نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرًا من مخيم برج البراجنة في بيروت، قالت فيه إن تأثير حماس يتزايد بين فلسطينيي لبنان، وأن رموز كتائب القسام تحيط بجدران المخيم وأبوابه.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن المثلث الأحمر المقلوب موجود في كل مكان، ومرسوم على الجدران وعلى أبواب المتاجر، وهو موضوع دائم يرشد الزوار خلال الأزقة الضيقة التي تقسم مخيم برج البراجنة في بيروت.
ويظهر المثلث بشكل دائم في الفيديوهات التي تنشرها حماس، حيث يقوم مقاتلوها بمهاجمة الدبابات إسرائيلية في غزة. وتقول الكاتبة إن الانتشار الجديد للشعار في المخيم يشير إلى التحول في مواقف الرأي العام من الكفاح المسلح.
وتقول نهاية أيهم إبراهيم (25 عاما) الرسامة التي تزين لوحاتُها جدران المخيم: “نشعر بالفخر، وصرنا أكثر وعيًا بالقضية”. وتُظهر إحدى اللوحات الجدارية التي رسمتها، مظليين، في إشارة إلى الطائرات الشراعية التي استخدمها مقاتلو حماس وهم يهبطون داخل إسرائيل لتنفيذ هجوم 7 أكتوبر.
وفي لوحة أخرى، رسمت المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس، أبو عبيدة المتلثم بالكوفية الفلسطينية. وقالت إبراهيم: “نحن معهم، رغم ما حدث في غزة ورغم الضحايا”.
وحتى وقت قريب، كانت جدران البنايات المتداعية تحمل شعارات جدارية باهتة، كدليل على قضية أصبحت من الماضي. إلا أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على "إسرائيل" وما أعقبه من حرب على غزة، أحيا الآمال بدولة فلسطينية وحلم العودة إلى الأرض التي كانت تعيش فقط في الذكريات البعيدة للجيل القديم.
وتقول إبراهيم: “كان الجيل القديم هو من يتحدث عن فلسطين”. وإبراهيم التي ولدت في المخيم هي جزء من جيل ترك السياسة للتركيز على توفير متطلبات الحياة. لكن جيلها يشعر بالتحفيز بطريقة لم تظهر عليه من قبل. وتقول: “لديك أولاد ما بين العاشرة والخامسة عشرة من العمر يتحدثون عما يجري في فلسطين”. بحسب صحيفة "الغارديان".
وأصبحت الحرب الشغل الشاغل لسكان المخيم، ففي زيارة قريبة له، شاهدت الصحافية الأطفال وهم يلعبون ألعاب الحرب مسلحين ببنادق بلاستيكية، حيث كان يركضون في الشوارع المكتظة بالسكان ويختبئون خلف الزوايا المرسوم عليها المثلث الأحمر.
أما الكبار، فجلسوا في المقاهي يلعبون الورق ويتابعون تغطية الحرب في غزة. وتزايد التوتر على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، حيث يتبادل حزب الله إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي بشكل يومي. وفي الوقت الذي صنفت فيه الدول الغربية حماس كمنظمة إرهابية، إلا أن الفلسطينيين ينظرون إليها كحركة المقاومة التي تقوم بحرب مشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وتقول الصحيفة، "لا يتم النظر إلى هجوم 7 أكتوبر على أنه عمل إرهابي، بل عمل مُلهم لكسر قيود السجن. وأصبح المثلث الأحمر والطائرات الشراعية وصورة أبو عبيدة جزءا من الثقافة الشعبية التي تزين الصناديق والقمصان وأكواب القهوة، وتجاوز الاهتمام بها المجتمعات الفلسطينية".