اعتبر لواء متقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، "كمين خانيونس" الأخير والذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود - على الأقل- خلال المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية في محاور التوغل جنوب قطاع غزة، أنه "فضيحة ليس لها سابقة في حروب إسرائيل، وفوضى مطلقة في الانضباط العسكري".
وأمس السبت، أعلن جيش الاحتلال مقتل 3 عسكريين وإصابة 14 آخرين بينهم 5 بحالة خطيرة، جراء انفجار عبوات ناسفة في أحد المباني بمدينة خان يونس، قبل ذلك بيوم.
وقال اللواء إسحاق بريك في تصريحات لصحيفة "معاريف" العبرية، الأحد، مُعلّقاً على الواقعة: "الجيش الإسرائيلي يدخل في القتال سريعًا بوحدات احتياط لم تتدرب منذ سنوات، ودون خطط مسبقة".
ولفت إلى، أن بعض الجنود النظاميين ليسوا على دراية بالقتال والتدريبات في المناطق المبنية، متابعاً: "عندما يدخل جنودنا مبنى دون أي وسيلة للتفتيش، تنفجر قنبلة تؤدي في بعض الأحيان إلى مقتل وإصابة العشرات من جنودنا بجروح خطيرة".
وقال القائد المتقاعد: "هذه فضيحة ليس لها سابقة في حروب إسرائيل، وفوضى مطلقة في الانضباط العسكري. كل قائد سرية يقرر بنفسه كيف يتصرف وفق فهمه، دون أي إرشاد من قادته".
كل يوم نذهب إلى المقبرة
وأضاف: "يجري السماح بتكرار ذلك مراراً، ويُقتل الجنود ويصابون بجروح خطيرة بالجملة، وهذا ليس قدراً، بل يحدث بسبب الإهمال الإجرامي من أعلى المستويات في الجيش".
ورداً على سؤال بشأن ما لا يعرفه الإسرائيليون عن الوضع العسكري الحقيقي لجيش بلادهم في الحرب، أجاب بريك: "اليوم نخسر المواقع في شمال قطاع غزة، وفي مدينة غزة وجباليا والزيتون والشجاعية، التي احتلها الجيش الإسرائيلي قبل شهرين فقط، بثمن باهظ من قتلانا وجرحانا".
وشدد بريك على أن "الجمهور الإسرائيلي لا يفهم أنه إذا استمرت هذه العملية على هذا النحو فسنصل إلى وضع رهيب وفظيع، ولن نحقق تدمير حماس، ولن نحقق إطلاق سراح آمن لمختطفينا، وسيكون لدينا مئات آخرون من القتلى".
ومضى مستدركًا: "لم يمر سوى شهرين لنفقد السيطرة الكاملة على شمال قطاع غزة. وعاد مقاتلو حماس بأعداد كبيرة عبر الأنفاق إلى الأماكن التي أخلى فيها الجيش الإسرائيلي كافة قواته ولم يستبدلها بقوات أخرى بسبب النقص، لتسيطر حماس مرة أخرى على السكان، وتعيد بناء قدراتها في المنطقة".
وقال، إن أفراد "القوات الإسرائيلية" في شمالي قطاع غزة "يُقتلون ويصابون جراء انفجار عبوات ناسفة وأفخاخ تجهزها حماس مسبقا في المنازل والمواقع التي يدخلها الجنود".
وتابع: "كل يوم نذهب إلى المقبرة، كل يوم يتعرض جنودنا لإصابات خطيرة. شاركت في حروب إسرائيل، ولم يسبق لي أن واجهت مثل هذه الثقافة التنظيمية الخطيرة".
تقرير صادم عن خسائر جيش الاحتلال
وأمس السبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، عن مقتل 3 عسكريين في معارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال، إن التفجير الذي أدى لثلاثة قتلى و14 جريحًا بينهم 5 حالتهم خطيرة وقع في منطقة عبسان شرق خان يونس، حيث دخلت قوة كبيرة لأحد المباني، وتم تفجير عبوات ناسفة، وتدخلت وحدة الإنقاذ 669 لسحب الجرحى من تحت الأنقاض.
وأوضحت وسائل إعلام عبرية، أنه خلال عملية واحدة، قُتل جنود الاحتلال الثلاثة وأصيب الـ 14، حيث فجرت المقاومة بهم مبنى مفخخًا من الداخل والخارج في عبسان شرق خانيونس جنوب قطاع غزة
واعترف جيش الاحتلال بشكل رسمي بمقتل 585 ضابطًا وجنديًا منذ السابع من أكتوبر، من بينهم 245 قتيلًا في المعارك البرية داخل غزة
وتدور اشتباكات ضارية في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تحاول التوغل بعدد من الآليات والجرافات في بلدة القرارة شمال خان يونس، فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن الجيش يعيش صدمة من خسائره ويطلب تجنيد الآلاف بشكل فوري.
وكانت "يديعوت أحرونوت" نشرت تقريرًا صادمًا عن خسائر جيش الاحتلال في الحرب على غزة، وقالت فيه إن عدد الجنود الجرحى بلغ نحو 5 آلاف، من بينهم ألفان على الأقل أصبحوا في عداد المعاقين، لكن الصحيفة ما لبثت أن سحبت تقريرها، ونشرت أعدادا أقل من ذلك بكثير.
واستنادًا إلى المعطيات فقد ارتفع عدد الضباط والجنود الجرحى منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 3014، من 3009 الخميس.
وأشارت معطيات الجيش المنشورة على موقعه الإلكتروني إلى، أن "468 أصيبوا بجروح خطيرة و796 بجروح متوسطة و1750 بجروح طفيفة".
وتلفت المعطيات، إلى أنه "من بين هؤلاء 1432 أصيبوا بالمعارك البرية في قطاع غزة" التي بدأت في 27 أكتوبر الماضي.
وأشار جيش الاحتلال إلى أن "296 من هؤلاء أصيبوا بجروح خطيرة و478 بجروح متوسطة و658 بجروح طفيفة".
واستنادا إلى المعطيات نفسها، فإن "317 ضابطا وجنديا ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات بينهم 36 بحالة خطيرة و193 متوسطة و88 طفيفة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي "ارتفاع عدد الضباط والجنود القتلى منذ بداية الحرب على غزة إلى 582 بينهم 242 منذ بداية الحرب البرية".