الحالة النفسية السيئة وانخفاض الروح المعنوية ليست أمورًا هامشية فيما يتعلق بالقتال وخوض الحروب المباشرة، خاصة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تفيد تقارير عبرية جديدة، أن الجيش يواجه المشكلة الكبرى في الصحة النفسية منذ عام 1973، وذلك على خلفية الحرب التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ "طوفان الأقصى" في الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال رئيس قسم الصحة النفسية في جيش الاحتلال لوسيان ليئور لصحيفة "هآرتس"، إن نحو 1700 جندي خضعوا للعلاج النفسي، وإن 85% منهم عادوا للخدمة، كما قال إن نحو ألف جندي احتاجوا لعلاجات مكثفة بسبب عوارض الصدمة.
وتوقع ليئور أن يصل بعد الحرب عدد أكبر من الجنود لطلب العلاج النفسي.
ومن جهتها، قالت رئيسة القسم السريري للأمراض العقلية في الجيش الإسرائيلي يخال ليفشيتز لهيئة البث الإسرائيلية الحكومية "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم فحص آلاف الجنود، نحو 3 آلاف جندي، نظاميين واحتياط، من قبل ضباط الصحة العقلية في الجيش الإسرائيلي المنتشرين في جميع القطاعات".
كما كشف الجيش الإسرائيلي -قبل أسابيع- عن أن نحو 30 ألف جندي اتصلوا بالخط الساخن للصحة النفسية التابع له منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشار البيان إلى أنه "تم تسريح نحو 200 عسكري من الجيش بسبب المشكلات النفسية التي لحقت بهم" على خلفية الحرب.
وفي تقارير سابقة، أفادت دراسة أكاديمية "إسرائيلية" حديثة، قبل أيام، بأنّ نحو نصف سكان شمال "إسرائيل" يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة ولا يريدون العودة إلى مناطقهم.
وبيّنت الدراسة التي نشرت نتائجها وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ 48% من السكان الذين تمّ إجلاؤهم من الجليل الشرقي (القريب من لبنان) يعانون من مشاعر ما بعد الصدمة بمعدّل أكبر بثلاث مرات مما كان الوضع عليه قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تاريخ انطلاق معركة "طوفان الأقصى".
ارتفاع معدلات الانتحار.
وكشفت دراسات وبيانات "إسرائيلية" مؤخرًا حول المرونة والصحة النفسية في "إسرائيل" خلال فترة الحرب على غزة، صورةً قاتمة لآثار الهجوم المفاجئ الذي شنته المقاومة الفلسطينية على مستوطنات "غلاف غزة" والبلدات الجنوبية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على الصحة العقلية للإسرائيليين.
واستعرض رئيس جمعية الصحة العقلية في المجتمع "الإسرائيلي" إيدو لوريا، في دراسة تم نشرها حديثًا، بيانات تتوقع أن يعاني ما يبلغ 625 ألف شخص في "إسرائيل" من أضرار نفسية، نتيجة معركة "طوفان الأقصى" والحرب التي أعقبتها على قطاع غزة، مع تزايد المخاوف من ارتفاع معدلات الانتحار.
بالمقابل، نقلت صحيفة "هآرتس" في تقرير لها قبل أسابيع أنه بينما يواجه نظام الصحة العقلية في "إسرائيل" خطر الانهيار، يغادر عشرات الأطباء النفسيين إلى بريطانيا بحثا عن ظروف حياة أكثر استقرارًا.
ويعلن جيش الاحتلال بشكل متكرر عن تعرض عدد من عناصره لأزمات صحية مختلفة، بينها المشكلات النفسية والعصبية، إضافة إلى الإصابات الجسدية الناتجة عن المعارك وانتشار بعض الأمراض المعدية.