فلسطين أون لاين

"جرائم الإبادة الجماعية"

انتشال جثث إضافية.. والاتحاد الأوروبي يدعو للتحقيق بمقابر غزة الجماعية

...
٢٣٤.webp
غزة - فلسطين أون لاين

تواصل طواقم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني العمل على انتشال جثامين الضحايا الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال اقتحامه مدينة خانيونس.

وبينما يدور الحديث عن مئات المفقودين في خانيونس بعد الانسحاب الإسرائيلي، أشار المكتب الإعلامي الحكومي والدفاع المدني إلى أن الجثامين التي تم انتشالها تعود لفلسطينيين من مختلف الفئات والأعمار، قتلتهم قوات الاحتلال أثناء اقتحامها للمجمع ودفنتهم بشكل جماعي داخله.

واليوم، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة انتشال 51 جثمانًا إضافيًا من المقبرة الجماعية المكتشفة في مستشفى "ناصر" بمدينة خانيونس جنوبي القطاع.

وقال إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي، إن طواقم الدفاع المدني تمكنت من انتشال 51 شهيدا فلسطينيا من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. مؤكدا أنه "تم التعرف على 30 جثمانا، فيما لا يزال 21 مجهولي الهوية".

وتابع أن "اكتشاف 51 جثمانا يرفع عدد الجثامين في المقبرة الجماعية في مجمع ناصر إلى 334".

والاثنين، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة الجثث المكتشفة إلى 283، في مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي.

وأمس الثلاثاء، كشف الدفاع المدني في غزة أنه انتشل جثث نحو 340 فلسطينيًا، لافتًا إلى أن القوات الإسرائيلية قتلتهم ودفنتهم في مجمّع ناصر

وأشار شهود عيان، من محيط ناصر إلى أن قوات الاحتلال نقلت الجثث ووضعت عليها التراب لجعل عملية التعرف عليها أصعب. كما ووصفوا المشاهد الواردة من المكان بـ"القاسية" حيث يتم وضع كل جثمان يتم انتشاله في قبر لوحده.

ويكتب على قبور الشهداء الذين لم يتم التعرف عليهم "مجهول الهوية" إضافة إلى تفاصيل الثياب التي كانوا يرتدونها عل أحدًا يتعرف عليهم في المستقبل.

140 مقبرة جماعية أو مؤقتة في غزة

من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن حصيلة الحرب المتواصلة على قطاع غزة، "مفزعة"، مؤكداً توثيقه "أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة" في القطاع.

جاء ذلك في بيان للمرصد (مقره جنيف)، في اليوم الـ200 للحرب على غزة، أشار فيه إلى أن المجتمع الدولي فشل في إلزام إسرائيل بالامتثال لقواعد القانون الدولي الإنساني وأوامر محكمة العدل الدولية.

حيث أكد المرصد أن المدنيين الفلسطينيين كانوا منذ اليوم الأول للهجوم هم الهدف الأول والحقيقي لجرائم "إسرائيل" في قطاع غزة، وقد دفعوا ثمناً باهظاً وغير مسبوق، بعدما استهدفتهم القوات الإسرائيلية بشكل منهجي وواسع النطاق في إطار عملية انتقام شاملة تهدف إلى نزع الإنسانية عنهم وإنهاء وجودهم بالقتل والتهجير.

المرصد الحقوقي، أضاف أن قطاع غزة أصبح فعلياً غير قابل للحياة نتيجة حجم التدمير الهائل الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في المنازل والبنى التحتية، والذي طال أكثر من 60% من مباني قطاع غزة".

وتابع: "إسرائيل أسقطت أكثر من 70 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، بالإضافة إلى عمليات التجريف، وتدمير جميع المباني بعمق يصل إلى كيلومتر واحد شرقاً وشمالاً من القطاع بهدف إقامة منطقة عازلة".

وفق البيان "نفذت إسرائيل أكبر وأوسع عملية تهجير قسري في التاريخ الحديث، حين أجبرت بأوامر إخلاء عسكرية وتحت وطأة القصف والقتل مليوني فلسطيني على النزوح والعيش في مراكز إيواء وخيام، حيث يتركز أكثر من نصفهم في مدينة رفح الحدودية التي تتعرض للقصف والتهديد".

وتابع: "بشكل ممنهج، عملت إسرائيل على تدمير النظام الصحي في قطاع غزة".

وأردف: "اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 5 آلاف فلسطيني بينهم مئات النساء، من منازل ومراكز إيواء وأثناء التنقل على الطرق خلال عملية النزوح القسري، وتواصل إخفاء جميع هؤلاء قسراً، وتعرضهم لأصناف قاسية من التعذيب وصل إلى حد القتل".

وفقاً للبيان: "تم توثيق أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة، وفي العديد من الحالات، تم تسجيل حالات دفن نفذتها قوات الاحتلال لأشخاص تم إعدامهم ميدانياً".

كما أشار إلى أن "المقابر الجماعية المكتشفة في المستشفيات، خاصة في مجمع الشفاء الطبي في غزة ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، تثير شبهات بأن الجيش الإسرائيلي نفذ إعدامات خارج نطاق القانون بحق أشخاص معتقلين ومحتجزين ثم أقدم على دفنهم".

حيث أفاد بأنه "عثر على أشخاص مقيدين وآخرين يبدو أنهم كانوا يتلقون علاجات، ويستدعي كل ذلك فتح تحقيق دولي في هذه الجرائم غير المسبوقة".

تحقيق "مستقل" وضمان المحاسبة

من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق "مستقل" بشأن التقاريرعن اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيين في غزة دمّرتهما القوات الإسرائيلية، حيث انتشلت فرق الدفاع المدني عشرات الجثث خلال الأيام الماضية.

وشدد الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو على "ضرورة فتح تحقيق مستقل وضمان المحاسبة".

من جهتها، دعت جمهورية جنوب إفريقيا اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى إطلاق تحقيق عاجل وشامل في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في قطاع غزة، عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من بعض المناطق.

وأشارت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا، في بيان، إلى حالة الرعب التي برزت بعد اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيي "ناصر" و"الشفاء"، بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منهما.

وشدّدت على أن إسرائيل التي تواصل حربها على غزة، تتجاهل قرارات محكمة العدل الدولية وتظل دون عقاب، مشيرة إلى أن الأدلة المتعلقة بعمليات القتل الجماعي التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين تشير إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.

وحثت جنوب إفريقيا المحكمة على إطلاق تحقيق شامل ومحايد في هذه القضية، وفقًا لمعايير القانون الدولي، للكشف عن الحقائق، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.

وأوضحت، أن القانون الإنساني الدولي يحمي حياة الإنسان في أوقات الحرب بحظر الهجمات ضد المدنيين، مؤكدة أنه من الواجب المشترك للمجتمع الدولي ضمان التحقيق بشكل مناسب في الفظائع المرتكبة..

بدوره، أكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس، وجوب مشاركة محققين دوليين في التحقيق بشأن اكتشاف الجثث.

وقال المكتب إن الدمار الذي لحق بأكبر مستشفيين في غزة، مجمّع الشفاء في مدينة غزة ومجمّع ناصر الطبي في خانيونس، "مروّع".

يشار إلى أن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، أعلن ارتفاع حصيلة الجثث المكتشفة إلى 283، في مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوبي القطاع.

وتعرّضت المستشفيات التي يفترض بأنها محمية بموجب القانون الدولي إلى قصف إسرائيلي متكرر خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

وخلّف العدوان على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 34262 شهيدًا، غالبيتهم من الأطفال، والنساء، فيما بلغت حصيلة الإصابات 77229 على ما أعلنت مصادر طبية، اليوم الأربعاء.