قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير نشرته يوم الخميس، إن إسرائيل تستعد لهجوم مباشر من إيران على جنوب أو شمال إسرائيل في غضون الـ24 إلى 48 ساعة القادمة.
في وقت سابق، أظهرت تقارير المخابرات الأمريكية أن هجوماً على الأصول "الإسرائيلية" من قبل إيران أو وكلائها قد يكون وشيكاً، لكن مصدراً يقول إنه يبدو الآن أن الهجوم قد يكون داخل حدود "إسرائيل".
وقال مسؤول أمريكي مطلع على الأمر، الخميس، إن تقارير المخابرات الأمريكية تشير إلى ضربة انتقامية إيرانية في غضون أيام، "ربما على الأراضي الإسرائيلية" بدلاً من المصالح الإسرائيلية في أماكن أخرى.
وقالت السفارة الأمريكية في "إسرائيل" يوم الخميس إن موظفي الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم سيتم منعهم من السفر الشخصي خارج وسط "إسرائيل" والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر.
وقال مسؤولون دفاعيون إن الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، كان في "إسرائيل" يوم الخميس.
وتعهد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، متحدثاً من قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، يوم الخميس أيضاً، بالرد بشكل مباشر على أي هجوم على إسرائيل، مضيفاً: "من يؤذنا نؤذِه. نحن على استعداد لتلبية كافة الاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل، دفاعياً وهجومياً".
كما اتهمت سوريا "إسرائيل" بتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي، الذي أدار العمليات شبه العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية ومسؤولين أمريكيين.
وزاهدي هو أعلى مسؤول عسكري إيراني يُقتل منذ اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني في يناير/كانون الثاني 2020 في بغداد. وقال الحرس الثوري الإيراني إن 6 مسلحين إيرانيين آخرين على الأقل قتلوا في الغارة.
وهددت إيران علناً بالرد على الهجوم الذي وقع قبل أيام في العاصمة السورية دمشق، والذي قالت طهران إنه غارة جوية إسرائيلية على مبنى دبلوماسي وأسفرت الغارة عن مقتل كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين، بما في ذلك عضو كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي.
سيناريوهات هجوم إيران على "إسرائيل"
تشمل السيناريوهات، بحسب الصحيفة الأمريكية، هجمات يشنها وكلاء طهران في سوريا والعراق، حيث قامت إيران بتسليم طائرات من دون طيار من المستودعات في الأيام الأخيرة، وفقاً لمستشاري الحرس الثوري الإيراني والحكومة السورية.
وتضيف، "ويمكن لإيران وحلفائها أيضاً مهاجمة الجولان -وهي منطقة متنازع عليها ضمتها إسرائيل من سوريا عام 1981- أو حتى غزة، على حد قولهم، لتجنب هجوم داخل الأراضي الإسرائيلية المعترف بها دولياً".وفق تعبير الصحيفة.
فيما يتمثل الخيار الآخر بـ "ضرب السفارات الإسرائيلية، ولا سيما في العالم العربي، لإظهار أن العلاقات الودية مع تل أبيب قد تكون مكلفة".
وفي الوقت نفسه، يسعى المجتمع الدولي جاهداً لتجنب التصعيد. وفي يوم الخميس، اتصل وزيرا خارجية ألمانيا والمملكة المتحدة، أنالينا بيربوك وديفيد كاميرون، بنظيرهما الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ليطلبا من طهران عدم مهاجمة إسرائيل، وفقاً لمسؤولين بريطانيين وإيرانيين.
وقال متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك لصحيفة وول ستريت جورنال: "لقد تم إجراء اتصالات من قبل العديد من الوزراء الإقليميين والأوروبيين مع وزير الخارجية الإيراني".
تجنب تصعيد كبير
كانت وكالة رويترز قد قالت، مساء الخميس 11 أبريل/نيسان 2024، إن طهران نقلت لواشنطن رسالة أكدت فيها أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير، وأنها لن تتعجل في ذلك.
ونقلت رويترز عن مصادر إيرانية ما نشرته بشكل حصري في الوقت الذي تترقب فيه "تل أبيب" و"واشنطن"، ودول الشرق الأوسط الرد الإيراني على استهداف المبنى القنصلي في دمشق، وما سيتبعه من تطورات.
حيث قالت المصادر إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان نقل رسالة إيران إلى واشنطن أثناء زيارة يوم الأحد لسلطنة عمان التي كثيراً ما توسطت بين طهران وواشنطن.
فيما قال مصدر مطلع على معلومات استخباراتية أمريكية إن إيران "كانت واضحة جداً" بأن ردها على الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق سيكون "منضبطاً" و"غير تصعيدي"، ويشمل خططاً "باستخدام وكلاء بالمنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل".
ولم يستبعد أحد المصادر الإيرانية احتمال مهاجمة أعضاء من محور المقاومة "إسرائيل" في أي لحظة، وهو خيار أشار إليه محللون باعتباره إحدى الوسائل المحتملة للرد.
وقالت المصادر إن أمير عبد اللهيان أشار خلال اجتماعاته في عُمان إلى استعداد طهران لتقليص التصعيد بشرط تلبية مطالب تتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار في غزة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، إن إيران تهدد بشن "هجوم كبير في إسرائيل"، وإنه أبلغ نتنياهو بأنه "لا شك في التزامنا بأمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها".