فلسطين أون لاين

​مؤسسو حماس السبعة.. مسيرة جهادٍ و تضحيات

...
صورة أرشيفية للشهيد عبد العزيز الرنتيسي أحد مؤسسي "حماس" السبعة
غزة - أحمد المصري

الشيخ أحمد الياسين، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الشيخ محمد شمعة، الشيخ عبد الفتاح دخان، الدكتور إبراهيم اليازوري، الشيخ صلاح شحادة، المهندس عيسى النشار.. سبعة من القادة العظماء، المؤسسين لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنهم ثلة من المؤمنين المجاهدين الأطهار والذين وضعوا البذرة الأولى، وسقوها بماء التضحيات، من أجل أن تنبت كشجرة عالية أصلها ثابت وفرعها في السماء.

رجال عظام، يُكتب ما صنعوه بأسطر من نور، وقد كتبوا البيان الأول لحركتهم الناشئة في 14 من ديسمبر/ كانون أول 1987، فرعوه حق رعايته، لينطلق من بعده أسطورة المارد الحمساوي، يحمل المصحف والبندقية في ميدان الجهاد والمقاومة، ويذيق المحتل الإسرائيلي من جنود ومستوطنين جرعات الموت الزؤام.

سبعة أقمار رسموا معالم الطريق، وسطروا في حياتهم ملاحم العز والفخار، ليكون من بينهم الشهيد والأسير والجريح، ومن هو ماسك على ذات الدرب، تعيد صحيفة "فلسطين" وفي ظل تباشير إحياء ذكرى الانطلاقة 29 لحركة حماس، نقش سيرتهم الذاتية، وتاريخهم، ومحطات من نضالهم والتي كانت بمثابة مفاصل تحول في تاريخ الصراع مع المحتل.

أحمد ياسين

ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين في قرية الجورة عسقلان في يونيو/ حزيران 1936 والتي كان معظم أهلها يعملون في الزراعة وصيد الأسماك، مات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات، وأحب منذ الصغر اللعب في ماء البحر الذي لم يكن يبعد عن بيته سوى 200 متر فقط.

أثرت في وجدان الشيخ ياسين في طفولته عمليات النقل والتموين والاشتباكات العسكرية التي كانت تحدث بين الجيش المصري والقوات البريطانية عبر القرية التي يسكن فيها، وقد اعتاد مراقبة تلك المشاهد عبر تل بجوار البيت، فيما كانت الأخبار التي ترامت إلى مسامعه حول المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في القرى المجاورة من أهم القصص التي بقيت عالقة في ذاكرته.

نشأ الشيخ ياسين في أسرة متدينة ميسورة الحال تعمل في الفلاحة والصيد كما هو حال أغلب سكان القرية، وبدأ حياته الدراسية في قرية الجورة حتى الصف الرابع الابتدائي، وقد انقطع عن الدراسة ثلاث سنوات متتالية؛ وذلك بسبب الفقر المدقع الذي طال أسرته بعد الهجرة، مما دفعه إلى العمل ليساهم في إعالة أسرته مع إخوته الكبار.

تعرض لحادثة وهو في السادسة عشرة من عمره أدت إلى شلله، حدثت وقت ما كان يمارس رياضة الجمباز على شاطئ بحر غزة مع أقرانه في منتصف يوليو من عام 1952م عندما سقط على رقبته التي كُسر منها فقرات من العمود الفقري.

درس ياسين في جامعة الأزهر في القاهرة، ورغم تعرضه لشلل شبه كامل في جسده، تطور لاحقا إلى شلل كامل؛ إلا أنه لم يثنه الشلل عن مواصلة تعليمه وصولاً إلى العمل مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية في المدارس بقطاع غزة.

نذر الشيخ ياسين نفسه من أجل دينه ووطنه فكانت حياته كلها مواقف ومحطات مهمة، حيث شارك وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجًا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956 وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، ونشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة، وضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.

بعد هزيمة العرب عام 1967، واحتلال قطاع غزة، ضاعف نشاطه الدعوي والاجتماعي، فراح يلهب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباس الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين.

اعتقل على يد سلطات الاحتلال عام 1984م بتهمة حيازة السلاح، حكم عليه بالسجن 13 سنة، لم يمضِ منها سوى أحد عشر شهرًا، حيث أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل للأسرى جرت بين الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة في 20/5/1985م.

أسس حركة المقاومة الإسلامية حماس في ديسمبر عام 1987م بهدف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير المسجد الأقصى المبارك، مع رفاقه السبعة، وقد اعتقل في 18/5/1989م من خلال اعتقالات واسعة لقيادات حركة حماس بسبب تنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال.

حُكمَ عليه بالسجن مدى الحياة وخمسة عشر عاما بتهمة تأسيس الجناح العسكري لحماس المسؤول عن اختطاف وقتل جنود محتلين، وأفرج عنه في الأول من أكتوبر عام 1997م من خلال صفقة عُقدت بين العاهل الأردني الملك حسين ودولة الاحتلال مقابل تسليم عميلين من الموساد الإسرائيلي فشلا في محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

بعد الإفراج عنه وفي وقت كانت السلطة الفلسطينية حطت برحالها الأراضي الفلسطينية عبر اتفاق التسوية مع الاحتلال، فرضت عليه إقامتين جبريتين بتحريضٍ من سلطات الاحتلال بسبب مسؤوليته عن العمليات المقاومة ضد (إسرائيل)، فكانت الأولى في ديسمبر/ كانون الأول عام 2001م، والثانية في يونيو عام 2002م.

نجا من محاولتي اغتيال من قبل جيش الاحتلال، في غضون فصول انتفاضة الأقصى التي بدأت في 28 من سبتمبر/ أيلول عام 2000م، الأولى كانت عام 2002م بمسجد الرحمة في منطقة الصبرة، والثانية في 2003م بشقة سكنية في وسط مدينة غزة.

استشهد الشيخ ياسين فجر الاثنين الموافق الثاني والعشرين من مارس عام2004م وسبعة آخرين بينهم مؤمن نجل الدكتور "اليازوري" أحد مؤسسي حماس السبعة، وقد شارك مئات الآلاف في جنازته لتكون بمثابة استفتاء شعبي على طريق الشيخ ومنهجه.

عبد العزيز الرنتيسي

وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي في الثالث والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول عام 1947 في قرية يبنا، لجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين وكان عمره وقتها ستة شهور.

درس المراحل الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واضطر للعمل أيضًا وهو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته التي كانت تمر وقتها في ظروف صعبة.

أنهى دراسته الثانوية عام 1965، وتخرّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، ونال منها لاحقًا درجة الماجستير في طب الأطفال، وقد عمل طبيبا مقيمًا في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس عام 1976م، ثم عمل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضرًا يدرس في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.

شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام، منها: عضوية الهيئة الإدارية في المجمّع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني، والتحق بصفوف جماعة الإخوان المسلمين على يد الدكتور المفكر إبراهيم المقادمة أثناء دراسته للماجستير في مصر.

بايع جماعة الإخوان المسلمين عام 1976م، ثم ترأس جماعة الإخوان المسلمين في محافظة خان يونس، وكان له شرف مشاركة الشيخ ياسين في تأسيس حركة حماس، حيث صاغ بيده البيان الأول للحركة الذي أعلن عن انطلاقة هذه الحركة.

التحق في العمل المقاوم ضد الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، الأمر الذي كلفه سنين من حياته في سجون الظلم الإسرائيلية، وقد جمع بين الشخصية العسكرية والسياسية والدينية، وتمتع بالهيبة وحظي باحترام ومحبة أغلب شرائح الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي.

اتصف من قبل من عايشوه بصاحب شخصية قوية وعنيدة وبجرأته وتحديه لقادة كيان الاحتلال ولجلاديه في سجون الاحتلال، وتمكّن في المعتقل في عام 1990 من إتمام حفظ كتاب الله بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ أحمد ياسين.

أبعده الاحتلال في السابع عشر من ديسمبر عام 1992 مع أكثر من 400 شخص من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان في المنطقة المعروفة بمرج الزهور، وقد برز كناطق رسمي باسم المبعدين، وفور عودته لفلسطين بعد إبعاده اعتقلته قوات الاحتلال, وبقي معتقلا حتى أواسط عام 1997.

بلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلية سبع سنوات، كما يعتبر أول قيادي في حماس يعتقل بتاريخ 15 يناير 1988 وأمضى مدة ثلاثة أسابيع في المعتقل ثم أفرج عنه ليعاد اعتقاله بتاريخ 5 مارس 1988.

لم تنتهِ مسيرة الاعتقال من حياة الرنتيسي مع الإفراج عنه عام 1997، إذ إن السلطة الفلسطينية، التابعة لحركة فتح، اعتقلته أكثر من مرة، كان بدايتها عام 1998، وبعد أقل من عام من خروجه من سجون الاحتلال، وأفرج عنه بعد 15 شهرًا بسبب وفاة والدته، ثم أعيد إلى الاعتقال بعدها ثلاث مرات ليفرَج عنه بعد أن خاض إضرابًا عن الطعام، وبعد أن قُصِف المعتقل من قبل طائرات الاحتلال مع بداية اندلاع انتفاضة الأقصى، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهرًا قضاها في سجون السلطة الفلسطينية.

بعد استشهاد الشيخ ياسين بايعت الحركة الدكتور الرنتيسي خليفة له في قطاع غزة بتاريخ 23/03/2004، وفي أول قيادة له أمر بتنفيذ عملية ميناء أسدود، فكانت هذه العملية هي الشرارة لعملية اغتياله في 17 من أبريل/ نيسان عام 2004م.

صلاح شحادة

ولد صلاح الدين مصطفى شحادة في مخيم الشاطئ يوم 24 فبراير/ شباط 1952م وهو الأخ الأصغر لست بنات، هاجر والداه من مدينة يافا المحتلة إثر حرب عام 1948، تزوج في العام 1976، وهو أب لست بنات ولدت الأخيرة أثناء اعتقاله.

درس المرحلة الابتدائية 1958-1964 في مدارس الأونروا في مخيم الشاطئ للاجئين، ودرس في بيت حانون المرحلة الإعدادية 1964-1969، ونال شهادته الثانوية العامة بتفوق من مدرسة فلسطين في غزة عام 1972.

التحق بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية في الإسكندرية عام1972، وفي السنة الثالثة من دراسته الجامعية بدأ التزامه الاسلامي يأخذ طابعًا أوضح، ثم بايع جماعة الإخوان المسلمين عام 1975م.

عمل باحثا اجتماعيا في مدينة العريش شمال سيناء عام 1976م، وعيّن لاحقًا مفتشًا للشؤون الاجتماعية فيها، وبعد أن استعادت مصر مدينة العريش من الاحتلال في العام 1979 انتقل للإقامة في بيت حانون، واستلم في غزة منصب مفتش الشؤون الاجتماعية لقطاع غزة.

في بداية العام 1982 استقال من عمله في الشؤون الاجتماعية وانتقل للعمل في دائرة شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، وقد اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1984 للاشتباه بنشاطه المعادي لها.

بعد خروجه من المعتقل عام 1986 عمل مديرا لشؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية إلى أن قررت سلطات الاحتلال إغلاق الجامعة في محاولة لوقف الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 1987، لكنه واصل عمله في الجامعة مما أدى إلى اعتقاله في أغسطس/آب 1988.

استمر اعتقاله لمدة عام كامل ووجهت إليه تهمة المسؤولية عن الجهاز العسكري لحماس وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات ونصف، أضيف عليها عام بدل غرامة رفض الشيخ صلاح شحادة أن يدفعها، وبعد انتهاء المدة حول إلى الاعتقال الإداري لمدة عشرين شهرا حتى أفرج عنه في 14 مايو/أيار 2000.

يعتبر الشيخ شحادة مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة حماس والذي عُرف باسم المجاهدين الفلسطينيين، وبعد خروجه من السجن، استكمل نفس الطريق ليعيد ترتيب صفوف الجهاز العسكري لحركة حماس، ويصبح القائد العام لكتائب القسام.

اغتالته الطائرات الإسرائيلية الحربية بتاريخ 23 يوليو/تموز 2002 بقصف جوي وذلك بإلقاء قنبلة تزن طنًا على بناية في حي الدرج المزدحم بمدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد 18 فلسطينيًا بينهم زوجته ومرافقه وثمانية أطفال، وقد عرفت هذه الحادثة بمجزرة "حي الدرج"، وأشرف على عملية اغتياله رئيس وزراء الاحتلال آنذاك اريئيل شارون.

محمد شمعة

ولد الشيخ محمد حسن شمعة في الأول من ديسمبر من عام 1935م بمدينة المجدل المحتلة، وتلقى تعليمه فيها حتى الصف الخامس الأساسي ثم أكمل دراسته بعد ذلك بمدينة غزة، وذلك بسبب التهجير الذي تعرض له هو وأهله في نكبة عام 1948م.

أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، ثم أنهى دراسته الثانوية من مدرسة فلسطين الثانوية للبنين، وحصل على شهادة الثانوية العامة في سبتمبر عام 1955م، عُين بعدها معلماً في مدارس وكالة الغوث لِيدرسَ فيها قرابة واحد وأربعين عامًا.

اتصف بالكثير من الأخلاق الحسنة التي شهد له بها كل من عايشه وتعامل معه في حياته، فقد كان نِعمَ الأب ونِعمَ الزوج ونِعمَ الابن ونِعمَ الجار ونِعمَ القائد، صاحب الكلمة الطيبة والابتسامة الجميلة والقلب الرقيق والناصح الأمين والمربي العظيم.

ومن صفاته الملازمة له أنّه كان كثير الصمت ولا يتحدث إلا في الخير، وكان صادقا في كل أموره، وكان في المدرسة الطالب النجيب، المجتهد، الذي يحبه المعلمون جميعا لأخلاقه، وهدوئه، وتميزه في الدراسة.

بدأ الشيخ مشواره الجهادي بالتعرف على الشاعر الدكتور عبد الرحمن بارود خلال فترة الدراسة في المرحلة الثانوية عام 1953م، حيث كان بارود يلقي الخطب والكلمات الدينية للطلاب أثناء الفسحة الدراسية، وكان المتحدث الرئيسي باسم الطلاب في المدرسة، لذلك كان أحد المناصرين لجماعة الإخوان المسلمين حتى ضربة الإخوان المسلمين في مصر عام 1954م.

ظل شمعة مناصرًا للجماعة حتى تعرف على الشيخ أحمد ياسين عام 1967م من خلال زيارة قام بها المعلمون إلى بيت ياسين، حيث أُعجب شمعة بعقلية ياسين وأسلوبه واهتمامه الذي يمنحه الشيخ لجلسائه، لذلك أصبح يتردد عليه كثيرًا حتى قَبِلَ شمعة أن ينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين بعد أن عرض ياسين عليه ذلك.

استمر شمعة مع الإخوان طيلة عشرين عاما في ترتيب التنظيم وتفعيله في قطاع غزة حتى ديسمبر 1987م، حيث كان له شرف المشاركة مع الشيخ أحمد ياسين في تأسيس حركة حماس، مما أدى إلى اعتقاله عام 1988م من قبل الاحتلال بعد اندلاع الانتفاضة الأولى.

واجه العديد من المحطات والمواقف المهمة في حياته نظراً لهمته العالية في العمل من أجل دينه ووطنه، حيث اعتقل في سجن غزة المركزي من قِبل الاحتلال في سبتمبر من عام 1988م، وحكم عليه خمسة عشر شهرا، أمضى منهم ثلاثة عشر شهرا ثم أُفرج عنه.

كان من ضمن المئات من المبعدين إلى مرج الزهور جنوب لبنان، عام 1992م، وقد اعتقل مرةً أخرى بعد عودته من الإبعاد, واحدًا وتسعين يومًا إداريا، وذلك بسبب قيادته للمبعدين من حركة حماس والجهاد الإسلامي.

تعرض شمعة للكثير من المضايقات من قبل أجهزة السلطة، وذلك بسبب مواقفه الصارمة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وشغل العديد من المناصب المهنية والأدوار الاجتماعية أبرزها رئيس مجلس شورى حركة حماس في قطاع غزة حتى وفاته صباح يوم الجمعة: 10/6/2011م.

إبراهيم اليازوري

ولد الدكتور إبراهيم فارس اليازوري في قرية بيت دراس عام 1940م، أي قبل النكبة الفلسطينية بثمانية أعوام، درس الصف الأول الابتدائي في قريته ولم يكمله نتيجة أحداث الحرب التي اندلعت عام 1948م.

انتقل اليازوري من قريته إلى أسدود ومكث فيها برفقة عائلته عدة أيام، وبعد انسحاب الجيش المصري انتقل إلى مدينة المجدل هربًا من بطش العصابات الصهيونية، ثم انتهى به وبذويه الحال في مخيم خان يونس.

تعلم بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمخيم خان يونس، ثم أكمل دراسته الثانوية قبل أن ينتقل إلى جامعة القاهرة ليدرس في كلية الصيدلة عام 1960م، لتبدأ رحلته مع الدعوة.

بدأ عمله بدعوة الاخوان المسلمين وهو في المرحلة الاعدادية وكان يتردد على شعبة الاخوان الأولى في شارع السيقلي بخان يونس وانتقلت الشعبة بعد ذلك خلف مسجد السنية بالمدينة.

اعتقلته السلطات المصرية في شهر 12 عام 1965م، بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، حيث تم استدعاؤه لمكتب مدير المباحث العامة بالسرايا بغزة وهناك أبلغه مدير المباحث بأنه مطلوب مع مجموعة من زملائه للسفر للقاهرة لبعض التساؤلات والاستجوابات وبالفعل تم سفرهم ونقلوا إلى سجن أبو زعبل.

في صيف 1966 اعتقلت مجموعة من الطلبة الفلسطينيين وفي تلك الفترة تم استدعاء د. اليازوري لسجن القلعة للتحقيق معه في ظروف صعبة وقاسية حول علاقة تنظيم الاخوان بمنظمة التحرير، وتمت اعادة د. اليازوري الى سجن ابو زعبل ثم إلى سجن ليمان طرة ومكثوا فترة من الزمن ثم نقلوا الى السجن الحربي تمهيدا للإفراج عنهم دون محاكمة، وأفرج عنه في السابع من ديسمبر عام 1966.

كان للدكتور اليازوري شرف مشاركة الشيخ أحمد ياسين في تأسيس حركة حماس في ديسمبر عام 1987م، وبعد عام من التأسيس اعتقلته قوات الاحتلال.

عبد الفتاح دخان

ولد الشيخ عبد الفتاح حسن دخان عام 1936م، في قرية عراق سويدان، هجر برفقة عائلته قسرًا منها في حرب عام 1948م، ليستقر في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، ليكمل دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في المخيم، ثم التحق بجامعة القاهرة ليتخرج فيها من قسم الجغرافيا عام 1961م، ويعمل مدرسًا في إحدى مدارس الوكالة حتى عام 1996م.

التحق الشيخ مبكرًا بجماعة الإخوان المسلمين بعد تأثره بمدير مدرسته في المرحلة الابتدائية الذي طالما حدثهم عن جماعة الإخوان المسلمين، وتعرض للكثير من المضايقات أثناء فترة الحكم المصري، ففي عام 1952م، استدعي لسجن السرايا للتحقيق معه.

بعد هزيمة عام 1967م، وسيطرة الاحتلال على غزة وزيادة ملاحقة الإخوان المسلمين؛ قرر مجموعة من قادة الإخوان إعادة تنظيم الجماعة بغزة؛ فانتخب الشيخ عبد الفتاح دخان رئيسا للتنظيم، إلا أنه أوكل رئاسة التنظيم للشيخ أحمد ياسين على اعتبار أن أمير التنظيم يجب أن يكون من غزة وليس من الوسطى لأن غزة مركز الثقل، لكن عندما اعتقل الشيخ أحمد ياسين أعيدت مسؤولية التنظيم إلى الشيخ دخان حتى خروج الشيخ من السجن.

كان الشيخ عبد الفتاح دخان أحد السبعة الذين أسسوا حركة المقاومة الإسلامية حماس وإشعال انتفاضة الأقصى في ديسمبر عام 1987م، فكان ممثلا عن المحافظة الوسطى في الاجتماع الذي أعلن فيه عن تأسيس حركة حماس.

عيسى النشار

ولد المهندس عيسى علي النشار في مدينة دير البلح عام 1954م، لأسرة هُجرت من قرية زرنوقة من قضاء الرملة قسرًا عن أرضها عام 1948م، وانتقلت أسرته للعيش في مدينة رفح ليدرس المهندس عيسى النشار المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ثم أكمل دراسته الثانوية في مدارس الحكومة.

بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة التحق بكلية الهندسة بجامعة عين شمس في العاصمة المصرية القاهرة، وبعد تخرجه عمل مديرا لمكتب هندسي، ثم رئيس القسم الهندسي ببلدية خان يونس، ثم مهندسا بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا.

كان المهندس النشار من أوائل من التحق بجماعة الإخوان المسلمين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ليكون أميرا لمنطقة رفح، وكان له شرف مشاركة الشيخ أحمد ياسين في تأسيس حركة حماس في الرابع عشر من ديسمبر عام 1987م.

اعتقل لدى قوات الاحتلال عام 1973م، ثم اعتقل عام 1988م، لمدة عامين بعد انتفاضة الحجارة، ثم اعتقل لمدة أربعة أشهر عام 1990، وفي عام 1992م أبعده الاحتلال مع مئات من قادة العمل الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، وبعد عودته من الإبعاد اعتقلته أجهزة السلطة الأمنية عام 1995م، لمدة أربعة أشهر.