قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن القيود الصارمة جداً التي تفرضها "إسرائيل" على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، قد ترقى إلى استخدام التجويع كسلاح حرب، الأمر الذي يشكل "جريمة حرب".
وأضاف الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورنس، أنّ "نطاق القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات إلى غزة، فضلاً عن الطريقة التي تستمر بها بشن العمليات القتالية، قد ترقى إلى استخدام التجويع كسلاح حرب، الأمر الذي يشكل جريمة حرب".
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت، في وقت سابق، من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعيق وصول شحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنّ الفرق الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تفيد في تقاريرها للمنظمة الأممية بأنّ القيود الإسرائيلية المفروضة على استيراد المعدات الحيوية، بما في ذلك أجهزة الاتصالات، تُعرّض عمليات الإغاثة الآمنة والفعالة في غزة للخطر.
وأضاف أن إسرائيل تعيق المساعدات الإنسانية الأممية إلى شمال غزة.
وتراجعت كميات المساعدات التي يتم إدخالها إلى غزة بالشاحنات خلال خمسة أشهر من الحرب، في حين يواجه سكان غزة نقصاً حاداً في الغذاء والماء والدواء.
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من خطورة الإحصائيات والبيانات التي كشف عنها تقرير انعدام الأمن الغذائي في غزة الذي، صدر أمس الإثنين.
وقال غوتيرش خلال تصريحات صحفية، إن "التقرير هو دليل على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية". مشيرًا إلى أن كبار خبراء العالم في مجال الأمن الغذائي، وثـّقوا بوضوح أن المجاعة في الجزء الشمالي من غزة باتت وشيكة، واستنفاد أكثر من نصف الفلسطينيين – 1.1 مليون شخص – إمداداتهم الغذائية بالكامل ليواجهوا جوعًا كارثيًا.
وأشار إلى أن مستويات الجوع التي وصل إليها المواطنون في غزة، تمثّل أكبر عدد من الأشخاص ممن يواجهون جوعًا كارثيًا وفق نظام التصنيف على الإطلاق - في أي مكان وفي أي وقت.
ووصف الأمين العام الوضع في غزة بأنه كارثة من "صنع البشر"، ولا بد من التحرك لمنع ما لا يمكن تصوره، ولا قبوله، ولا تبريره.
وطالب سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بضمان الوصول الكامل وغير المقيد للسلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة.
كما دعا غوتيرش المجتمع الدولي إلى ضرورة تقديم الدعم الكامل لجهود الأمم المتحدة الإنسانية.
وذكر تقرير حول الأمن الغذائي في قطاع غزة بأن "المجاعة وشيكة" في الجزء الشمالي من القطاع ومن المتوقع أن تحدث في الفترة بين الوقت الراهن وأيار/مايو في المحافظتين الشماليتين اللتين يوجد بهما نحو 300 ألف شخص.
وقال التقرير إن المجاعة - حتى في شمال غزة - يمكن وقفها إذا تم تسهيل الوصول الكامل لمنظمات الإغاثة لتوفير الغذاء والمياه والأدوية والخدمات الصحية وخدمات الصرف الصحي، على نطاق واسع، لجميع السكان المدنيين. وأضاف أن ذلك يتطلب وقفا لإطلاق النار لأسباب إنسانية. ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن مجرد تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية يتطلب دخول ما لا يقل عن 300 شاحنة يوميًا إلى غزة وتوزيع الأغذية وخاصة في الشمال.