شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية ضد أهداف لجماعة أنصار الله الحوثي في اليمن في وقت مبكر من فجر اليوم الجمعة. وقال مسؤول أميركي إن الضربات استهدفت مواقع رادار ومنصات مسيرات وصواريخ ومواقع رصد ساحلية، مشيرا إلى أن العملية انتهت "ولكن نحتفظ بحق الرد إذا تواصلت التهديدات".
وأكد المسؤول أن الضربات الأميركية البريطانية ضد مواقع الحوثيين في اليمن أصابت أهدافها، وأشار مسؤول دفاعي أميركي للجزيرة إلى أن الضربات ضد مواقع الحوثيين في اليمن شاركت فيها سفن وطائرات حربية وغواصات.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الضربات التي نفذتها القوات الأميركية والبريطانية ضد مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، جاءت ردا على هجمات الجماعة "غير المشروعة والخطيرة والمزعزعة للاستقرار".
وأوضح أوستن أن الضربات في اليمن استهدفت "القدرات الحوثية للطائرات المسيرة والزوارق المسيرة والرادارات الساحلية والاستطلاع الجوي".
من جانبه أشار وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع غرانت شابس إلى أن طائرات التايفون نفذت ما وصفها بضربات دقيقة على هدفين عسكريين للحوثيين إلى جانب القوات الأميركية.
وأضاف الوزير البريطاني في تغريدة على منصة إكس "لقد أصبح التهديد الذي تتعرض له أرواح الأبرياء والتجارة العالمية كبيرا جدا لدرجة أن هذا الإجراء لم يكن ضروريا فحسب، بل كان من واجبنا حماية السفن وحرية الملاحة".
وفي التفاصيل قالت وزارة الدفاع البريطانية إن 4 مقاتلات تايفون شنت الهجمات في اليمن بمساعدة طائرة لإعادة التزود بالوقود. وأضافت الوزارة أن الطائرات البريطانية هاجمت موقعا لإطلاق طائرات مسيرة شمال غربي اليمن وقاعدة لإطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيرة في منطقة عبس. وقال بيان وزارة الدفاع البريطانية إن الإشارات الأولى تظهر أن قدرة الحوثيين على تهديد السفن التجارية قد تلقت ضربة.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن أكثر من 12 غارة على أهداف للحوثيين.
ويُعتقد أن هذه الضربات هي الأولى التي تنفذها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن منذ عام 2016.
من جانبه، قال القيادي بجماعة أنصار الله الحوثيين عبد الله بن عامر للجزيرة إن الضربات استهدفت مواقع عسكرية في محيط صنعاء والحديدة. وأشار إلى تعرض مواقع لجماعته لضربات وصفها بالخاطفة لكنه شدد أن الحوثيين لم يترددوا في الرد، وأكد أن لدى الجماعة "قدرات ما يتيح لنا الدفاع المشروع عن النفس".
وحمل القيادي الحوثي واشنطن ولندن مسؤولية ما وصفها بعسكرة البحر الأحمر، وأكد أن جماعته ستواصل عملياتها في البحر الأحمر حتى إنهاء العدوان على غزة. وتوعد عبد الله بن عامر بضرب القواعد الأميركية والبريطانية في المنطقة إذا وسعت واشنطن ولندن المعركة.
من جانبه قال القيادي في أنصار الله الحوثيين وعضو المكتب السياسي للجماعة علي القحوم إن قواته ترد بقوة على البوارج الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر.
وفي السياق قال القيادي في جماعة أنصار الله الحوثيين حسين العزي إن اليمن تعرض لهجوم عدواني واسع من سفن وغواصات وطائرات حربية أميركية وبريطانية، وأكد أنه سيتعين على أميركا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظا وتحمل كافة العواقب الوخيمة لهذا العدوان السافر حسب قوله.
وأفادت تقارير صحفية أن قصفا أميركيا بريطانيا استهدف مطار صنعاء ومحيط مطار الحديدة ومناطق بمديرية زبيد ومعسكر كهلان بصعدة.
كما أفادت تلك التقارير بسماع دوي 4 انفجارات في العاصمة صنعاء و5 انفجارات في محافظة الحديدة وشن 4 غارات على مواقع في مديرية عبس بمحافظة حجة غربي اليمن، في حين تحدث قيادي في جماعة الحوثي عن غارات أميركية وبريطانية عدة على العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر وصعدة وذمار.
وذكرت أن القصف الأميركي البريطاني استهدف قاعدة الديلمي الجوية شمالي العاصمة اليمنية صنعاء، ومحيط مطار الحديدة الدولي غربا، ومعسكر كهلان في صعدة شمالا،
ومطار عبس بمحافظة حجة شمالي غرب البلاد. ومنطقة الجند شمالي محافظة تعز جنوبا، كما أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن الضربات استهدف مطار تعز ومعسكر اللواء 22 بمديرية التعزية شمال تعز.
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أنها أعدت خططا لتوجيه ضربات على أهداف لجماعة الحوثي في اليمن ردا على الهجمات على خطوط الشحن التجاري في البحر الأحمر، بينما قالت صحيفة التايمز إن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وافق على شن ضربات جوية بريطانية "محدودة".
وقبيل الضربات كشف مسؤول في القوات التابعة لأنصار الله الحوثيين عن رصد طائرات تجسس أميركية أثناء تحليقها جنوبي البحر الأحمر.
ونقلت وكالة رويترز عن 3 من سكان مدينة الحديدة اليمنية أن المدينة تعيش حالة استنفار من مساء الخميس مع الانتشار الكثيف لقوات الحوثيين في المدينة وحركة الشاحنات العسكرية. وأضافوا أن عملا يجري لإخلاء المعسكرات.
وفي وقت سابق تحدث مسؤول عسكري أميركي عن أن القوات الأميركية في الشرق الأوسط في حالة استنفار، مشيرا إلى أن القوات الأميركية تحتفظ "بحق الرد على أي اعتداء في المكان والزمان المناسبين"، معربا عن قلقه حيال ما وصفها بأنشطة الحوثيين "الخبيثة" في المنطقة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أمس الخميس إنه "يتعين على الحوثيين وقف هذه الهجمات، وسيتحملون تبعات عدم فعل ذلك".
كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن دبلوماسيين غربيين قبل ساعات أن الأهداف المحتملة هي مواقع إطلاق صواريخ ومسيرات للحوثيين وكذلك رادارات ومخازن أسلحة. وأضافت الصحيفة الأميركية أن الدبلوماسيين الغربيين أبلغوا مسؤولين في مجال الشحن البحري أن الأهداف ستكون حول محافظتي الحديدة وحجة، وربما تستهدف أيضا مواقع في العاصمة صنعاء.
وفي السياق قالت صحيفة التايمز البريطانية إن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وافق على شن ضربات جوية بريطانية ضد مواقع عسكرية للحوثيين، مشيرة إلى أن مناقشات الحكومة البريطانية استمرت أياما بشأن الأهداف التي لا يؤدي ضربها إلى حرب شاملة.
وتوقعت التايمز أن ترسل بريطانيا مقاتلات تايفون المتمركزة في قبرص للمشاركة في الضربات المتوقعة. كما أوردت تقارير إعلامية أخرى أنه جرى بحث خيارات ضرب قواعد للحوثيين عبر صواريخ توماهوك من غواصات بريطانية.
وأفادت وسائل إعلام بريطانية أيضا بأن الحكومة أطلعت شخصيات سياسية منهم زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر بالإضافة إلى رئيس مجلس العموم على الأمر.
في المقابل، توعد زعيم جماعة أنصار الله الحوثيين عبد الملك الحوثي في وقت سابق بأن أي اعتداء أميركي على اليمن لن يبقى دون رد. وأضاف أن موقف واشنطن ولندن لن يمنعهم من محاولة وقف الجرائم الإسرائيلية.
من جانبه طالب عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله الحوثيين محمد علي الحوثي بوقف فوري للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. ودعا عبر موقع إكس مجلس الأمن إلى رفع الحصار الإسرائيلي الأميركي، معتبرا إياه سلاحا قاتلا يمارس العقاب الجماعي ضد السكان. وأكد أن ما تقوم به قوات جماعته في البحر الأحمر يأتي في إطار الدفاع المشروع، محذرا من أي اعتداء.
كما اتهم الولايات المتحدة وبريطانيا بانتهاك القانون الدولي، ووصف قرار مجلس الأمن بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر بأنه لعبة سياسية.
وكان مجلس الأمن طالب الأربعاء بوقف "فوري" لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، داعيا جميع الدول إلى احترام حظر الأسلحة المفروض على جماعة الحوثي.
وفي أحدث تطورات تلك الهجمات أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن جماعة الحوثي أطلقت صاروخا باليستيا مضادا للسفن على ممرات الشحن الدولية في خليج عدن من المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن.
وقالت القيادة الأميركية إن إحدى السفن التجارية قد لاحظت تأثير الصاروخ على الماء بصريا، مضيفة أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع أي إصابات أو أضرار. وحسب القيادة الوسطى الأميركية فإن هذا الهجوم يعد الـ27 لجماعة الحوثي على الشحن الدولي منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر ضد سفن يرون أنها على صلة بإسرائيل.
وأعلنت الولايات المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي تشكيل قوة بحرية مشتركة من دول عدة باسم "حارس الازدهار" بهدف ردع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر في المنطقة التي تمر بها 12% من التجارة العالمية. وعلقت بعض خطوط الشحن العمليات بعد الهجمات الحوثية بدلا من تحويل مسار سفنها للإبحار حول أفريقيا.
ومساء الثلاثاء، أسقطت القوات البريطانية والأميركية 18 طائرة مسيّرة و3 صواريخ أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر، ضمن ما وصفته الحكومة البريطانية الأربعاء بأنه "أكبر هجوم" للحوثيين حتى الآن.