فلسطين أون لاين

مجددًا.. الاحتلال يستهدف تجمعًا عند "دوار النابلسي" وارتفاع حصيلة "مجزرة الرّشيد" بغزة لـ 118 شهيدًا

...
صورة تعبيرية
غزة - فلسطين أون لاين

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون دخول مساعدات قرب دوار النابلسي شمال غرب غزة، مما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة 26 آخرين، في وقتٍ أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة "مجزرة الطحين" يوم الخميس الماضي إلى 118 شهيدًا.

وكانت قوات الاحتلال أطلقت أمس الخميس النار على حشد في المنطقة نفسها، مما أسفر عن استشهاد 117 فلسطينيا، وأثارت المجزرة ردود فعل دولية غاضبة.

وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، د. أشرف القدرة، اليوم السبت، انتشال شهيدين من دوار النابلسي ووصولهما إلى مجمع الشفاء الطبي.

وبذلك، ارتفعت حصيلة مجزرة شارع الرشيد التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس إلى 118 شهيدًا و760 إصابة، ما زالت عشرات الإصابات في حالة الخطر مما قد يرفع عدد الشهداء في أي لحظة نتيجة عدم توفر الإمكانيات الطبية لإنقاذ حياتهم. وفق بيان وزارة الصحة بغزة.

وفي وقت سابق، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن تحقيقاته الأولية  في مجزرة "الدقيق" على دوار "النابلسي" جنوبي غربي مدينة غزة ضد مواطنبن فلسطينيين حاولوا الحصول على إمدادات إنسانية، فجر يوم الخميس، تظهر تورط "إسرائيل" الكامل، داعيًا إلى تحقيق دولي فاعل وصولًا لمساءلة المسؤولين "الإسرائيليين".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الأورومتوسطي في مستشفى الشفاء في غزة، قدم خلاله نتائج تحقيقاته الأولية في للحادثة ورواية الضحايا، في الوقت الذي يحاول فيه الجيش "الإسرائيلي" نفي مسؤوليته عنها عبر الادعاء بأن الضحايا قضوا نتيجة التدافع.

وأوضح الباحث في الأورومتوسطي "محمد قريقع" خلال المؤتمر أن الفريق الميداني للمنظمة –والذي كان متواجدًا وقت وقوع الحادثة- وثّق إطلاق الدبابات "الإسرائيلية" النار بكثافة تجاه تجمعات المواطنين الفلسطينيين خلال محاولتهم استلام مساعدات إنسانية على دوار "النابلسي".

وأشار إلى أن إطلاق النار "الإسرائيلي" تسبب بمقتل 115 شخصًا وإصابة 760 آخرين على الأقل، فيما يعتقد أن العديد من جثث الضحايا ما تزال في منطقة الاستهداف.

وأبرز "قريقع" أن المرصد الأورومتوسطي وثّق إصابة العشرات من الضحايا بأعيرة نارية، لا إصابات ناتجة عن الدهس أو التدافع، كما ادعى الناطق باسم الجيش "الإسرائيلي" "أفيخاي أدرعي" الذي تحدث عن رواية الدهس دون نفي عملية إطلاق النار المثبتة في مقاطع مصورة وثقت ما حدث.

ولفت إلى أن أربعة دلائل تؤكد تورط الجيش "الإسرائيلي" في جريمة قتل وإصابة المواطنين المُجوّعين، تتضمن علامات الإصابات على أجساد القتلى والمصابين، والمقاطع المصورة التي نشرها شهود العيان للجريمة، وصوت الرصاص الواضح ومصدره من الدبابات "الإسرائيلية" المتمركزة باتجاه البحر.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن الفيديو من الجو الذي نشره الجيش "الإسرائيلي" مجتزأ وتم إجراء تحريف فيه، ومع ذلك يوضح تواجد دبابتين على الأقل بالدقيقة 01:06 ويظهر وجود عدة جثث بمسار الدبابات وليس بمسار الشاحنات.

وأفاد بأنه تم التثبت من بصمة صوت الأعيرة النارية الواضحة بأنها من سلاح آلي برصاص 5.56 الذي يستخدمه الجيش "الإسرائيلي" ويمكن سماعه في المقاطع المنشورة وقت إطلاق النار بوضوح.

من جهته قال الدكتور "جادالله الشافعي"، مسؤول قسم التمريض في مسشتفى الشفاء خلال المؤتمر إن مسعفين وعمال إنقاذ كانوا ضمن ضحايا إطلاق النار "الإسرائيلي" على المدنيين أثناء تجمعهم على دوار "النابلسي" من أجل استلام إمدادات ومساعدات غذائية.

وذكر "الشافعي" أنهم رصدوا عشرات القتلى والإصابات لدى وصولهم إلى مستشفى الشفاء وهم مصابون بإطلاق نار "إسرائيلي"، مؤكدًا أن كل المستندات على ذلك، بما يشمل صور الأشعة والتقارير الطبية متاحة لوسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان أو لجان التحقيق.

فيما روى الدكتور "أمجد عليوة"، أخصائي الطوارئ في مستشفى الشفاء خلال المؤتمر، أنه كان متواجدًا مع أطباء وممرضين مع آلاف المدنيين على دوار "النابلسي" في انتظار وصول الإمدادات الإنسانية في ظل تفشي المجاعة والمعاناة من افتقاد أدنى مقومات الحياة.

وأكد "عليوة" أن الجيش""الإسرائيلي" أطلق النار بشكل كثيف على جميع من تواجدوا في انتظار استلام المساعدات فور وصول الشاحنات عند الساعة الرابعة من فجر يوم الخميس.

وشدد على أن ما حدث على دوار النابلسي يشكل مجزرة مروعة، فيما تعذي انتشال عدد من الجرحى ممن ما يزال مصيرهم مجهولًا.

ونبه الأورومتوسطي إلى أن إطلاق النار "الإسرائيلي" تجاه الجياع متلقي المساعدات بات نهجًا متكررًا على شارع "صلاح الدين" حينًا وقرب "دوار الكويت" حينًا آخر في مدينة، حيث سقط في الأسابيع الأخيرة عشرات القتلى والجرحى نتيجة استهدافات مباشرة من القوات الإسرائيلية.