فلسطين أون لاين

جروح ملتهبة ومرضى دون إيواء.. الاحتلال يصعّد حربه "الفاشية" ضد المستشفيات بغزة

...
RC2BQ6ARWNSC-1711149974.webp
غزة - فلسطين أون لاين

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، حصار وقصف مستشفى الأمل وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني غربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في حين استشهد 7 مرضى في مجمع الشفاء المحاصر لليوم الثامن على التوالي.

في وقتٍ أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 32 ألفا يشكل الأطفال والنساء نحو ثلثي الشهداء جراء الحرب التي تشنها "إسرائيل" على القطاع، وارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 74 ألفا.

طواقم طبية وجرحى عالقون خارج مستشفى الأمل بعد إخلائه

في خانيونس، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الاثنين، أن طواقمًا طبية وجرحى عالقون على بوابة "مستشفى الأمل" جنوب قطاع غزة بعد أن أجبرهم الجيش الإسرائيلي على إخلائه بوقت متأخر من مساء الأحد.

والأحد، اقتحمت قوات إسرائيلية مستشفى الأمل وسط إطلاق نار كثيف، وعمدت إلى القيام بأعمال تجريف في محيط المستشفى، وفق بيان سابق للهلال الأحمر الفلسطيني.

وقالت الجمعية في تغريدة عبر منصة "إكس"، إن "قوات الاحتلال أجبرت مساء أمس الطواقم العاملة والجرحى في مستشفى الأمل في مدينة خان يونس على إخلائه".

وأضافت أنه "أثناء محاولة الطواقم المغادرة عبر الحاجز العسكري فوجئت بصعوبة التحرك في المكان نظراً لعملية التجريف الواسعة وتدمير البنية التحتية، وأثناء محاولة إزالة الركام والعوائق في الطريق أطلقت قوات الاحتلال النار اتجاه اثنين من الطواقم حاولا إزالة الركام، مما أدى إلى إصابتهما بشكل مباشر".

وتابعت أن "الطواقم الطبية تمكنت من انتشال أحد المصابين، فيما تعذر عليها التعامل مع الحالة الثانية التي ما زال مصيرها غامضاً".

وذكرت الجمعية أنه "في وقت لاحق أجبرت قوات الاحتلال الطواقم على العودة مرة أخرى إلى مستشفى الأمل لكنها فوجئت بقيام قوات الاحتلال بإغلاق بوابة المستشفى واستحالة الدخول إليها مرة أخرى لتبقى تنتظر عالقة بالشارع حتى اللحظة (12:20 ت.غ)".

وأشارت إلى أنها تواصل الجمعية التنسيق مع الجهات المختلفة من أجل توفير ممر إنساني آمن لإجلاء الجرحى والطواقم الطبية من المستشفى.

وللمرة الثانية منذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، ينفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية في حي الأمل، ويهاجم خلالها مستشفيي "الأمل" و"ناصر"، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى جراء قصف في محيط المستشفيين.

وفي السياق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن المنظمة تلقت بلاغا عن هجوم إسرائيلي جديد على مستشفى الأمل. ودعت المنظمة إلى توفير الحماية الفورية للمرضى والعاملين الصحيين داخل القطاع مجددة الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار.

مرضى دون علاج: جروح مفتوحة كبيرة وملتهبة

وصفت منظمات إغاثية اليوم، الإثنين، الوضع في مستشفى غزة الأوروبي المكتظ بأنه "لا يمكن تصوره"، حيث تركت جروح كبيرة بأجساد أشخاص مفتوحة دون علاج.

وأمضى فريق طوارئ طبية يمثل ثلاث منظمات إغاثية مدة أسبوعين، في إجراء عمليات جراحية وغيرها من أشكال الرعاية في هذا المستشفى القريب من مدينة خانيونس.

وتشهد المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة قتالا عنيفا بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية، منذ بداية العام.

وتم تنظيم فريق الطوارئ الطبي من قبل "جمعية العون الطبي الفلسطيني" و"لجنة الإنقاذ الدولية" و"جمعية إغاثة أطفال فلسطين".

وجاء في بيان صادر عن فريق الطوارئ أن العاملين في مجال الرعاية الصحية أجبروا على الإخلاء أو لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى.

وأضاف الفريق أن القيود الإسرائيلية تؤدي إلى نقص الإمدادات الطبية، بما فيها أساسيات مثل الشاش والجبائر والمسامير التي تستخدم لتثبيت العظام المكسورة.

كما تحدث الجراحون الزائرون "عن وجود جروح مفتوحة كبيرة وملتهبة لدى بعض المرضى. واضطرارهم إلى توفير إمدادات التغذية الطارئة للمرضى لأن نقص الغذاء كان يعرض علاج المرضى للخطر".

وقال مسؤولو مساعدات دولية إن جميع سكان قطاع غزة، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة، يعانون انعدام الأمن الغذائي، وأن المجاعة وشيكة في الشطر الشمالي المتضرر بشدة في القطاع.

ووسّع المستشفى الأوروبي طاقة استيعابها إلى 1000 سرير من طاقته الأصلية البالغة 200 سرير، لاستيعاب المرضى من مستشفى ناصر، وهو المستشفى الرئيسي في خان يونس، الذي داهمته القوات الإسرائيلية الشهر الماضي.

وهناك أيضا ما يقدر بنحو 22 ألف شخص لجأوا إلى مستشفى غزة الأوروبي.

إخلاء فوري واستشهاد مرضى تركوا دون علاج

وفي مدينة غزة، طالبت قوات الاحتلال عبر مكبرات الصوت بالإخلاء الفوري لمجمع الشفاء الطبي غربي المدينة، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف في محيط المستشفى.

وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 7 مرضى خلال الساعات الـ24 الماضية في المجمع المحاصر من قبل قوات الاحتلال لليوم الثامن على التوالي.

من جهته، أعلن جيش الاحتلال أنه يواصل مع جهاز الأمن العام (الشاباك) القتال في منطقة المجمع، وأنه اعتقل 500 فلسطيني هناك منذ بداية اقتحامه في 18 مارس/آذار الجاري، تم التأكد من انتمائهم إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي حسب زعمه.

ولليوم الثامن على التوالي يواصل الاحتلال اقتحام المجمع الذي كان يضم آلاف المرضى والنازحين، وينفذ حملة اعتقالات واسعة وعمليات قتل بصفوف النازحين، ويقصف المنازل المحيطة، مما خلَف مئات الشهداء والجرحى.

ومستشفى الشفاء أحد مرافق الرعاية الصحية القليلة التي تعمل ولو جزئيا في شمال غزة، وكان مثل غيره من المرافق يؤوي أيضا بعضا من نحو مليوني مدني، يمثلون أكثر من 80% من سكان غزة، نزحوا بسبب الحرب.

وقالت حركة حماس أمس في بيان إن تصعيد "إسرائيل" لحربها ضد مستشفيات غزة واقتحامها وحصارها لمستشفيي الأمل وناصر في خان يونس "يؤكد إصرار الاحتلال على المضي في حرب الإبادة" ضد الشعب الفلسطيني.

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلّف العدوان الإسرائيلي المدمر وحملة التجويع على قطاع غزة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين -معظمهم أطفال ونساء- كما تسبب العدوان في كارثة إنسانية ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.