غزة - فلسطين أون لاين
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الاحتلال الصهيوني تعمّد خلال الحرب على قطاع غزة، شن حملة تدمير ممنهج وواسع النطاق للجامعات والأعيان الثقافية ليقضي على آخر مظاهر الحياة في قطاع غزة.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن الهجمات العسكرية الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة أدّت إلى تعطيل كامل للعملية التعليمية في كافة الجامعات والكليات الجامعية والمجتمعية، إلا أن التداعيات الوخيمة لم تتوقف عند ذلك، بل إن قوات الاحتلال استهدفت ثلاثة من رؤساء الجامعات أدّت إلى ارتقائهم، إلى جانب استهداف أكثر من (95) من عمداء وأساتذة الجامعات، من بينهم (68) شخصية تحمل درجة البروفيسور، في وقت تم حرمان (88) ألف طالبة وطالب من مواصلة تعليمهم الجامعي، وتعذر على (555) طالب وطالبة الالتحاق بالمنح الدراسية في الخارج.
وبحسب نتائج الإحصاء الأولى لحدة التدمير "الإسرائيلي" المستمر في القطاع، فقد دمّر الاحتلال (5) من أصل (6) جامعات في قطاع غزة بشكل كامل أو جزئي، منها (3) تم تدميرها بشكل كامل.
ووثّق الأورومتوسطي في السادس من شباط/فبراير الجاري استهداف الجيش الإسرائيلي لجامعة "الأقصى" في مدينة غزة بغارات جوية، مما ألحق بها دمار ًا بالغًا، تضمن تدمير مبنيين كليًّا وخسائر جزئية متفرقة بعد اقتحام مقر الجامعة بريًّا.
وفي 17 كانون أول/يناير الماضي، تعرضت جامعة "الإسراء" إلى التدمير الكامل بعد تفجير مقرها ونسف كافة مبانيها ومرافقها من قبل الجيش "الإسرائيلي"، بعد أن حوّلها الجيش إلى ثكنات عسكرية ومركز اعتقال لأكثر من شهرين. وشمل تدمير جامعة "الإسراء" جميع مبانيها والمكتبات والمختبرات التي استحدثت قبل الهجوم وسلب محتوياتها، فضلاً عن تدمير المسجد المقام بداخل الحرم الجامعي. وامتد التدمير كذلك ليطال المتحف الوطني، وهو مرخَّص من وزارة الآثار الفلسطينية، وكان يضمّ أكثر من ثلاثة آلاف قطعة أثرية نادرة، ويشتبه قيام الجيش "الإسرائيلي" بسلب هذه الآثار، وذلك وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن إدارة الجامعة عقب التدمير.
وفي جامعة "الأزهر"، دمّرت قوات الاحتلال المقر الرئيسي للجامعة وفرعها في منطقة "المغراقة" بشكل كلي بفعل القصف الجوي "الإسرائيلي" المتكرر الذي استهدفها مباشرة في 11 تشرين أول/أكتوبر، و4 و21 تشرين ثانٍ/نوفمبر الماضيين.
كما تعرضت جامعة "القدس المفتوحة" إلى تدمير كبير في مقرها في مدينة غزة بعد اقتحام الجيش "الإسرائيلي" لها في 15 تشرين ثانٍ/نوفمبر، فضلًا عن استهداف فرعها في شمال القطاع.
وأما الجامعة "الإسلامية" فقد تعرضت للتدمير الكلي بسبب القصف الجوي "الإسرائيلي" المكثف في 11 تشرين أول/أكتوبر الماضي، وتعرض كل من مبنى كلية تكنولوجيا المعلومات ومبنى عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر ومبنى كلية العلوم بالجامعة لأضرار كبيرة بكل ما فيها من التجهيزات، والمكتبات، والمختبرات، والأثاث. كما تم تدمير المسجد المقام بداخل الحرم الجامعي، على نحو يخالف قواعد القانون الدولي التي تحظر شن هجمات ضد أماكن العبادة.
كما شن الجيش "الإسرائيلي" عدة غارات على مقر كلية "الرباط" في مدينة غزة ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها.
وأوضح المرصد بناءً على تقارير صندوق النقد الدولي، أن خسائر قطاع التعليم في قطاع غزة جراء الهدم والتدمير وتضرر 70% من المدارس والجامعات فيها تفوق 720 مليون دولار. في حين يقدر الأورومتوسطي أن الخسائر المادية التي لحقت بالجامعات جراء التدمير لوحده تفوق حد 200 مليون دولار.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أن الجرائم التي يننتهجها الاحتلال من تدمير واسع النطاق والمتعمد ضد المباني المخصصة للأغراض التعليمية والفنية والعلمية والدينية والآثار التاريخية تشكل بحد ذاتها انتهاكات جسيمة وجرائم حرب وفقًا لاتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وتأتي كذلك في إطار سياسات الاحتلال التي باتت علنية مؤخرًا والداعية إلى جعل قطاع غزة مكانًا غير قابل للحياة والسكن، وطرد سكانه من خلال خلق بيئة قسرية مفتقدة لأدنى مقومات الحياة والخدمات.