فلسطين أون لاين

"الأغذية العالمي": نصف مليون شخص في غزة على شفا المجاعة

...
صورة تعبيرية
غزة - فلسطين أون لاين

قال مدير برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية ماثيو هولينغورث، اليوم الأربعاء، إن نصف مليون شخص في غزة على شفا المجاعة.

وأضاف مدير برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية، في حوار متلفز،  "للأسف في السنوات الـ25 الماضية عملت في أماكن مختلفة، وشاهدت مجاعات وأوضاع البؤس والمعاناة وانعدام الأمن الغذائي، لكن مستوى اليأس وانعدامِ الأمل الذي يعانيه سكان غزة لم أره سابقا".

وأوضح هولينغورث، أن قطاع غزة يشهد تلك المعاناة وهو غير آمن أيضًا، كما أن الأطفال هناك لا يمكنهم أن يناموا بأمان.

وأشار إلى، أن "هناك حاجة ملحة إلى وقف إطلاق نار أو هدنة لا أهتم بما يسمونها، فالناس بحاجة إلى وقف الأعمال العدائية ليعتنوا بأطفالهم، ولنوصل المساعدات إليهم حيثما كانوا بكميات كافية".

وكان برنامج الأغذية العالمي حذر من مخاطر الارتفاع الحاد في معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة، وقال إن المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب باتت شحيحة للغاية.

وأوضح هولينغورث أن انتشار الأمراض سيرفع من حالات سوء التغذية الحاد، لافتًا إلى أن 5% من الأطفال دون سن الثانية في رفح يعانون سوء التغذية الحاد.

وفي وقت سابق، حذّر الإعلام الحكومي بقطاع غزة، من أن المجاعة في محافظتي غزة وشمال القطاع تُنذر بـ "كارثة إنسانية" يروح ضحيتها مئات آلاف الأطفال والنساء.

وقال الإعلام الحكومي، في بيان صحافي، إن المجاعة تتعمَّق يوماً بعد يوم في محافظات قطاع غزة الذي يعيش فيه قرابة 2,400,000 إنسان، وتتعمّق بشكل أكبر في محافظتي غزة وشمال غزة مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية عالمية قد يروح ضحيتها أكثر من 700,000 مواطن فلسطيني مازالوا يتواجدون في المحافظتين المذكورتين تحديداً.

وأشار إلى، أن الاحتلال بدأ في تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش وصولاً إلى المجاعة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد المدنيين والأطفال والنساء في جميع محافظات قطاع غزة، وبشكل مُركَّز أكثر على محافظتي غزة وشمال غزة، وذلك من خلال منعه لإدخال المساعدات إلى محافظات القطاع.

وطالب الإعلامي الحكومي، بشكل فوري وعاجل بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء، ورفع الحصار وإدخال 10,000 شاحنة مساعدات خلال اليومين القادمين وبشكل مبدئي وفوري وعاجل قبل وقوع الكارثة الإنسانية، وخاصة إدخال المساعدات إلى محافظتي غزة وشمال غزة.

وحمّل في بيانه، الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي إضافة إلى الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن هذه المجاعة التي تجري فصولها على مرأى ومسمع كل العالم دون أن يحرك أحداً ساكناً، وهم الذين منحوا الاحتلال الضوء الأخضر للعدوان المتواصل.

هذا ودعا، روسيا والصين وتركيا وكل دول العالم الحر وكل المنظمات الدولية وكل الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي؛ إلى كسر الحصار بشكل عاجل عن قطاع غزة، ووقف المجاعة ضد الأهالي والمدن والأحياء الفلسطينية.

وكذلك الضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء في أسرع وقت ممكن، وإن عدم إيقاف الحرب وعدم إيقاف المجاعة يعني ضوءاً أخضراً بالقضاء على كل أهالي قطاع غزة.وفق بيان الإعلام الحكومي.

من جهته، قال برنامج الغذاء العالمي إن سكان قطاع غزة يعيشون "كارثة إنسانية كبيرة"، وسط الجوع والمجاعة وانتشار الأمراض.

جيوب مجاعة وسوء التغذية الحاد

وكان برنامج الغذاء العالمي قد ذكر، الشهر الماضي، أن كميات قليلة جدًا من المساعدات الغذائية تجاوزت جنوبي قطاع غزة إلى شماله منذ بداية الحرب، مؤكدًا أن خطر تشكّل جيوب مجاعة في مناطق بالقطاع لا يزال قائمًا.

وهو ما أكدته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما قالت إن 750 ألف شخص في قطاع غزة يواجهون جوعًا كارثيًا.

وأظهرت بيانات أولية من الأمم المتحدة، أن واحد من بين كل عشرة أطفال في غزة دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ووفقًا لمذكرة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بينت قياسات محيط أذرع آلاف الأطفال الصغار والرضع أن 9.6 بالمئة منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يمثل ارتفاعا بنحو 12 مثلا عن مستويات ما قبل العدوان.

وذكرت الأمم المتحدة، أن معدلات "سوء التغذية الحاد" في شمال غزة، بلغت 16.2 بالمئة أو واحدًا من كل ستة أطفال.

وفي السياق، قالت رئيسة لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة آن سكيلتون، إنه لا يوجد اليوم أي طفل بقطاع غزة خالٍ من "الخوف والألم والجوع".

وقبل شهرين، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن أكثر من 80% من الأطفال في قطاع غزة "يعانون من فقر غذائي حاد".

في ظل استمرارها في سياسة التعنت وحرب "الإبادة الجماعية"، رفضت حكومة الاحتلال 22 طلبًا قدمه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" خلال الشهر الماضي، من أجل تأمين الطريق لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة المحاصر.

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تصريح صحافي، أنه قدم خلال يناير/كانون الثاني الماضي 22 طلبًا لـ "إسرائيل" من أجل فتح حواجز التفتيش بغية الوصول بسرعة وصول المساعدات، لكن لم يتلق أي رد بخصوص تلك الطلبات.

وتواصل "إسرائيل “عرقلة وصول معظم المساعدات إلى شمال قطاع غزة، وبحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، فإن 10 عمليات مساعدات فقط وصلت شمال قطاع غزة المحاصر، من أصل 61 عملية في يناير/كانون الثاني.

وحذرت تقارير أممية، من أن 2.2 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة في قطاع غزة الواقع تحت هجوم مكثف من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 4 أشهر، ما تسبب في استشهاد أكثر من 27 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.

بينما قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، إن "إسرائيل" استخدمت القوة غير المتناسبة ضد المدنيين في هجماتها على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما استعملت الجوع "وسيلة قمع" للمدنيين، وارتكاب "جريمة إبادة جماعية".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا وحشيًا بدعم أمريكي على غزة خلفت حتى الثلاثاء 19 فبراير/شباط، 28 ألفًا و585 شهيدًا و66 ألفًا و978 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة