كشفت تقارير عبرية، اليوم الخميس، أن مجلس الحرب "الإسرائيلي" استعان بعناصر تنتمي لحركة فتح الفلسطينية لتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، تزامنًا مع إعلان وزارة الداخلية في قطاع غزة، السبت الماضي، عن اعتقالها قادة "قوة أمنية"، تسللت مع دخول شاحنات الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح البري، جنوبي القطاع.
وأوضح موقع "israel hayom" العبري أن هذه الخطوة تشمل أفراد أمن في غزة مرتبطين بفتح وكذلك جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وأوضحت أن إسرائيل قامت بالتنسيق ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية.
وأضاف الموقع، قيام مجموعة مسلحة تابعة لجهاز المخابرات الفلسطينية في رام الله بقيادة ماجد فرج، بالمشاركة وذلك لأول مرة، السبت 30 مارس/آذار 2024، أي في توقيت إعلان الداخلية بغزة عن اعتقال 10 عناصر من "القوة الأمنية" المتسللة للقطاع بتنسيقٍ كامل مع الاحتلال.
ويوم أمس الأربعاء، كشف مسؤول أمني في وزارة الداخلية بغزة، عن نتائج التحقيق مع قادة قوة أمنية شكلها اللواء ماجد فرج تسللت إلى قطاع غزة عبر شاحنات مساعدات تابعة للهلال الأحمر المصري، واعتقلت في القطاع.
وقال المسؤول الأمني لقناة الجزيرة، إن الخطة الأمنية التي وضعها اللواء ماجد فرج لإدارة الوضع في غزة تستند إلى ثلاث مراحل.
وأضاف، أنّ المرحلة الأولى هي الأمن الغذائي تحت غطاء الهلال الأحمر الفلسطيني والثانية تستهدف العشائر والثالثة الأمن الشامل.
وأشار إلى، أنّ الخطة حددت مقر الهلال الأحمر بمستشفى القدس مقرًا للقوة الأمنية بحماية جوية إسرائيلية.
وقال المسؤول الأمني في وزارة الداخلية بغزة، إن اللواء ماجد فرج كلف فريقًا من ضباط جهاز المخابرات الفلسطيني بمتابعة تنفيذ الخطة، وأفراد من القوة كلفوا بجمع معلومات من مجمع الشفاء الطبي لماجد فرج قبل أسبوعين من الاقتحام الأخير.
والأحد الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، عن اعتقالها قوة أمنية جرى تنسيق أعمالها بشكل كامل مع الاحتلال، تسللت مع دخول شاحنات الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح البري، جنوبي القطاع.
وفي التفاصيل، أوضحت منصة "الجبهة الداخلية" التابعة للوزارة بغزة، أنه في عملية استخبارية جرت ليلة أمس السبت، تسلل إلى منطقة شمال غزة عدة ضباط وجنود يتبعون لجهاز المخابرات العامة في رام الله، في مهمة رسمية بأوامر مباشرة من ماجد فرج، بهدف إحداث حالة من البلبلة والفوضى في صفوف الجبهة الداخلية، وبتأمين من جهاز الشاباك الإسرائيلي وجيش العدو، وذلك بعد اتفاق تم بين الطرفين في اجتماع لهم في إحدى العواصم العربية الأسبوع الماضي.
وأكدت الوزارة، أن الأجهزة الأمنية في غزة تعاملت مع هذه العناصر، وتم اعتقال 10 منهم، وإفشال المخطط الذي جاؤوا من أجله، "وسيتم الضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه أن يلعب في مربع لا يخدم سوى الاحتلال، وقد أعذر من أنذر". بحسب بيان "الجبهة الداخلية".
وفي سياق متصل، قال مسؤول في وزارة الداخلية بغزة لـ "قناة الأقصى" الفضائية، أن القوة الأمنية دخلت أمس مع شاحنات الهلال المصري، وجرى تنسيق أعمالها بشكل كامل مع قوات الاحتلال.
ولفت إلى، أن "اللواء ماجد فرج أدار عمل القوة بطريقة أمنية مخادعة، وضلل فيها الفصائل والعشائر الفلسطينية".
وقال المسؤول في وزارة الداخلية، إنّ الجانب المصري أبلغ هيئة المعابر بعدم علمه بالقوة الأمنية، التي تسلمت الشاحنات المصرية، وأخلى المسؤولية الكاملة عنها.
وأوضح، أن "وصلت إلى وزارة الداخلية توجهات من الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، بالتعامل مع أي قوة أمنية لا تدخل غزة عبر مقاومتها، التي تدافع عن الوطن ودفعت الغالي والنفيس من أجله، معاملة قوات الاحتلال".
وأكدت الفصائل الفلسطينية في بيان مشترك، رفضها أي اتفاق أو صفقة تبادل مع الاحتلال دون وقف شامل للعدوان، وعودة النازحين، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، والإيواء وإعادة الإعمار، وكسر الحصار وفتح المعابر وإدخال المساعدات.
كما شددت الفصائل الفلسطينية، على رفضها لتصريحات الاحتلال حول تشكيل قوات دولية أو عربية بغزة، مشددة على أنها غير مقبولة، وسيتم التعامل معها كقوة احتلالية.
وقالت، إن "حديث قادة الاحتلال حول تشكيل قوة دولية أو عربية لقطاع غزة هو حديث وهم وسراب، وأن أي قوة تدخل لقطاع غزة هي مرفوضة وغير مقبولة وهي قوة احتلالية وسنتعامل معها وفق هذا التوصيف".
كما ثمّن البيان موقف الدول العربية التي رفضت المشاركة والتعاون مع مقترح قادة الاحتلال.
فيما شددت الفصائل الفلسطينية على أن إدارة الواقع الفلسطيني هي شأن وطني فلسطيني داخلي، "لن نسمح لأحد بالتدخل فيه".
وأضافت: "إن كل محاولات خلق إدارات بديلة تلتف على إرادة الشعب الفلسطيني ستموت قبل ولادتها ولن يكتب لها النجاح؛ لأن الشعب الذي أعاد كتابة التاريخ بدمه وصموده لن تستطيع قوة في الأرض أن تحتل أو تنتزع إرادته حتى لو اجتمعت كل قوى الشر بقيادة أمريكا والاحتلال لتحقيقه" وفق البيان.