ترى صحف عالمية، أن حكومة الاحتلال تواجه مستنقعًا في قطاع غزة، وأن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو "يلعب بالنار "مع الولايات المتحدة الأميركية، كما أن التحريض على ملف المحتجزين لدى المقاومة بغزة سيقود الأوضاع إلى عنف وسفك للدماء.
وتناولت افتتاحية صحيفة "هآرتس" حادثة الدهس التي تعرض لها متظاهرون في تل أبيب فيما كانوا يحتجون على الحكومة ويؤيدون إطلاق سراح الرهائن، ورأت أن التحريض الذي يمارسه اليمين الإسرائيلي يؤدي إلى العنف وسينتهي بالدماء.
وقالت الصحيفة، إن على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمتطرفين في حكومته وعلى أتباعه كذلك الذين يواصلون التحريض ضد عائلات الرهائن وضد كل من يجرؤ على معارضة الحكومة الأقل تحملا للمسؤولية في تاريخ "إسرائيل" أن يرحلوا.
وقال خبراء لصحيفة "واشنطن بوست": إن نفاد صبر الولايات المتحدة يقترب من نقطة الانهيار مع رئيس الوزراء الإسرائيلي"، ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع "أن الضغط الأميركي المتزايد أدى إلى تغيير التفكير داخل مكتب نتنياهو ذاته، وهناك احتمال أن يولّد الغضب بشأن مصير الرهائن حالة انفجار كبيرة داخل إسرائيل".
"إسرائيل" ستحترق بالفعل
وحسب مقال للكاتب دوف زاخيم في مجلة "ناشيونال إنتريست"، فإن نتنياهو "يلعب بالنار مع أميركا، وعليه أن يدرك أنه تعامل مع الرئيس جو بايدن بازدراء في كثير من الأحيان"، مضيفا "إذا لم يأخذ نتنياهو المخاوف الأميركية بعين الاعتبار، فإن إسرائيل ستحترق بالفعل، وهي التي تعاني أصلا من أهوال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول ومحنة الرهائن".
أما الكاتب بريت ستيفنز فطالب في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" برحيل نتنياهو عن منصبه، وقال "يجب على أصدقاء إسرائيل المخلصين ألا يخافوا أبدا من التعبير عن موقفهم، لأنه لا يمكن لإسرائيل أن تتحمل خسارة هذه الحرب، لكنها تحتاج إلى خسارة زعيم لا يمكنه تحقيق الانتصار"، مؤكدًا أن هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم تتحقق.
وفي السياق نفسه، رأى مايكل هيرش، في مقال بمجلة "فورين بوليسي"، أن "إسرائيل" تواجه مستنقعًا في غزة، مماثلًا لما واجهته الولايات المتحدة في العراق، و"ليس لدى إسرائيل حتى اللحظة أي خطة لما بعد الحرب".
من جهتها، رأت "الغارديان" في افتتاحيتها أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة مُطالب بإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لوضع نهاية للحرب في غزة.
وكما وركزت صحف أخرى، في تغطيتها لتداعيات الحرب على قطاع غزة على ما يوصف بالتشدد الأميركي حيال إسرائيل، متسائلة عما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تحول في السياسة الأميركية والتخلي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وجاء في افتتاحية صحيفة غارديان أن تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو "متأخر جدا بالنسبة لعشرات الآلاف من ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنّه قد يُنقذ آخرين منها".
وأضافت الصحيفة أن "التشدد الأميركي تجاه نتنياهو يجب ألاّ يتوقف هنا، لأن كثيرا من العمل لا يزال مطلوبا لغزة".
ومن جهته، تساءل موقع ميديابارت "ماذا بعد غضبة الرئيس بايدن من نتنياهو؟"، ويلاحظ الموقع أن الرئيس الأميركي احتاج إلى 6 أشهر ليضرب بقبضته على الطاولة ويجبر إسرائيل على فتح معابر إنسانية.
ويستطرد الموقع الفرنسي بالقول "لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هناك تحوّلا في علاقة واشنطن بحليفتها الأوثق".
أما مجلة إيكونوميست، فترى أن العلاقات الإسرائيلية الأميركية وصلت إلى مرحلة الانهيار، وأرجعت ذلك إلى مقتل عمال الإغاثة السبعة في غارة للجيش الإسرائيلي، "ولكن رغم ذلك، سيجد الرئيس بايدن صعوبة في وقف الحرب وفرض تسوية سياسية في غزة، وسيكون من المستحيل على إدارته التخلي تماما عن حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة".