شكك خبراء ومحللون في جدية مخطط "اليوم التالي" الذي طرحه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع الكابينيت، الجمعة الماضية.
وقالت صحيفة "ذا ماركر" الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول بيع حلفائه وهم قدرة السيطرة على غزة عسكريًا.
وذكرت الصحيفة المختصة في شؤون الأعمال بمقال للكاتب سامي بيريز، أن وثيقة اليوم التالي من حرب قطاع غزة التي قدمها نتنياهو ترتكز على أساسات عسكرية ومدنية وسياسية، لكن شقها العسكري هو الأكثر وضوحًا من حيث تخطيطه لجعل غزة مثل الضفة الغربية بحيث يحتفظ فيها الجيش بحرية الحركة العملياتية.
وذلك عكس الشق المدني في الوثيقة، والذي يبقى غامضًا وفضفاضًا تسنده ثقة لا أساس لها بالقدرة على ترك أثر عميق في الحياة المدنية لغزة، وأيضًا إيجاد من يفعل ذلك وتقرير من يكون، وفق الكاتب الإسرائيلي.
وحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن عبارات مثل "قدر الإمكان" -التي ظهرت بالوثيقة- تشي بعجز نتنياهو عن السيطرة على خطته، وتشي أيضًا بسقف توقعات متدن للغاية.
وذلك ما اعتبره الكاتب مقاربة تنم عن قلة وعي وجنون عظمة يسكنان الحكومة الإسرائيلية التي عجزت عن أن تدير بفعالية منظومتيها التعليمية والدينية، وتدّعي القدرة على فعل ذلك في غزة.
من جهتها، أشارت نائبة رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، نوعا لانداو، إلى أن الانطباع من وثيقة مخطط نتنياهو، التي جاءت تحت عنوان "اليوم الذي يلي حماس"، هو أن "اليوم التالي" مشابه للغاية لـ “اليوم السابق" للحرب على غزة.
وأضافت أنه "كما هو الحال في حكم حماس، فإن هدف الوثيقة هو بالأساس استخدام كلمات حماسية لا أهمية لها من أجل إخفاء الحقيقة".
وأضافت أن مخطط نتنياهو يقضي "بإعادة غزة إلى حصار إسرائيلي، وربما مشددا أكثر. وخطة نتنياهو لتسوية سياسية هي أنه ليس لديه خطة كهذه ولا خطة لليوم التالي. وهو يريد "إدارة الصراع" من دون حله أبدا".
وأشار الباحث في الشؤون الفلسطينية في جامعة تل أبيب، د. ميخائيل ميلشتاين، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأحد، إلى أن مخطط نتنياهو ينطوي على "ضبابية نابعة من انعدام الرغبة باتخاذ قرارات ومحاولة للمناورة بين اضطرارات سياسية داخلية. والنتيجة هي خطوط عامة لسياسة تعبر عن الوضع المثالي الذي تريده إسرائيل، لكن تغيب عنه تفاصيل مطلوبة من أجل ترجمة فعلية أو مواجهة ثاقبة مع ضرورات الواقع".
أفادت هيئة البث العبرية، أن بنيامين نتنياهو قدم للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) وثيقة مبادئ تتعلق بسياسة اليوم التالي لحرب غزة.
وقالت الهيئة (رسمية) إن وثيقة نتنياهو تتضمن احتفاظ "إسرائيل" بحرية العمل في كامل قطاع غزة دون حد زمني، كما تتضمن أيضًا إقامة منطقة أمنية في القطاع متاخمة للمستوطنات بغلاف غزة.
وأشارت الهيئة إلى أن وثيقة نتنياهو تنص كذلك على إبقاء "إسرائيل" على الإغلاق الجنوبي على الحدود بين غزة ومصر، كما تشتمل أيضًا على بند إغلاق وكالة الأونروا وأن تحل محلها وكالات إغاثة دولية أخرى.
وتتعارض تصريحات نتنياهو في هذا الشأن مع الموقف الأميركي، وأثارت السيناريوهات المرسومة خلافًا بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن وزراء المجلس الوزاري الأمني المصغر لم يصوتوا بالموافقة على وثيقة نتنياهو.