قائمة الموقع

هكذا يشارك أطباء الاحتلال في تعذيب أسرى غزة وبتر أطرافهم "دون رحمة"

2024-04-17T19:15:00+03:00
٩٨٩٨1-1712413267.webp

الإثنين الماضي، أفرجت سلطات الاحتلال عن 150 معتقلًا فلسطينيًا من قطاع غزة، من بينهم الأسير المحرر سفيان أبو صلاح (43 عامًا) الذي خرج وقد بترت ساقه جراء التعذيب والإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال.

كانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الفلسطيني من غزة سفيان أبو صلاح (43 عاماً)، خلال اجتياحها محافظة خان يونس جنوبي القطاع.

أبو صلاح أوضح في مقطع الفيديو أن قدمه تعرضت للالتهاب، ورفض جنود الاحتلال إرساله إلى المستشفى، وخلال سبعة أيام انتشرت الالتهاب، وتم إجراء عملية بتر لساقه.

كما أكد أنه لم يكن يعاني من أي أمراض قبل اعتقاله، مضيفاً: "اعتقلت بقدمين وأفرج عني بقدم واحدة".

وسرد الأسير المحرر أبو صلاح، كيف ماطل الأطباء في سجون الاحتلال في معالجته، مما فاقم من وضعه الصحي وانتشار الالتهابات التي أدت بالنهاية إلى بتر القدم.

وقال، إن الأطباء بعد 14 يومًا قرروا مداواته، مع الشتم والتعذيب والضرب الوحشي، وبعد أسبوعين من إجراء عملية تنظيف بتروا قدمه، بشكل لم يراعو فيه المشاعر الإنسانية.

في 4 أبريل/نيسان 2024، وصف طبيب "إسرائيلي" يعمل في مستشفى ميداني في منشأة يحتجز فيها جيش الاحتلال معتقلين من قطاع غزة، الظروف المأساوية التي يعيشونها، والتي وصلت إلى التسبب في قطع أطرافهم، مشيرًا إلى ارتكاب مخالفات قانونية ومهنية كبيرة.

وذكرت صحيفة هآرتس التي كشفت التفاصيل، أن أقوال الطبيب الإسرائيلي الذي يعمل في المستشفى الميداني في معتقل سديه تيمان في صحراء النقب وردت في رسالة بعث بها الأسبوع الماضي، إلى وزير الأمن الإسرائيلي ووزير الصحة أوروئيل بوسو، والمستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف ميارا.

وجاء في رسالته: "في هذا الأسبوع فقط، خضع مريضان لبتر ساقيهما بسبب إصابة بدأت بسبب تقييدهما. وللأسف، نتحدث عن حدث روتيني".

وتابع الطبيب رسالته التي تحتوي على تفاصيل صادمة: "منذ الأيام الأولى لتشغيل المنشأة الطبّية وحتى اليوم، أواجه معضلات أخلاقية صعبة. والأكثر من ذلك، أكتب لأحذّر من أن خصائص أنشطة المنشأة لا تتوافق مع أي بند من البنود المتعلّقة بالصحة، في قانون سجن المقاتلين غير الشرعيين".

وأشار إلى أن المستشفى لا يتلقى إمدادات منتظمة من الأدوية والمعدات الطبية، وأن جميع المرضى المعتقلين مكبّلون من أطرافهم الأربعة بغض النظر عن مدى خطورتهم، وتتم تغطية أعينهم ويتم إطعامهم بالقش.

وأوضح أنه "في ظل هذه الظروف، فعلياً، حتى المرضى الشباب والأصحّاء يفقدون الوزن، بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من المكوث للعلاج".

وبحسب الطبيب، فإن أكثر من نصف المعتقلين المرضى في المستشفى الميداني، موجودون هناك بسبب إصابات تطوّرت أثناء الاعتقال، عقب تقييدهم المستمر. وقال إن القيد يسبب إصابات خطيرة "تتطلب تدخلات جراحية متكررة".

بتر يد معتقل بسبب تقييد يديه بأصفاد بلاستيكية

وبالإضافة إلى أقوال الطبيب، شهدت ثلاثة مصادر لـ"هآرتس"، لم تسمّها الصحيفة، أنه في بداية الحرب، بُترت يد أحد المعتقلين، الذي أصيب بسبب تقييد يديه بأصفاد بلاستيكية لفترة طويلة.

ونقلت "هآرتس" عن مصدر لم تسمّه أن العديد من المعتقلين في حالة بدنية سيئة. وقد أصيب بعضهم في المعارك أو في الحرب، وفي بعض الأحيان كانت جراحهم تتفاقم بسبب ظروف السجن وغياب النظافة فيه، فيما يعاني البعض الآخر من أمراض مزمنة.

وقال المصدر إنه لعدة أشهر منذ بداية الحرب، كان هناك نقص في أدوية علاج الأمراض المزمنة في المنشأة، وكان بعض المعتقلين يعانون من نوبات صرع طويلة. وبحسب المصدر، ورغم أن العديد من المعتقلين يعانون من مشاكل طبية، إلا أن معظمهم لا يعالجون في المستشفى؛ بل يبقون في الأقفاص ويتلقّون العلاج من قبل مسعفين وليس أطباء.

وقالت مصادر تحدثت إلى "هآرتس" إن تزويد أدوية الأمراض المزمنة ارتفع منذ ذلك الحين.

كما ذكرت المصادر نفسها أن أيدي العديد من المعتقلين كانت مقطوعة وملوّثة بسبب القيود. ويدعم ذلك صور المعتقلين الذين أعيدوا إلى غزة وتظهر فيها الجروح في أيديهم.

إعادة معتقلين للمنشأة مباشرة بعد خضوعهم لعمليات جراحية صعبة

وذكر الطبيب في الرسالة أن المعتقلين لا يتلقّون العلاج المناسب، حتى لو تم نقلهم إلى المستشفى، مؤكدًا عدم إبقاء أي مريض يجري تحويله إلى المستشفى لأكثر من بعض ساعات.

ويضيف: "يحدث أن مرضى بعد خضوعهم للعمليات جراحية كبيرة، مثل جراحات البطن لبتر الأمعاء، يعودون بعد حوالي ساعة من استيقاظهم (من العملية)، إلى المنشأة الطبية في سديه تيمان، والتي يعمل بها في معظم ساعات اليوم طبيب واحد، يرافقه فريق تمريض، بعضهم مؤهل كمسعف فقط. هذا بدلاً من إبقائهم للمراقبة في قسم الجراحة".

وبحسب قوله، فإن الطبيب في المنشأة قد يكون طبيب عظام أو طبيب نساء، "وينتهي الأمر بمضاعفات وأحياناً حتى بوفاة المريض".

وكتب الطبيب في رسالته للمسؤولين أن إدارة الأمور على هذا النحو "تجعلنا جميعاً، الطواقم الطبية وأنتم، المستوى المسؤول عنا في وزارة الصحة ووزارة الأمن، شركاء في انتهاك القانون الإسرائيلي، وربما الأسوأ بالنسبة لي كطبيب، مخالفة واجبي الأساسي تجاه المرضى، أياً كانوا، كما أقسمت عندما تخرّجت طبيباً قبل 20 عاماً".

وأقيمت منشأة الاعتقال سديه تيمان بعد بدء الحرب مباشرة، وكان الهدف منها احتجاز عناصر حماس، بمن فيهم من شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حتى يتم نقلهم إلى السجون.

وفي بداية الحرب، أقر الكنيست تعديلاً للقانون بشأن احتجاز المعتقلين، والذي يتضمن أيضاً تفاصيل الشروط التي من المفترض احتجازهم بموجبها.

ومنذ عملية الاجتياح البري إلى قطاع غزة، يتم جلب معظم المعتقلين الذين يصلون إلى منشأة الاعتقال من القطاع واستجوابهم، إلا أنه يتم إطلاق سراح العديد منهم بعد أن يتبين عدم وجود أي صلة لهم بالمقاومة.

والقاعدة العامة في منشأة الاعتقال سديه تيمان، هي تقييد أيدي المعتقلين طوال ساعات اليوم وتغطية أعينهم.

نادي الأسير: الجرائم المروعة بحقّ معتقلي غزة تتكشف  

من جهته، قال نادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ "مستوى الجرائم المرعبة التي تتكشف تصاعدياً بحقّ معتقلي غزة في معسكرات الاحتلال، وتحديداً معسكر (سديه تيمان)، مؤشر على أن هذه المعطيات تشكّل الحد الأدنى من مستوى الجرائم المتواصلة بحقّ معتقلي غزة، وذلك في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقّهم، منذ بداية العدوان والإبادة الجماعية". 

وأضاف نادي الأسير، في بيان صحافي، أن "معسكر (سديه تيمان) شكّل بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، عنواناً بارزاً لعمليات التّعذيب غير المسبوقة بكثافتها، خاصّة أنّ معظم الجرائم التي كُشف عنها، ارتبطت باسم هذا المعسكر، وكان آخرها ما كشف عنه الإعلام العبري صباح اليوم، عن تفاصيل مروعة وجرائم طبيّة يتعرضون لها المعتقلون المرضى والجرحى في إحدى المنشآت التابعة للمعسكر". 

وتابع نادي الأسير أنّه ومن ضمن التفاصيل التي ظهرت في تحقيق نشره الإعلام العبري وفقاص لشهادة أحد أطباء الاحتلال، أن معتقلين تعرضا لعملية بتر في أطرافهما، جراء إصابات نتجت بسبب عمليات التقييد المستمرة بحقهما، حيث يُبقون المعتقلين المرضى إلى جانب عمليات التقييد المستمرة لأطرافهم، معصوبي الأعين.

ولفت البيان إلى أنّ هذه الشهادة تأتي بعد فترة وجيزة من الكشف عن استشهاد 27 معتقلاً من غزة في معسكرات الاحتلال نتيجة للتعذيب والجرائم الطبيّة، دون الكشف عن هوياتهم، وهو كذلك مؤشر لاحتمالية أنّ يكون أعداد الشهداء أعلى. 

وأوضح أنّ "التّخوف الأكبر من كل ما يجري اليوم مع استمرار العدوان، هو أن تتحوّل جريمة الإخفاء القسريّ إلى نهج دائم فيما يتعلق بمعتقلي غزة".

اخبار ذات صلة