في محاولةً لتدمير أخر مظاهر الحياة بغزة، عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء العدوان على قطاع غزة في الـ 7 أكتوبر/ تشرين الاول 2023، إلى استهداف أعلام الرياضة الفلسطينية بالقطاع وتحويل الملاعب بغزة وصالاتها الرياضية إلى مقابر جماعية للشهداء، ومراكز تحقيق وتعذيب في ذاكرة السكان والأجيال الشاهدة على العدوان.
ووفقًا لتقارير رياضية، اغتال الاحتلال منذ بدء العدوان 183رياضيًا، 18 من الأطفال، الذين بترت أجزاؤهم أو تعرضوا لإصابات خطيرة تمنعهم من عيش الحلم والطموح، وكان من بين الشهداء الرياضيين، 85 لاعبًا يمارسون كرة القدم في أنديتهم المحلية، و44 من مختلف الاتحادات الجماعية والفردية، و24 شهيدًا من الكشافة.
نجمة فلسطين في رياضة الكاراتيه
نغم أبو سمرة (26 عامًا) إحدى اللاعبات التي كان يتنبأ لها الجميع بمستقبل كبير، لكن آلة الحرب الإسرائيلية أنهت حياتها، بعد شهر من دخولها في غيبوبة، جراء إصابة خطرة تعرضت لها في غارة استهدفت منزل عائلتها في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.
تقول نغم في مقابلات سابقة لها: "ألوذ إلى شاطئ البحر ورماله عندما أشعر بالتعب أو الضيق، في البحر وصوته يتجدد العطاء وترتاح النفس وتهدأ". قتلت الحرب نغم ودهست كل الأحلام وحاصرت البحر.
شهداء من ذوي الإعاقة
عدوان الاحتلال المتواصل على غزة تسبب بتوقف أحلام لاعبين من الفئات العمرية والأشخاص ذوي الإعاقة أيضا، فقد استُشهد لاعب كرة القدم لقصار القامة أحمد عوض سلمان، ولاعبا أكاديمية نادي هلال غزة الشقيقان محمود ومحمد أبو دان، واللاعب هلال دبور من الفريق ذاته، ولاعب الفئات بأكاديمية خدمات خان يونس محمد قنن، ولاعبا أكاديمية سكور الشقيقان عبد الله ومحمد أبو سنيمة، ولاعب فئات نادي مركز طولكرم أسامة أبو نهار، ولاعب أكاديمية السامبا عبد القادر العطار.
وقبل أيام قليلة، فُجعت الرياضة الفلسطينية، بخبر استشهاد الحكم الدولي الفلسطيني محمد خطاب وعائلته في قصف طائرات الاحتلال لمنزله بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ويعد خطاب أحد الحكام المعتمدين لدى الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، وشارك في إدارة عدد من البطولات الآسيوية والعربية منذ اعتماده عام 2020.
وخلال حربها المسعورة على القطاع، لم تستثنِ قوات الاحتلال من بنك أهدافها المنشآت والبنية التحتية الرياضية، فحولت عددًا من ملاعب القطاع إلى مراكز اعتقال وتنكيل وإعدام، مثلما حدث في ملعب اليرموك بمدينة غزة الذي يعد من أقدمها.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل جنودًا من جيش الاحتلال يحتجزون عدة مدنيين في أحد الملاعب، بعد أن جردوهم من ملابسهم.
كما قصفت طائرات الاحتلال ملعب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برفح، ومقر نادي فريندز للفروسية حيث تم تدميرهما بالكامل، ونادي خدمات جباليا، وملعب البيسبول والسوفتبول في مخيم الشاطئ، كما دُمرت مقرات اللجنة الأولمبية الفلسطينية، والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وملعب فلسطين، وملعب غزة الرياضي، وإستاد المدينة الرياضية في خان يونس، والعشرات من مقرات الأندية، والملاعب المختلفة في القطاع.
وجراء العدد الكبر للشهداء نتيجة العدوان، والذي وصل إلى 29878 شهيدًا، تحولت بعض الملاعب إلى مقابر جماعية تُدفن فيها جثامين الشهداء، لتعذر وجود أماكن لدفنهم، كما حدث في ملعب ترابي لكرة القدم، يقع خلف المستشفى الإندونيسي.
جرائم الاحتلال بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، أكدت من جديد ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع كل ما يتعلق بفلسطين.