قائمة الموقع

بعد تصعيد "حزب الله" و"إسرائيل".. هل تنزلق الأمور نحو "حرب مفتوحة"؟

2024-02-14T19:38:00+02:00
لبنان.jpg
الجزيرة نت

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن قواعد الاشتباك بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي لا تزال منضبطة رغم دعوات اليمين المتطرف بالتوجه إلى حرب مفتوحة.

وأضاف الدويري، في حوار على قناة الجزيرة، أن المشهد الدولي لا يسمح بتوسع نطاق الصراع، وكذلك الإدارة الأميركية لا ترغب في ذلك، إضافة إلى الضربات الكبيرة التي تلقاها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بعد نحو 4 أشهر من القتال هناك.

ونبه إلى، أن الحسابات دقيقة جدًا لطرفي الصراع "فكلاهما لا يرغب بالانزلاق إلى حرب مفتوحة، ويفضلان التصعيد بمقدار ما يصعّد الطرف الآخر".

وأشار الدويري إلى، أن الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية قاسية في لبنان، "لذلك لم ينزلق حزب الله إلى وحدة الساحات والحرب المفتوحة بسبب اعتبارات إستراتيجية وأخرى متعلقة بالمستوى الداخلي اللبناني" خلافًا لأنصار الله اليمنية الذين ألقوا بكل أوراقهم خلال حرب غزة.وفق قوله.

وأوضح الخبير العسكري،  إلى أن "حزب الله" اللبناني لديه صواريخ تغطي كافة مناطق فلسطين المحتلة وقادرة على الوصول إلى ميناء إيلات، مضيفًا أن الحزب لديه صواريخ تزن 500 كيلوغرام، كما أن لديه صواريخ دقيقة يجب ربطها بقدرات إيران الصاروخية التي زودته بما يحتاج ضمن النطاق الجغرافي.

وبشأن عدد الصواريخ التي يمتلكها "حزب الله"، كشف الدويري أن التقارير تقول إنها تخطت 150 ألف صاروخ، ولديه أيضا قدرات تصنيعية، مشيرا إلى الضربات الإسرائيلية التي توجه إلى مناطق جبلية في سوريا حيث تستهدف غالبا ورش لتصنيع الصواريخ أو لتطويرها، وفق قوله.

وأكد أن التوتر العسكري في الجبهة الشمالية لـ "إسرائيل" يندرج ضمن نطاق الفعل ورد الفعل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث مر بفترات تصعيد ثم هدوء نسبي، وذلك حسب نوعية الأهداف التي تستهدف.

وأضاف، أن التصعيد كان في بداية الأمر ضمن نطاق 5 كيلومترات ثم زاد إلى 8، وصولًا إلى 20 كيلومترًا، ولا يزال ضمن هذا المدى الجغرافي.

رسائل ودلالات

من جهة أخرى، يرى الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر أن عملية "حزب الله" تدخل ضمن استعراض القوة، والرد على الهجوم الإسرائيلي الوشيك على مدينة رفح، وتعثر المفاوضات الرامية للتوصل لهدنة طويلة في غزة أو وقف طويل المدى لإطلاق النار في القطاع.

ويقول عبد الساتر في مقابلة تلفزيونية، إن الحزب أراد من خلال استهداف القاعدة العسكرية الإسرائيلية في صفد توجيه رسالة سياسية لـ "إسرائيل" والتأكيد على أن الحزب لن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يجري في غزة، وأن هذه الجبهة ستبقى مشتعلة وفقا للتطورات الميدانية في القطاع.

ويوضح أن الحزب يقود المعركة برؤية وإستراتيجية واضحتين، لكنه يعتمد فيها على التطورات الميدانية لا على خطط موضوعة سلفا، وقد أراد أن يقول من خلال التصعيد الأخير "إذا أراد العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى أبعد من ذلك فحزب الله جاهز وصواريخه التي لم يستعملها بعد جاهزة أيضا".

أما الخبير العسكري واللواء المتقاعد محمود إرديسات، فيربط توقيت هجوم "حزب الله" على صفد بتعثر المحادثات بشأن الهدنة في القاهرة، والضبابية التي تكتنف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى القصف المكثف والعمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق عديدة بغزة والتهديد باجتياح وشيك لرفح.

ويقول إن ما حدث رسالة من "حزب الله" لـ "إسرائيل" تؤكد ما كان الحزب يردده من رفض للقضاء على حماس، ويعتقد "أنه بهذه الضربة التي انتقى فيها أن يكون الهدف داخل فلسطين المحتلة في صفد وعلى منطقة عسكرية، وأدى إلى مقتل مجندة وجرح آخرين، وبصاروخ دقيق جدا على المنطقة، يعطي لإسرائيل إشارة أنه لدينا أسلحة نستطيع استخدامها دقيقة جدا وفي العمق الإسرائيلي إذا استمر الاحتلال بهذا الزخم باتجاه رفح"

شنّت طائرات الاحتلال، ظهر اليوم الأربعاء، سلسلة غارات متتالية وعنيفة على عدة قرى وبلدات في جنوبي لبنان، وأكد الدفاع المدني ارتقاء 5 شهداء من بينهم أم وطفليها، وإصابة 9 مواطنين على الأقل جرّاء تواصل القصف "إسرائيلي" على عدة مناطق في الجنوب اللبناني.

واستهدفت طائرات الاحتلال عدة بلدات من بينهم بلدة عدشيت، وبلدة الصوانة التي شنّت عليها غراةً عنيفة ارتقى على إثرها أم وطفليها.كما قصف الاحتلال منطقة جبل الريحان، ومنطقة إقليم التفاح في عمق الجنوب اللبناني.ونفّذت طائرات الاحتلال غارةً في محيط بلدة جبشيت بالنبطية جنوبي لبنان.

بالمقابل، قُتلت مجندة "إسرائيلية" وأُصيب 8 آخرون، إثر استهداف منطقة قاعدة القيادة الشمالية العسكرية الإسرائيلية، برشقات صاروخية أُطلقت من لبنان نحو صفد شمال فلسطين المحتلة.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال أنها رصدت 8 صواريخ أطلقت من لبنان تجاه مدينة صفد، وأشارت وسائل إعلام "إسرائيلية" إلى أنّ إن حزب الله استخدم صواريخ دقيقة في قصفه صفد، ولم تستطع القبة الحديدية اعتراض معظم الصواريخ، ما أدى إلى سقوط بعضها في أماكن مفتوحة، فيما أصاب صاروخ منزلًا في صفد.

وقال مراسل القناة 14 العبرية: " ما حدث اليوم في الشمال هو الحدث الأخطر منذ اندلاع الحرب على جبهة لبنان".

وذكر رئيس بلدية صفد للإذاعة "الإسرائيلية" أن الإصابات المباشرة والحرجة كانت في قواعد عسكرية بمحيط المدينة.

اخبار ذات صلة