اتهمت وزيرة خارجية جمهورية جنوب إفريقيا ناليدي باندور، سياسيين أمريكيين بـ “اتخاذ موقف سلبي للغاية" تجاه بلادها بعد محاكمة "إسرائيل" بتهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.
وقالت باندور في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، "إن من الخطأ تماماً أن يتصرف الشعب الأمريكي ضد جنوب إفريقيا في حين أننا نكافح من أجل قضية أخلاقية وصالحة للغاية".
وأكدت باندور أن "إسرائيل" انتهكت القانون الدولي في قطاع غزة الفلسطيني بشكل خطير جداً، وأنه كان من الضروري التوجه إلى محكمة العدل الدولية لمحاكمة تل أبيب على ممارساتها.
وشددت على أن جنوب إفريقيا كانت، وما زالت، تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقدم له الدعم اللازم.
وتابعت: "هذا واجبنا دائماً، عندما يتعرض الناس للاضطهاد والمصاعب والتمييز والقتل، فإن مواطني جنوب إفريقيا يتحملون مسؤولية أخلاقية لفعل شيء ما".
وأوضحت أن "جنوب إفريقيا كافحت ضد الفصل العنصري لسنوات طويلة، في وقت كانت فيه الحكومات البيضاء تتبع سياسات عنصرية".
وأشارت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا إلى وجود حاجة ماسة لمساعدة المجتمع الدولي في كفاح بلادها ضد الفصل العنصري.
وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها "إسرائيل" بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب شرسة منذ أكثر من 5 أشهر.
وقالت المحكمة في بيان، إن "الطلب المقدم يتعلق بانتهاكات إسرائيل المزعومة لالتزاماتها، بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، والمعاقبة عليها، فيما يتعلق بالفلسطينيين في قطاع غزة".
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي علقت جنوب إفريقيا علاقاتها مع "إسرائيل"، احتجاجًا على هجماتها في غزة، وسبق ذلك استدعاؤها سفير "تل أبيب" لديها، للتشاور بشأن الهجمات على القطاع.
أمرت محكمة العدل الدولية "إسرائيل" باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها، حيث رفضت -في حكمها الصادر اليوم الجمعة- الطلب الإسرائيلي برفض الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا.
وصوتت أغلبية كبيرة من أعضاء لجنة المحكمة المؤلفة من 17 قاضيا لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تلبي معظم ما طلبته جنوب أفريقيا باستثناء توجيه الأمر بوقف الحرب على غزة.
ولليوم الـ 149، تشن "إسرائيل" عدوانًا مدمرًا على قطاع غزة خلف عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول "تل أبيب" أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".