بعد 38 عامًا في سجون الاحتلال، أعلنت هيئة الأسرى والمحررين، مساء اليوم الأحد، استشهاد الأسير وليد دقة داخل مستشفى آساف هروفيه "الإسرائيلي" إثر تعرضه للتنكيل والتعذيب والإهمال الطبي، وحرمان عائلته من لقائه منذ الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وإلى جانب النداءات المتكررة، فشلت المحاولات القانونية التي تمت خلال العام الماضي في محاولة لإنقاذ حياته بالإفراج عنه ليكون بين عائلته، بقرار من محاكم الاحتلال التي شكّلت كذلك ذراعًا في استمرار الجريمة بحقّه.

ويأتي استشهاد الأسير وليد دقة، بعد يوم واحد من مطالبة منظمة العفو الدولية، إسرائيل بإطلاق سراح الأسير وليد دقة من مدينة باقة الغربية المصاب بسرطان النخاع الشوكي، على خلفية تعرضه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي للتعذيب والإهانة والإهمال الطبي.

ومن حياته، ولد الشهيد الأسير وليد دقّة (في 18 تموز/ يوليو في عام 1962)، من باقة الغربيّة في فلسطين المحتلّة 1948.

 وأُسر منذ عام 1986 وحكم عليه بالإعدام في البداية، ولاحقًا خفف الحكم بالسجن 37 عامًا بالإضافة لسنتين إضافيتين بقضية ضلوع الأسير دقة في قضية إدخال هواتف نقالة للأسرى.

و يعدّ من أبرز مفكريّ الحركة الأسيرة فقد كتب العديد من المقالات والكتب منها يوميات المقاومة في جنين، الزمن الموازي، صهر الوعي وحكاية سرّ الزيت، رواية لليافعين وحكاية سر السيف في عام 2022، حكاية سر الزيت حصدت جائزة اتصالات الإمارتية لأدب اليافعين.

من المرض حتى الشهادة

وفي تسلسل زمني، في كانون الأول/ ديسمبر 2022 جرى تشخيص إصابة دقة بسرطان النخاع الشوكي ومشكلات صحية متعدّدة، منها أمراض تنفسية والتهاب في الرئة اليمنى.

أمضى وليد دقة في سجون الاحتلال ما يزيد عن 30 عامًا ضمن مجموعة من الأسرى رفض الاحتلال إدراجهم في أي اتفاقية

اختطفه الاحتلال منذ عام 1986 م، بتهمة المشاركة في المقاومة المسلحة ضد نظام الفصل العنصري الصهيوني في عام 1985م

تدهور الوضع الصحي لوليد دقة في السنوات الأخيرة وتعمد الاحتلال التنكيل به من خلال الإهمال الطبي.

في عام 2020 عانى دقة من آلام شديدة في الرأس وتدهور صحي تباطأ الاحتلال في التعامل معها أو نقله للمشفى.

وفي 2022 تم تشخيصه مصابًا بسرطان بسرطان الدم بعد نقله للمشفى إثر تفاقم.
حالته

 في وقت لاحق؛ تبين معاناته من نوع نادر من سرطان نخاع العظام، والذي يؤدي إلى تعطيل الإنتاج الطبيعي لخلايا الدم، مما يستدعي إجراء عملية زراعة لنخاع عظم بشكل عاجل.

في كانون الثاني (يناير) 2023، وبناءً على طلب مؤسسة أطباء لحقوق الإنسان، أجرى الدكتور "موشيه جات" فحصًا لدقة توصل خلاله إلى أنه  يعاني من عوامل خطورة على القلب والأوعية الدموية وأن الدواء الذي وصف له في مشفى السجن أضف مناعته ما أدى لتفاقم حالته.

وحذر الطبيب من أن استمرار دقة في هذا الوضع قد يهدد حياته بالانتهاء خلال عامٍ ونصف على الأكثر.

في فبراير 2023، أصيب وليد بجلطة أدت لانتفاخ رجله وسببت له الآمًا حادة في الجهة اليسرى من صدره، ورغم ذلك لم تقم إدارة سجن عسقلان بنقله للمستشفى وأبقت عليه لحين موعده مع طبيب الدم بعد نحو 10 أيام، علمًا أن عيادة السجن شخصت حالته الطبية حينها بالجلطة، أصيب بعدها دقة بجرح في لسانه سبب له نزيفًا حادًا ورغم هذا كله ماطلت إدارة السجن في علاجه مرة أخرى.

ونتيجة للالتهاب الرئوي الحاد الذي أصابه خضع وليد في نيسان 2023، لعملية استئصال لجزء كبير من رئته وبعد قضاء 37 يوماً في مستشفى "برزيلاي"، نقلته مصلحة السجون في 30 نيسان 2023 إلى عيادة سجن الرملة الذي لا تتوفر فيها أدنى بيئة لرعاية جراحته الحديث.

 بعد نقله للمشافي غير المؤهلة وإصرار الاحتلال على عدم إجراء عملية زرع النخاع رغم توفر المتبرعين أعاده الاحتلال للسجن ليكمل جريمة قتله البطيء ويعلن يوم الأحد 7 نيسان 2024 تاريخًا لوفاته.