تعكس استقالة رئيس شعبة استخبارات جيش الاحتلال العسكرية "أمان" أهارون حاليفا، حجم الفشل الأمني والعسكري في منع هجوم السابع من أكتوبر، الذي تواصل هزاته ضرب المؤسسات العسكرية والأمنية في جيش الاحتلال، وتفتح الباب أمام موجة استقالات ستتدحرج لتطال كبار المسؤولين فيها.
وقالت القناة الـ 12 الإسرائيلية، إن عددا من الضباط الكبار في الجيش يتواصلون مع محامين قبل صدور نتائج التحقيقات في هجوم السابع من أكتوبر، مع توقعات استقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي على خلفية التحقيقات الداخلية.
ومن التوقع أن تشمل الاستقالات قائد فرقة غزة أفي روزينفلد، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان رغم أنه كان في منصبه لمدة شهرين فقط قبل اسابع من أكتوبر. وتوقعت القناة أن يقدم رئيس جهاز الشاباك رونين بار استقالته، لا سيما أنه اعترف بفشله في إحباط هجوم حماس.
ويرى مختصون بالشأن الإسرائيلي تحدثوا لـ "فلسطين أون لاين" بأن الاستقالات تظهر كذلك فشل حالة التخدير الذي مارسها جيش الاحتلال وأجهزة استخباراته بأن حماس مردوعه وضعيفة ولن تجرؤ على القيام بأي عمل مقاوم ضد دولة الاحتلال.
هزة متواصلة
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس، إن: "حجم الهزة في النظام السياسي والأمني الإسرائيلي غير مسبوق، وتأتي في عدة أطر أولها تنبع من المسؤولية الشخصية عن أحداث السابع من أكتوبر، وهذه تحرج نتنياهو كونه لم يلمح لمسؤوليته عن السابع من أكتوبر، ويواصل تجاهل الأمر وكأنه لم يكن.
وأضاف أبو العدس لـ "فلسطين أون لاين" بأن المسار الثاني له معنى مهم، بأن الاستقالات لم تأتِ بعد شهر أو شهرين من الحرب، بل جاءت بعد ستة أشهر حيث تحولت الحرب إلى مناوشات وقتال محدود.
وتابع: "هناك شعور أن الحرب استهلكت ولم يعد بإمكان تقديم أي أهداف، وتأتي في ظل الشعور العام بانتهاء الحرب بـ (إسرائيل)، وجزء من قادة الاحتلال لا يريدون ختام حياتهم بالإقالة، وسيكون ذلك مخجلا في سيرهم الذاتية".
ورأى أن استقالة أعداد كبيرة من قادة وضباط الاحتلال، وهم الذين قادوا أو شاركوا في حروب دولة الاحتلال التاريخية، يعني أننا أمام جيل قادة "مترف وناعم" وجاء بعد نكسة السابع من أكتوبر، وسيكون أكثر ترددا في الحروب واتخاذ القرارات المصيرية وأكثر اعتمادا على التكنولوجيا والقوة النارية المهولة التي ثبت فشلها.
عن تأثير الاستقالات على المتجمع الإسرائيلي، لفت إلى أن المجتمع يمر بواحدة من أخطر مراحله وانهيار الثقة الكاملة بالجيش، فما قامت به حماس في هجوم السابع من أكتوبر أظهر الجيش بأنه عاجز عن حماية المستوطنين وهم يخلون بيوتهم منذ سبعة أشهر، بالتالي أصبحت ثقة الشارع الإسرائيلي في الجيش بأدنى المستويات، وتعززت فكرة أن الجيش أصبح غير قادر على حماية (إسرائيل).
تقدير مضلل
أساس الخلافات تعود وفق المختص بالشأن الإسرائيلي أحمد المقادمة، إلى أن الأجهزة الأمنية الاستخباراتية والعسكرية، لم يعرفوا النية الحقيقية لحماس، وكان لديهم معلومات مسبقة أنه لا توجد نوايا لدى الحركة بتنفيذ أي عمل ضد (إسرائيل)، وان الحركة يهمها رفاهية حياة المدنيين بغزة وتم تخديرهم على هذا الأمر وأنها غير معنية بأي تصعيد أو مواجهة عسكرية مع دولة الاحتلال خاصة بالفترة الأخيرة.
وقال المقادمة لـ "فلسطين أون لاين": إن "أجهزة استخبارات الاحتلال لمست عدة إشارات منها زيادة المنحة القطرية وزيادة عدد العمال، وإشارات أعطت الجانب الأمني أن حماس لا يوجد لديها أي نية بالتصعيد، لدرجة أنهم اعتقدوا أن حماس كبحت جماح المظاهرات الشعبية على السياج الفاصل، بالتالي مثل الهجوم في السابع من أكتوبر فشلا استخباراتيا فادحا.
ورأى أن الهجوم أظهر فشل قضية الردع الإسرائيلي وسياسة الاحتواء التي اتبعها ضد القطاع، وأن تأثير الهجوم على المجتمع الداخلي جعل المجتمع يفقد الثقة الكاملة في القيادة الإسرائيلية في المستوى العسكري والسياسي.