قائمة الموقع

إعلامي مغربي: معالجة إعلام الغرب للحرب على غزة "معادية للإنسانية"

2024-02-21T09:41:00+02:00
إعلامي مغربي: معالجة إعلام الغرب للحرب على غزة "معادية للإنسانية"
الأناضول

قال رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير بالمغرب محمد العوني، في مقابلة مع الأناضول، إن الإعلام الغربي "يعادي الإنسانية" و"يتخلى عن المعايير المهنية، ويمارس التضليل والتلاعب" في تناوله لقضية فلسطين والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولا سيما قرار محكمة العدل الدولية غير المسبوق بحق تل أبيب.

العوني، وهو إعلامي وباحث في مجال الإعلام والتواصل، أضاف أن منصات التواصل الاجتماعي نجحت في مواجهة "الرواية الصهيونية"، ومن ثم فضح "أكاذيب إسرائيل" و"تلاعب الإعلام الغربي"، لكن "المعركة الإعلامية" لا تزال قائمة في وسائل الإعلام والتواصل.

وأوضح أن "مرد توجه الإعلام الغربي المنحاز لإسرائيل يرجع لكون هذه الوسائل تعلم جيدا أن قرار محكمة العدل الدولية مؤثر على العلاقات المستقبلية للكيان الإسرائيلي مع محيطه ومؤثر على القضية الفلسطينية".

وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت حتى الثلاثاء "29 ألفا و195 شهيدا و69 ألفا و170مصابا معظمهم أطفال ونساء"، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب، للمرة الأولى منذ قيامها عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية.

وبحسب العوني، فإن "وسائل الإعلام الغربية تروج الكثير من التضليل والتلاعب، وتخلت عن المعايير المهنية خلال تغطيتها لهذه القضية (محاكمة إسرائيل)".

وشدد على أن "قرار محكمة العدل الدولية تضمن صلب القضية، وهو أن هناك اشتباها قانونيا كبيرا في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".

وفي 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، أمرت محكمة العدل، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في غزة، لكنها لم تأمر بوقف إطلاق النار، مع استمرار نظر الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا وتتهم فيها تل أبيب بارتكاب جرائم "إبادة جماعية".

وتابع العوني: "تم تبخيس (تقليل أهمية) هذا القرار، في ظل السيطرة التسلطية على وسائل الإعلام الغربية، وتوظيف هذه الوسائل".

وانتقد ما سماه "الرأسمالية المتوحشة التي تسيطر على الإعلام الغربي وتوجهه، وما تنتجه من معاداة للإنسانية، في تناولها للقضية الفلسطينية".

وأردف: "لا بد أن نحيي الصحفيين والصحفيات في وسائل الإعلام الغربية الذين استقالوا أو أُبعدوا بسبب مواقفهم في بعض وسائل الإعلام التي تقدم نفسها على أنها تحترم حرية التعبير".

كما انتقد العوني عدم إرسال المؤسسات الغربية صحفيين إلى غزة، مقارنة بعدد الصحفيين الغربيين الكبير الذين توجهوا إلى أوكرانيا منذ اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير/ شباط 2022.

واستطرد: "اعتمدت وسائل الإعلام الغربية فقط على الصحفيين الفلسطينيين، ولم تقم بواجبها بوصفها مؤسسات إعلامية في حمايتهم، وأكثر من ذلك قتلت إسرائيل عشرات الصحفيين، وكأنه أمر عادي".

وبخصوص المعالجة الإعلامية الغربية للقضية الفلسطينية، قال العوني: "هناك وجهتا نظر، الأولى تتحدث عن حرب بين إسرائيل وحركة حماس، والثانية تتحدث عن حرب على غزة، وهو ما يوضح كيفية معالجة وسائل الإعلام والتواصل الرقمي لهذه القضية".

وأضاف: "رغم أن قرار محكمة العدل الدولية يعتبر حدثا كبيرا، فإن الإعلام الغربي يحاول أن يغطي على فظاعات الجيش الإسرائيلي، حيث اتسمت معالجته لمحاكمة إسرائيل بالبساطة، مقدما إياها كونها مؤقتة والمحكمة ليس لها وسائل التنفيذ".

العوني اعتبر أن "الحرب على غزة متعددة الجبهات، منها الحرب الإعلامية والحرب حول كتابة التاريخ والحرب القانونية وقراءة القانون الدولي، وحرب امتلاك الصورة".

وتابع أن "إسرائيل حاولت بمعية مَن يساندها، خاصة الولايات المتحدة، كسب الحرب الإعلامية منذ البداية من خلال بث الأكاذيب وتزييف واختلاق الأخبار وتضخيم بعض الجوانب والعمليات التي قامت بها فصائل المقاومة، وعلى رأسها حماس، والادعاء أنها إرهاب".

لكن "مساندي القضية الفلسطينية استطاعوا (عبر منصات التواصل الاجتماعي) أن يحدثوا نوعا من التوازن، وقدموا بدائل عكس الرواية الصهيونية والغربية، وهو ما كان له تأثير لدى الرأي العام الدولي، رغم تحكم الغرب بمنصات التواصل"، كما استدرك العوني.

واستطرد: "تأثير نشطاء منصات التواصل لم يشمل البلاد العربية فقط، بل امتد إلى العديد من فئات المتلقين في الغرب، لذلك نجد أن هناك مظاهرات فاجأت العالم لأن السردية الإسرائيلية اتضحت أكاذيبها واتضح حجم محاولة التلاعب بالرأي العام، ووجد الناس الصورة الحقيقية، صورة أشلاء الأطفال والتدمير غير المسبوق".

وفقا للأمم المتحدة، تسببت الحرب الإسرائيلية بدمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، في ظل شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع المحاصر منذ 17 عاما.

وزاد العوني أن نشاط الداعمين لفلسطين على منصات التواصل "دفع الوسائل (الإعلامية) الغربية إلى بعض التراجع، ولكن بقيت في حدود محاولات لحفظ ماء الوجه".

وشدد على أن "المعركة الإعلامية" لا تزال قائمة في وسائل الإعلام الرقمي ومنصات التواصل، وتحقق بعض الإنجاز منذ البداية نتيجة تطوع ناشطين فلسطينيين بالتقاط صور ونشرها.

أما بالنسبة إلى وسائل الإعلام العربية، فقال العوني إن تناولها قرار محكمة العدل الدولية كان له وجهان، الأول ظهر في الدول التي لها علاقات تطبيع مع إسرائيل، والثاني يحاول أن يعطي الطابع الإنساني لمتابعة القضية.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان.

وأكد العوني أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية بالدرجة الأولى، في ظل استهداف، للمرة الأولى في التاريخ، تجمعات سكنية بقطاع غزة تضم عددا كبيرا من المواطنين، وهو ما لم يحدث في الحروب السابقة، بما فيها الحرب العالمية الثانية (1939-1945) والحرب الدائرة في أوكرانيا.

وبشأن الإعلام في المملكة، قال إن عشرات الصحفيين المغاربة يحاولون أداء واجبهم المهني في معالجة القضية الفلسطينية بالشكل الموضوعي.

واعتبر أن "قرار محكمة العدل الدولية لم يأخذ حيزا كافيا في الإعلام المغربي، ولم يُقدم بالتحليل الكافي، رغم أن هذا القرار له امتداد في المستقبل".

ورأى أن الكثير من وسائل الإعلام المغربية تعاملت مع الحدث كما لو كان عابرا، ولم تواصل مواكبته.

لكن "هناك بعض الاستثناءات على مستوى الإعلام المغربي، خاصة الإعلام الإلكتروني، حيث يجتهد بعض المغاربة في تقديم تطورات قرار محكمة العدل لأنه مرتبط بجبهة الحرب القانونية فيما يخص الاعتداء الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني"، كما استدرك العوني.

اخبار ذات صلة