تتوالي موجه من الاستقالات في صفوف قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، على إثر الفشل الأمني الكبير في التصدي لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد من الخطورة بل امتدد إلى الجنود والعناصر وأصبح رفض الخدمة ظاهرة تمتد كـ "النار بالهشيم" بين صفوف الجيش وتثير قلق الأجهزة الأمنية وقيادته.
ومن جهتها، رجحت صحيفة "هآرتس" أن تصل الأمور عاجلا أم آجلا، إلى النقطة التي يرفض فيها الناس التجنيد في "حرب الخداع" الدائرة الآن في إسرائيل، محاولةً منهم لكبح جماع الحكومة ووقف اندفاع الجيش المتهور نحو حرب طويلة وخطيرة.
ونقلت الصحيفة العبرية، عن توم مهاجر، الذي سجن لرفضه قيادة نقطة تفتيش شرق رام الله -في مقاله للصحيفة- أن أهداف الحرب في غزة التي قيل منذ أشهر إنها تفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتحرير المحتجزين، فشلت أمام أعيننا، فلم تنهزم حماس، ولم يسفر "الضغط العسكري"، بما فيه من ارتكاب جرائم خطيرة ضد المدنيين، إلا عن تقليص فرص إطلاق سراح المحتجزين.
ونبه توم مهاجر إلى أن الوضع الأمني متدهور على الحدود الشمالية بعد أشهر من إجلاء السكان من هناك، وشكك في قدرة الجيش الإسرائيلي حاليا على شن حملة فعالة ضد حزب الله، بعد أن قُتل أكثر من 600 جندي وجُرح الآلاف في الحرب في غزة، وتم تمديد الاحتياطيات إلى الحد الأقصى.
غير أن النبأ الأسوأ -حسب الكاتب- هو أن الحكومة مصرة على مواصلة هذه الحرب التي بدأت بفشل ذريع، وذكّر بأن قادة إسرائيل السابقين عندما أدركوا أن حرب لبنان الثانية لم تؤد إلى أي إنجاز، أوقفوا إطلاق النار فورا.
أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فليس لديه مجال للمناورة يسمح له باتخاذ قرار عقلاني، لأنه إذا تجرأ على وقف إطلاق النار، سوف يقوم شركاؤه من اليمين المتطرف بتفكيك حكومته، لأنهم يعتقدون أن الحرب تستطيع تحقيق أوهامهم.
وفوق كل ذلك، أشار الكاتب إلى عدم وجود بديل لأن بيني غانتس وغادي آيزنكوت شريكان كاملان في فشل الحكومة والجيش، كما أن أغلب أعضاء المعارضة لن يجرؤوا على اقتراح وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة، خشية أن يوصموا بأنهم يساريون.
وبالتالي، يقول الكاتب، فإن النظام السياسي عالق في فراغ مفاهيمي وقيادي، ولا يمتلك أي شخص من الشجاعة ما يجعله يقول للشعب إن إصرار إسرائيل على البقاء في غزة والثرثرة حول "النصر الكامل"، يعني التخلي عن المحتجزين.