قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها تابعت باهتمام، البيان الصادر عن البيت الأبيض، والموقّع من ثماني عشرة دولة، والذي دعا بشكل أساسي إلى إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة.
وقالت الحركة، في بيان صحافي، "نعبّر عن أسفنا، لعدم تناول البيان قضايا أساسية لشعبنا الذي يرزح تحت وطأة حرب إبادة شاملة، وعدم تأكيده على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، إضافة إلى الغموض الذي يكْتَنِف بنوداً أخرى".
وأكدت، على أن الحركة منفتحة على أيّة أفكار أو مقترحات، تأخذ بعين الاعتبار، احتياجات وحقوق شعبنا العادلة، والمتمثلة بالوقف النهائي للعدوان عليه، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، والعودة غير المشروطة أو المقيّدة للنازحين إلى بيوتهم في محافظتي غزة وشمال غزة وكافة مناطق القطاع، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإمداد شعبنا بكافة احتياجاته الإغاثية والإنسانية، والمُضيّ في إنجاز اتفاق جدّي لتبادل الأسرى، وذلك على طريق نَيْل شعبنا الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة كاملة، بتقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعت الحركة، في بيانها، الدول الموقعة على البيان، والمجتمع الدولي، إلى رفع الغطاء عن جريمة الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الأطفال والمدنيين العزّل في قطاع غزة، والضغط لإنهائها، كأولوية مُلِحّة، والوقوف في وجه سياسات الإرهابي نتنياهو، "الذي يسعى لجر المنطقة إلى الهاوية، وذلك لحساباتٍ سياسية شخصية، وتحقيقاً لرغبات حلفائه من اليمين المتطرّف، الذين يقفون في وجه أي محاولة للوصول إلى اتفاق عادل، يُنهي العدوان ويُعيد الأسرى والمحتجزين". بحسب البيان.
تصريحات حركة حماس تأتي تزامنًا مع تقارير تتحدث عن مقترح أمريكي جديد مدعوم بـ 17 دولة يطالب "الإفراج عن أسرى الاحتلال" مقابل تمرير المساعدات إلى قطاع غزة، دون حديث صريح عن وقف الحرب "الإسرائيلية" المتواصلة على غزة لـ 200 يوم.
دعا بيان مشترك صدر عن البيت الأبيض، الخميس، ووقعه قادة الولايات المتحدة و17 دولة أخرى، إلى الإفراج الفوري عن الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، متجاهلاً أكثر من 200 يوم من العدوان الإسرائيلي.
وقال البيان الذي وقعته كل من الولايات المتحدة، الأرجنتين، النمسا، البرازيل،بلغاريا، كندا،كولومبيا، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، هنغاريا، بولندا، البرتغال، رومانيا، صربيا، إسبانيا، تايلاند وبريطانيا، إن "مصير الأسرى في غزة، ومن بينهم مواطنونا، يثير قلقاً دولياً".
وزعم البيان أن "الاتفاق المطروح لإطلاق سراح الأسرى من شأنه أن يؤدي إلى وقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار في غزة، وأن يسهل تدفق المساعدات الإنسانية الإضافية الضرورية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، ويؤدي إلى نهاية موثوقة للأعمال العدائية، ويمكّن سكان غزة من العودة إلى منازلهم وأراضيهم، مع الاستعدادات المسبقة لضمان المأوى والمؤن الإنسانية".
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله "نرى بعض المؤشرات على أنه قد يكون هناك سبيل للتوصل إلى اتفاق في غزة"، وأضاف "استلمنا مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي - الأميركي غولدبيرغ بولين يوم الإثنين الماضي، وما زلنا نراجعه".
وفي وقت سابق، قال القيادي الكبير في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سامي أبو زهري، إن الحركة متمسكة بمطلبها بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة في إطار أي اتفاق للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة بغزة.
وشدد أبو زهري، في تصريح لوكالة رويترز، على أن الضغوط الأمريكية على حماس "ليس لها قيمة"، مؤكدًا "عندما يكون هناك اتفاق للهدنة سيعود الأسرى الإسرائيليون مقابل حرية أسرانا".
وتتهم "حماس"، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"التعنت" وعدم الرغبة في إنجاز اتفاق، وتتمسك للموافقة عليه بإنهاء العدوان على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم ودخول مساعدات كافية إلى القطاع.
ولليوم الـ203 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مخلفًا ما يزيد على 34 ألف شهيد، وأكثر من 77 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة، ومستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.