به والده التركيز على التداعيات والاضطرابات النفسية على طفله.

ويقف بلال على "بسطة متواضعة" أمام المنزل (المدمر جزئيا) لبيع بعض الاحتياجات التي أعدتها والدته داخل المنزل بغرض إشغاله عن "أصوات الحرب".

يبتسم لجيرانه الذين يحيونه بين الحين والآخر رافعين "كف اليد" كـ"أقل القليل" للتواصل معه أو الوقوف أمام بسطته.

ويراقب الوالدين طفليهما ليلا ونهارا في محاولة للتغلب على الصعوبات التي يعانيانها نتيجة "هول الحرب الوحشية".

"أسعار باهظة"

وكمحاولة لإسناد طفله، بحث خالد عابد (44 عاما) خلال أسابيع طويلة من الحرب على مستلزمات جهاز القوقعة الخاص بنجله (محمد 12 عاما).

ولم يترك الوالد عابد أي محاولة للعثور على مستلزمات طفله دون أن تتكلل جهوده بالنجاح؛ الأمر الذي دفعه للبحث عنها خارج غزة.

ويقول: "لك أن تتخيل! عاش طفلي 50 يوما دون سمع .. لا يهدأ لي بالا دون راحة (محمد)".

ونجح الأب لاحقا بالحصول على مستلزمات جهاز طفله من جمهورية مصر العربية وإحضارها عبر أحد المسافرين القادمين لغزة.

وبلغت تكلفة المستلزمات (جهاز، بطارية، سلك) نحو 1200 دولار أمريكي، وفقا للوالد الذي دفعها من أمواله الخاصة دون مساندة جمعيات أو مراكز "الصم" و"البكم" لهذه الشريحة طوال شهور الحرب.

ووفقا لإدارة مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية فإن وفدا طبيا قطريا أجرى منذ عام 2017 حتى 2023م 275 عملية زراعة قوقعة لأطفال من غزة.

ويأمل ذوو أطفال الإعاقة السمعية بوقف الحرب الإسرائيلية وعودة أطفالهم لمقاعد التعليم في مدارسهما الخاصة وزيادة الاهتمام بهم؛ للتغلب على مجموعة من التداعيات السلبية والتي لا يمكن القضاء عليها بجهود عائلية وحدها.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن عدد الصم في الأراضي الفلسطينية نحو 65 ألف شخص منهم نحو 20 ألفا في قطاع غزة.

 

 

 

اخبار ذات صلة