أفادت مؤسستان، أنّ عدد الأسرى الأطفال في سجن "مجدو" وصل إلى 94، من بينهم 24 طفلا من قطاع غزة، محتجزون في زنازين مجردة من أي شيء، ومعزولون بشكل مضاعف، ومحرومون من زيارة عائلاتهم، في ضوء استمرار حرمان آلاف الأسرى من زيارة عائلاتهم.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان مشترك، اليوم الأحد، إن إدارة سجن "مجدو" تتعمد إحضار الأسرى الأطفال للزيارة وأيديهم وأقدامهم مقيدة، ومعصوبي الأعين، وبعد أن يُحْضَر الطفل إلى غرفة الزيارة، تُفَكّ العصبة عن عينيه، ويقيدون أيديه إلى الأمام بدلا من الخلف، مع إبقاء القيود بالقدمين، وعلى الرغم من مطالبات الطواقم القانونية بضرورة فك القيود أثناء الزيارة، إلا أنّ إدارة السّجن أبلغتهم أنها إجراءات جديدة.
وأشار البيان المشترك إلى، أنه خلال الزيارة التي تمت مؤخرًا لطفل أسير في "مجدو"، أصرت المحامية على مطالبها بفك القيود من أيدي الطفل الذي أحضر للزيارة، ليتمكن من إمساك السماعة بسهولة، للحديث معها، علما أن هذا الإجراء كانت إدارة السّجون تتبعه مع الأسرى الذين تصنفهم أنهم "خطيرون."
إلى جانب ذلك، تتعمد إدارة سجون الاحتلال عبر عمليات العزل المضاعفة، تجريد الأسرى من أبسط أدوات التواصل لمعرفة ما يجري في العالم الخارجي ومنها (الراديو، والتلفاز)، وقد سلبتهم قدرتهم على إدراك الزمن، أو حتّى تاريخ اليوم.
وقال الأسير الشبل (ع.م)، خلال الزيارة: "نحن لم نعرف بداية شهر رمضان إلّا من الأسرى الجدد الذين وصلوا القسم، ولم نعرف وقت الإفطار والإمساك، لعدم وجود أي ساعة في القسم، ونحن نعتمد على الصوم والإفطار، عندما نلمح من فتحات الشبابيك الصغيرة ضوء الشمس، والأمر نفسه بالنسبة للسحور، ومن خلال تواصلنا بالصوت مع أطفال غزة، فهم ساعتنا في القسم، هم من يحسبون وقت الإفطار، حيث يقوم أحدهم بالأذان في القسم وحينما نسمعه نفطر".
كما ويواجه الأسرى الأطفال "سياسة التّجويع" التي تنفّذها إدارة السّجون بحقّ الأسرى بعد السابع من تشرين أول/ أكتوبر، فالطعام سيئ كما ونوعا، حيث تقوم إدارة السّجون بإحضار ثلاث وجبات علما أنّها لا ترتقي لتوصيف وجبة، وأغلب الطعام هو الأرز.
وفي رمضان، يقوم الأسرى الأطفال بجمع وجبات الطعام الثلاث وتقسيمها على الإفطار والسحور حسب احتياجات كل زنزانة، على الرغم من أنّ جميع الأطفال الأسرى هم في فترة نمو وبحاجة إلى غذاء يناسب احتياجاتهم.
وكانت أبرز الإجراءات التي اتخذتها إدارة سّجون الاحتلال بعد السابع من تشرين أول/ أكتوبر، قطع الكهرباء، إذ تقوم إدارة السّجون بتوفير الإضاءة للأسرى الأطفال لساعات محدودة عند المساء، والساعة العاشرة تُطفئ الأضواء في القسم، وبحسب الطفل الذي تمت زيارته، فإن سحورهم "على العتمة."
عتمة السحور
ومن ضمن الإجراءات التي نفذتها إدارة السّجون، أيضا، سحب كافة الملابس من الأسرى، وعدم السماح لهم بإدخال ملابس جديدة، وقد مس هذا الإجراء الأسرى الأطفال، فهم لا يملكون سوى الملابس التي يرتدونها، كما صُودرت أحذيتهم منهم.
وشكّلت عمليات الاعتداء بالضرب على الأسرى، أبرز السياسات والإجراءات الممنهجة التي اتبعتها إدارة السجون بحقّهم وبشكل مكثف بعد السابع من تشرين أول/ أكتوبر، ولم تستثن الأسرى الأطفال، وما تزال وحدات القمع تتعمد اقتحام زنازينهم بشكل مفاجئ، والتنكيل بهم.
ومن الجدير ذكره أنّ عدد الأسرى الأطفال (الأشبال) في سجون الاحتلال بلغ نحو 200، وفقا للمعطيات المتوفرة للمؤسسات المختصة، من بينهم أكثر من 40 طفلا رهن الاعتقال الإداريّ، وهم محتجزون في سجنيّ "مجدو"، و"عوفر".
وقد بلغت عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال من الضّفة الغربية بعد السابع من تشرين أول/ أكتوبر نحو 500 حالة اعتقال.
وفي هذا الإطار، جددت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير مطالبة المؤسسات الحقوقية الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري بحقّ الأسرى، ومنهم الأطفال الذين يتعرضون لكافة أشكال الانتهاكات والجرائم المروعة، التي تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.