لليوم الحادي عشر بعد المئة، يواصل الاحتلال الصهيوني المجرم ارتكاب أبشع المجازر المروّعة، وحرب الإبادة الجماعية التي طالت كل مقوّمات الحياة الإنسانية، مجازر يندى لها جبين البشرية، ولم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً، وتحدث أمام مسمع ومرأى من العالم، الذي يقف عاجزاً ومتفرجاً، ولم يحرّك ساكناً لتجريمها وإدانتها ووقفها، في ظل الدعم والشراكة الأمريكية البريطانية لهذا الاحتلال النازي.
دعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أسامة حمدان الدول والحكومات والهيئات الحقوقية والإنسانية في العالم، إلى مواصلة رفع دعاوى قضائية في محكمة الجنايات الدولية، ضدَّ الاحتلال الصهيوني وقادته السياسيين والعسكريين، لتجريم أفعالهم العدوانية، وتقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب، إلى جانب تكثيف رفع شكاوى جنائية ضد المسؤولين الصهاينة في كل الدول والعواصم التي يزورونها، من أجل ملاحقة قادة هذا الكيان الفاشي وفضحه وتجريم أفعاله العدوانية أمام العالم
وأكد القيادي حمدان في كلمة متلفزة له مساء اليوم أن الاحتلال لا زال يصعد في حربه الهمجية ضدّ مستشفيات قطاع غزَّة، فكما بدأها في مستشفيات الشفاء والرنتيسي والقدس، و أخرجها جميعاً عن الخدمة، بالحصار والقصف والتدمير المُمنهج، يواصل ذات النهج بعزل مستشفيات خان يونس ويرتكب فيها جرائم مروّعة بحق النازحين والمرضى بهدف تهجيرهم، في جريمة حرب وإبادة جماعية متواصلة.
وأضاف:" إنَّ قيام الاحتلال النازي بتدمير أكثر من 17 مقبرة في قطاع غزَّة، وانتشال وسرقة جثامين الشهداء، والعبث بها وتشويهها، وإعادتها بعد سرقة أعضائها، يعدّ جريمة صهيونية متكاملة الأركان، تعبّر عن سادية هذا الاحتلال وفاشيته، التي فاقت كل الحدود وتجاوزت كل القيم والأعراف والأخلاق والشرائع السماوية".
وجدد القيادي حمدان رفض الحركة تصريحات منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، وغيرها من تصريحات الإدارة الأمريكية حول مستقبل غزَّة بعد العدوان بأن هذا المستقبل لا يمكن أن يشمل حركة حماس، مضيفا:" نعدّ الموقف الأمريكي تدخلاً سافراً في شؤون شعبنا واستمراراً لنهج الوصاية التي تسعى من خلالها الادارة الامريكية إلى إبقاء هيمنتها على قرارات واختيارات الشعوب، ونرى هذا السلوك شكلا من أشكال العدوان المرفوض"..
وفي السياق ذاته، قال أن الحركة تنظر ببالغ الاستهجان والإدانة وتحذّر من المساعي الرّامية إلى إنقاذ الكيان الصهيوني من وَحَل ومستنقع الهزيمة الاستراتيجية التي مُني بها في قطاع غزَّة، وهو ما عبّرت عنه الوزيرة الفاشية في حكومة نتنياهو "ماري ريغيف"، حول طريق برّي يجري تنسيقه لنقل البضائع القادمة من الهند إلى ميناءٍ عربي، عبر أراضٍ عربية، ومن ثَمَّ إلى كيان الاحتلال الإرهابي، لتجنّب الحظر الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على سفن الاحتلال الصهيوني.
وذكر أن مخططات الاحتلال العدوانية في إيجاد حزام أمني على حدود القطاع، عبر تدمير ونسف مربعات سكنية كاملة، وتجريف مزارع، ومنشآت مدنية، هي جريمة صهيونية مكشوفة، واعتداء صارخ على أرضنا ومقدراتنا الفلسطينية، ولن تنجح في تحقيق أهدافها العدوانية، فشعبنا ومقاومتنا سيفشلون كل هذه المخططات.
ونوه القيادي حمدان إلى أن تكرار واشنطن دعوتها للاحتلال الصهيوني لحماية المدنيين وموظفي الإغاثة والمنشآت التابعة للمنظمات الإنسانية في قطاع غزَّة، منذ بدء العدوان وحتى اليوم، ما هو إلا دعاية إعلامية جوفاء لا أثر لها وَسْطَ استمرار الدعم والتأييد والشراكة الحقيقية والكاملة لهذه الإدارة في حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال.
وقال:" إن العدوان الأخير يوم أمس على مركز تدريب الأونروا في خانيونس وإحراقه، والصمت الأمريكي المريب تجاه ذلك تأكيد على ما نقول، حيث إن استمرار الصمت والتقاعس الدولي في وقف هذه الجرائم والمجازر وحرب الإبادة الجماعية هو سلوك مريب قد يصل إلى حدّ التواطؤ والشراكة فيها، ولا يُفهم إلا في سياق الاستسلام للإرهاب الصهيوني المدعوم من الإدارة الأمريكية.
وأشاد حمدان إلى ما يصنعه رجالُ كتائب القسّام والمقاومة الفلسطينية من إبداعات بطولية تخلّد في تاريخ شعبنا النضالي، وليس آخرها عملية المغازي المظفرة، التي باغت فيها جند القسّام جيش العدو النازي وأثخنوا في جنوده وضبّاطه، قتلى وجرحى، تفوق أعدادُهم ما أعلنه هذا الجيش المهزوم.
وأضاف:" إننا إذ نفتخر بمقاومتنا الباسلة لا سيما بكتائب القسام المظفرة وسرايا القدس المجاهدة وبكل قوة المقاومة الموحدة في هذه المعركة المصيرية لنحمد الله ونثني عليه فبفضله وتوفيقه للمجاهدين يصنع مجاهدونا الأبطال المعجزات، وقد رأى العالم ما تصنعه قذيفة واحدة إذ توقع في جيش الاحتلال كل هذا العدد من القتلى.
وأضاف:" إنَّ مشهد أركان الحرب الصهاينة، مع نهايات الشهر الرّابع لعدوانهم النازي ضد قطاع غزَّة، يكشف عن تصدّع وتآكل داخلي وارتباك بين قادته المجرمين، فهم جميعاً على اختلافاتهم السياسية والعسكرية عاجزون عن تحقيق أيَّ هدفٍ من أهدافهم العدوانية".