فلسطين أون لاين

​بعنوان "قهوة الشتاء"

معرض فني يبرز الحالة الفلسطينية بتناقضاتها

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

تجلت ملامح الحالة الفلسطينية في لوحة لطفلة ارتدت الثوب الفلسطيني المطرز وصوبت عيونها نحو المستقبل المجهول رغم أن علامات الانكسار الممزوجة بالحزن خيمت على قسمات وجهها الطفولي في إشارة إلى الواقع المتردي عام بعد آخر.

في مفاهيم الحياة

ونجح الفنان التشكيلي عصام مخيمر في الجمع بين المتناقضات السابقة بالمظاهر المنسجمة واقعيا، قبل أن يزيح الستار عن لوحته تلك خلال افتتاح معرض "قهوة الشتاء" الذي نظمته جمعية الهلال الأحمر ومركز غزة للثقافة والفنون، بمشاركة عشرة فنانين من مختلف مناطق قطاع غزة.

واهتم المشاركون العشرة بإظهار معالم الحياة بمختلف مكوناتها وأفكارها، فكانت ويلات استمرار الحصار الإسرائيلي حاضرة بجوار لوحات تتحدث عن الخراب الناتج عن الحروب المتتالية على السكان العزل، فضلا عن وجود لوحات جسدت الإنسان الفلسطيني بمراحل عمرية متعددة.

وإلى جانب ذلك تميزت مضامين اللوحات المشاركة بالتنوع العام، فالفنان آدم شحادة عبر عن مظاهر الطفولة البريئة والحياة المفعمة بالأمل في غزة بواسطة أقلام الفحم والرصاص، بينما برزت صور الواقعية الجميلة في أعمال الشابين سليمان شاهين وأحمد كلوب.

وتميزت التشكيلية آية عبد الرحمن بفلسفة أعمالها العميقة والتي تدور في البحث بمفاهيم الحياة والانتظار ورؤية القضايا والحال بمنظور مغاير، أما الفنان جهاد الغول فخيم الأسلوب البسيط على لوحاته الموجودة بالمعرض وكذلك رسم لوحة "رسالة سلام" خلد فيها صورة وحكاية الرئيس الراحل ياسر عرفات.

ووجدت في أعمال الشابة دعاء الريفي اللمسة السحرية في إظهار مظاهر الأسواق الشعبية، ووجدت حروفيات الشاعر محمود درويش في أعمال شيماء حسنين، بينما كان البحث والتجريب لدى الشابة ولاء أبو العيش، أما روعة السيريالة فاستوطنت على سطح لوحات رواء حجازي.

آفاق واعدة

الفنان التشكيلي محمد الحاج أحد منسقي المعرض أوضح أن "قهوة الشتاء" جاء ليعطي الفنانين الشباب فرصة لإظهار إنجازاتهم وقدراتهم الإبداعية أمام الجمهور بما يساهم في أمداد الحراك الفني الفلسطيني داخل قطاع غزة بمخزون جديد يحمل آفاق واعدة.

وقال الحاج في حديثه لصحيفة "فلسطين" إن: "محتوى الأعمال المشاركة في المعرض من حيث الشكل والمضمون تدور حول ملامح الهوية الفلسطينية ومظاهر الحياة في غزة وتطلعات وأحلام المجتمع المحلي إلى جانب تسليط الضوء على انعكاسات التغيرات السياسية على حالة الأفراد".

وعن اسم المعرض "قهوة الشتاء" ودلالاته، أضاف الحاج "الشتاء هو الربيع الحقيقي للفنان والمثقف، ففيه تتلاطم مشاعر الدفء في المنزل مع احتساء فنجان القهوة وتولد الأفكار بغزارة الأمطار في الشوارع لتتجلى لنا بعد ذلك ملامح جديدة على سطح اللوحة البيضاء".

ولفت التشكيلي محمد إلى أن نجاح المعرض يؤكد على قدرة الفنان الفلسطيني وتحديدا في غزة، على التعبير عن ذاته وقضايا شعبه بصور فنية متنوعة، رغم حجم المعيقات والتحديات المتفاقمة مع مرور الزمن.

وحظي المعرض، الذي استمرت أعماله على عدة أيام، بالتنوع بين الفنانين وظهور خصوصية لكل مشارك ميزته عن الآخر، في حين احتجاجات عمليات التحضير والتواصل مع المشاركين لقرابة الأسبوع.

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون، أشرف سحويل إن الأعمال المعروضة تتميز بالتعبير عن توجه الفنانين وتضمين رؤية تشكيلية ومعاني انسانية عميقه بتقنيات وأساليب متعددة الخامات.

وأوضح سحويل أن الفنانين العشرة المشاركين بأيام معرض "قهوة الشتاء" قدموا رؤية تشكيلية بدلالات مبدعة تحمل هوية محددة لكل فنان تعبر عن ذاته، مشيرا إلى أن مضامين اللوحات تحمل أيضا رسائل تكشف عن رغبة الفلسطينيين بالحياة والتحرر بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.