للمرة الأولى، خرج المئات من الفلسطينيين، منذ ساعات صباح اليوم السبت، في بلدة كفر كنّا (قرية عربية تقع في منطقة الجليل الأسفل شمالي فلسطين المحتلة)، في تظاهرة مُطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي المُستمرّ على قطاع غزّة.
وكان سبق مظاهرة اليوم العديد من الوقفات ومظاهر التضامن مع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وشارك في التظاهرة أطياف المجتمع العربي الفلسطيني كافة من رجال دين مسلمين ومسيحيين ودروز، وسياسيين ومثقفين ونشطاء فلسطينيين، مرددين هتافات، منها: "بالروح بالدم نفديك يا غزّة"، "غزّة هاشم ما بتركع، للدبابة والمدفع".
وجاء في بيان لجنة المتابعة العليا: "نحذّر من خطر اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لرفح في جنوب قطاع غزّة، ونقف ضد التجويع والقتل والتدمير والتهجير".
وطالب البيان بـ “وقف المجازر الإسرائيلية المُرتكبة يومياً في قطاع غزّة والضفة الغربية"، داعياً إلى "حماية القدس والأقصى وجميع المقدّسات".
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد رفضت ترخيص مظاهرة لجنة المتابعة العليا في كفر كنّا، وفي إثر ذلك، توجّهت لجنة المتابعة ممثّلة برئيسها محمد بركة إلى المحكمة العليا، ضد جهاز الشرطة الذي رفض طلب المتابعة لترخيص مظاهرة في كفر كنّا السبت، حيث وضعت الشرطة شروطاً تتعلق بالمكان وبالزمان وفي تحديد عدد المشاركين، الأمر الذي يفقدها أهميتها وجماهيريتها، في سياسة لقمع الحريات".
وفي ردّها على الترخيص، أعلنت الشرطة سلسلة من المطالب، أولها رفضها لمظاهرة على شكل مسيرة، بل طلبت أن تكون في ساحة مقابل الملعب البلدي في المنطقة الصناعية، حيث لا حركة عادية، وأن تقتصر المشاركة على 100 شخص، وتُحظر الشعارات التي تُعدّ "استفزازاً" لحكومة الحرب، ومنع رفع العلم الفلسطيني، الذي ذكر بشكلٍ عيني، وغيرها من الشروط والقيود.
وفي وقتٍ سابق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "التصعيد الأخير في مناطق الضفة الغربية يُمكن أن يتدحرج إلى داخل إسرائيل"، معربةً عن خشية الجهات الأمنية من ذلك.
ووفق قناة "كان" الإسرائيلية، فإنّ التصعيد في مناطق الضفة الغربية يمكن أن يتدحرج إلى "داخل إسرائيل"، وسبق أن رأت "تل أبيب" ذلك، في إشارة إلى معركة "سيف القدس" في عام 2021.
من جهته قال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، السماح بمظاهرة "لأبناء الداخل الفلسطيني للتضامن مع أبناء شعبهم في غزة بعد خمسة أشهر من الحرب، يدل على أننا كنا نعيش حالة قمع وقهر وحالة حكم عسكري يُفرض علينا أن لا نتعاطف مشاعرياً ولو بالصوت مع أبناء شعبنا".
وأضافـ خطيب أن الاحتلال أدرك "أن استمرار هذا الخنق والتضييق له مآلات سلبية. نحن أبناء الداخل الفلسطيني أبناء غزة وأبناء القدس وأبناء الضفة هذه فسيفساء، وهذه حتماً ستظل ملتحمة بعضها ببعض".