قائمة الموقع

"هآرتس": 3 أسباب لتغير موقف (إسرائيل) من المصالحة الفلسطينية

2017-10-13T15:04:28+03:00

وصفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الرد الإسرائيلي على إعلان اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، في العاصمة المصرية، القاهرة، بأنه "باهت وغير مسبوق"، وخلا للمرة الأولى من نبرة الهجوم والتهديد واتخاذ قرارات ضد السلطة الفلسطينية.

وذكرت الصحيفة في مقال لها، اليوم، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو "لم يتسرع هذه المرة بمهاجمة الاتفاق واكتفى بإصدار بيان باهت يركز على أن اختبار الاتفاق سيكون بالنتائج على الأرض".

واعتبر نتنياهو في بيان لمكتبه تعقيبا على اتفاق القاهرة أنه "يعقد عملية السلام" زاعما أن "التصالح مع القتلة جزء من المشكلة، وليس جزءا من الحل.. قولوا نعم للسلام ولا للانضمام إلى حماس" حسب تعبيره.

واعتبرت الصحيفة أن الرد الإسرائيلي على اتفاق القاهرة "مدهش وغير مسبوق بالتصريح بأن (إسرائيل) ستدرس تطورات الأمور وتسارعها على الأرض وبعدها ستتصرف بناءً عليه".

ونبهت إلى أن بيان مكتب نتنياهو خلا من العبارات السابقة المعتادة عند الإعلان عن تفاهمات للمصالحة مثل ما حدث في اتفاق الشاطئ عام 2014 عندما تم تجميد الاتصالات السياسية مع السلطة وفرض عقوبات اقتصادية من بينها حجز أموال الضرائب.

3 أسباب

وأوردت الصحيفة العبرية، 3 أسباب للتغير الحاصل في الموقف الإسرائيلي، أولها رعاية مصر للاتفاق بمبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "الذي تربطه علاقات أمنية غير مسبوقة مع (إسرائيل)".

وذكرت "هآرتس" أن السبب الثاني يتمثل في الموقف الأمريكي من الاتفاق "حيث لوحظ غياب رد أمريكي هجومي على الاتفاق بل لوحظ أن الإدارة الأمريكية تدعم الاتفاق" كما أن المبعوث الأمريكي لعملية التسوية "جيسون غرينبلت" كان دعا السلطة الفلسطينية لتحمل المسئولية عن قطاع غزة.

أما السبب الثالث فيتمثل في أن المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي يريان في عودة السلطة إلى غزة ولو بشكل جزئي خدمة للمصالح الأمنية الإسرائيلية وخطوة على طريق نزع سلاح حماس.

وشددت الصحيفة على أن الفهم الإسرائيلي الحالي بأن اتفاق المصالحة يعتبر بمثابة فرصة وليس تهديداً فقط "الأمر الذي دفع (إسرائيل) إلى عدم العمل على إفشاله هذه المرة".

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى الشك الإسرائيلي في نجاح المصالحة قبل أسبوعين، واعتقدت (إسرائيل) بأن الأمر لا يعدو كونه مناورة جديدة وأن مصيرها الفشل.

وذكرت أنه "على الرغم من امتلاك (إسرائيل) لجميع الوسائل القادرة على إحباط اتفاق المصالحة إلا أنها اختارت العكس، حيث يفهم نتنياهو أنه في حال دعم السيسي وواشنطن المصالحة فلم يتركوا لـ(إسرائيل) الكثير لتفعله، وكل ما تبقى لها أن يحبط الفلسطينيون أنفسهم الاتفاق مرة أخرى دون تدخل إسرائيلي هذه المرة".

فشل ذاتي

وفي السياق، أظهرت المواقف الإسرائيلية التي صدرت في أعقاب الإعلان عن اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، عن أن قادة الاحتلال يأملون بانهيار الاتفاق خلال أشهر معدودة، كما حصل مع اتفاقيات سابقة جرى توقيعها وسرعان ما انهارت.

وعنونت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تقرير لها عن المصالحة الفلسطينية، بـ"اتفاق الفرص الضئيلة"، مشيرة إلى أن "تل أبيب" تتوقع انهيار الاتفاق في غضون أشهر، "على ضوء إصرار حماس الحفاظ على سلاحها في غزة، وعدم كشفها خرائط الأنفاق أمام ممثلي السلطة، ما يخل في التزامات السلطة تجاه الجانب الإسرائيلي في إطار التنسيق الأمني" حسب زعمها.

وقال المحلل السياسي والعسكري في الصحيفة، ألكس فيشمان، إن ممثلي "حماس" رفضوا تسليم خرائط الأنفاق في غزة لممثلي "فتح"، خلال المحادثات في القاهرة "حتى أن ممثلي حماس لم يتكلفوا بالرد على هذه الطلب" حسب تعبيره.

وأضاف "المحادثات أبقت في أيدي حماس الأنفاق، وورش صناعة الأسلحة، والمختبرات، والطائرات المسيرة، وقوات الكوماندو لكتائب عز الدين القسام، وهذا يعني عمليا أن الذراع العسكري لحماس ظل على حاله، تحت سيطرة حماس وتوجيهاتها المباشرة".

واضاف أنه على ضوء هذه المعادلة، أي عدم تخلي "حماس" عن أسلحتها، وعدم الانخراط في إطار التنسيق الأمني الذي تطبقه السلطة الفلسطينية مع (إسرائيل)، فإن الاتفاق الذي أبرم "ضعيف وفرص نجاحه ضئيلة".

ونقل التقرير عن مصادر سياسية في "تل أبيب" إن "قرار رئيس السلطة المضي قدما في المصالحة الفلسطينية، حتى لو كانت اتفاقا ضعيفا، يعود إلى رغبته في طرح نفسه أمام الأمريكان على أنه الحاكم الوحيد في فلسطين، وأنه الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، لمواجهة ادعاء (إسرائيل) أنه لم يعد الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني"

ألغام داخلية

من جانبه، رأى المحلل العسكري في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، ألون بن دافيد، في مقال نشره في صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم، أن اتفاق المصالحة "يبدو جديا أكثر من السابق، لكنه لا يلامس مجموعة الألغام التي بإمكان كل واحد منها أن يفجره، وهي السيطرة الأمنية في غزة وإجراء انتخابات وإعادة عقد البرلمان واندماج حماس في منظمة التحرير الفلسطينية".

واعتبر بن دافيد أن "بذور الانفجار تكمن في اللقاء المقبل، حول من سيسيطر أمنيا في غزة، ولا أمل في أن تتنازل حماس في هذه النقطة، ويصعب رؤية أبو مازن يتراجع عن تصريحه حول السلاح الواحد في الضفة وغزة".

وأشار إلى أن القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، يقف جانبا متربصا، "فهو يعرف مدى هشاشة هذا الاتفاق، وسيسره أن يقدم دور المخلص بعد انهياره، وربما أن هذا كان قصد المصريين منذ البداية".

اخبار ذات صلة