أودت مجلة Foreign Policy الأمريكية مقالاً لهوارد فرينش، الكاتب الرئيسي في المجلة، وأستاذ الصحافة بكلية الدراسات العليا بـجامعة كولومبيا٬ يقول فيه: "إن ثورة الجامعات المتضامنة مع فلسطين كشفت أن الخلل ليس في الطلبة بل في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية حيال إسرائيل والشرق الأوسط".
ويصف الكاتب في "فورين بوليسي" احتجاجات كولومبيا وغيرها من الجامعات بأنها "بالغة الأهمية"، مضيفًا :"حيث ألهمت بدورها سلسلة متزايدة من ردود الفعل من قِبَل مديري الجامعات، والسياسيين، ومسؤولي إنفاذ القانون الأمريكيين، على التوالي، الذين سعوا إلى تقليص المظاهرات الطلابية أو منعها أو إدانتها أو قمعها بعنف في كثير من الحالات".
وأضاف، أن "ما كشفته هذه اللحظة بوضوح أكبر بالنسبة لي ليس أزمة الثقافة الطلابية أو التعليم العالي في الولايات المتحدة، كما ادعى البعض، بل أزمة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة٬ وعلى وجه التحديد علاقتها طويلة الأمد مع إسرائيل".
الطلاب المحتجون يعلّمون المجتمع الأمريكي والعالم الديمقراطية والمواطنة
ويقول الكاتب إنه من خلال الاحتجاج السلمي، فإن الطلاب في جامعة كولومبيا وفي عدد متزايد من الجامعات الأخرى يعلّمون المجتمع الأمريكي، بل والعالم أجمع، الديمقراطية والمواطنة الحقيقية. وقد تبادر إلى ذهني هذا الأمر في محادثات أجريتها مع طلاب من الصين ودول أخرى، والذين تعجبوا من قدرة طلاب كولومبيا على الرد من خلال الاحتجاج. وفي خضم الفظائع، يقولون ما يكفي، ويفعلون ذلك بشكل سلمي دائماً. ويقولون إن مواجهة الرعب تتطلب إلحاحاً أكبر من حملات كتابة الرسائل لأعضاء الكونغرس أو الانتظار بصبر للتصويت في الانتخابات المقبلة.
ويضيف أن غزة ليست الرعب الوحيد في العالم على الإطلاق، وبوسعنا جميعاً أن نستفيد من إلحاح هؤلاء الطلاب الأخلاقي وتحضرهم. إنهم يضغطون حيثما أمكنهم ذلك على المؤسسات التي ينتمون لها، وكطلاب، فهم حجر الأساس للمجتمعات. وإذا لم يتمكنوا من إقناع حكومة الولايات المتحدة بالقيام بشيء لوقف الحرب في غزة وفي الضفة الغربية، وهو الأمر الذي يتم تجاهله إلى حد كبير، فيمكنهم على الأقل إقناع جامعاتهم بالتوقف عن دعمه.
وهذا هو ما تعنيه المطالبة بسحب الاستثمارات: وقف الدعم المؤسسي والاستثمارات في الجهود الحربية الإسرائيلية. ويعترض العديد من النقاد على أن هذا المطلب غير واقعي ولا يمكن أن ينجح أبداً. ولكن ما هو الرد المناسب للمواطن؟ الجلوس وتكتيف اليدين مثلاً؟
ويخلص الكاتب، أن التهديد الذي تواجهه الصهيونية في العالم اليوم لا يأتي من الطلاب الذين يتظاهرون في الجامعات الأمريكية وغيرها، بل أزعم أن التهديد الأكبر للصهيونية لا يأتي حتى من حماس. إن التهديد الأكبر ينبع من عدم وضوح أي خط فاصل بين الصهيونية وسحق حياة الفلسطينيين وأملهم في المستقبل، كما يقول الكاتب والأكاديمي الأمريكي.