وسط دمار كبير بقيت أجزاء من قلعة برقوق التاريخية وسط خان يونس جنوب قطاع غزة شاهدًا على تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء كبيرة من المدينة، وأهم معلما تاريخيا في فلسطين.
وتعرضت القلعة التاريخية لدمار كبير، حيث قام جيش الاحتلال بهدم أجزاء كبيرة من السور الشرقي للقلعة بقصف صاروخ، إضافة إلى تجميع كميات كبيرة من الركام بداخلها، وفقًا لما رصده مراسل "فلسطين أون لاين".
ودمر الاحتلال أيضا أجزاء من السور الجنوبي في قلعة برقوق، وهدم أجزاء من مآذن المسجد القديم في القلعة التاريخية، وقام بتجريف مدخل القلعة أيضا، وإلحاق دمار كبير بعدد من المعالم التاريخية في القلعة.
وتوجد القلعة في قلب مدينة خان يونس، وتتجذر كمعلم تاريخي وتراثي شاهد على مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد مسؤول العلاقات العامة في لجنة طوارئ خان يونس صائب لقان، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهداف قلعة برقوق التاريخية التي تعد من المواقع الأثرية في المدينة.
وقال لقان لـ"فلسطين أون لاين": "الاحتلال أراد من خلال استهدافه قلعة برقوق إلى طمس التاريخي الفلسطيني".
وأوضح أن قلعة برقوق أحد أهم معالم مدينة خان يونس التاريخية، وتدمير أجزاء منها يمثل اعتداء على التاريخ الفلسطيني.
وقلعة برقوق هي واحدة من أهم قلاع المماليك البرجية في فلسطين، ويعود تاريخها لعام 1387م، وبناها الأمير يونس بن عبد الله النورزي بناءً على طلب من السلطان برقوق، أحد سلاطين العصر العربي الإسلامي المملوكي ومؤسس دولة المماليك البرجية.
ويعود تاريخ هذه القلعة العريقة لعام 789هـ ـ1387م، حيث أسند السلطان برقوق؛ مؤسس دولة المماليك البرجية، إلى الأمير يونس بن عبد الله النورزي بناء هذه القلعة في مركز تلك المدينة التي سميت على اسمه "خان يونس".
وشهدت القلعة معركة كبيرة بين العثمانيين والمماليك على السلطة وأصاب القلعة بعض الدمار جراء هذه المعارك، كما أنها تعرضت للتدمير والتخريب أثناء الحملة الفرنسية على مصر والشام عام 1798 حيث ضربتها المدافع الفرنسية من البحر.
وبقيت القلعة حصنا منيعا في الحرب العالمية الأولى عام 1917، حين دمرت الزوارق البريطانية العديد من مبانيها.
واكتسبت القلعة أهمية تاريخية بعد العدوان الثلاثي على مصر، بمشاركة فرنسا وبريطانيا والاحتلال، وارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق أهل مدينة خان يونس في عام 1956، وقد ارتقى مئات الشهداء الذين أُعدموا بدم بارد.