رفض عشرات الآلاف من سكان شمال غزة والمدينة الخروج من منازلهم وأراضيهم على الرغم من تهديدات جيش الاحتلال المتواصلة بضرورة إخلائهم إلى مناطق جنوب وادي غزة.
وأكد مواطنون لصحيفة "فلسطين" أنهم مستعدون للموت في بيوتهم على أن يعيشون تجربة هجرة جديدة وترك منازلهم، وعيش تجربة لجوء جديدة.
كما خرجت مسيرات حاشدة في شوارع أحياء مدينة غزة، لدعم المقاومة وصمود الأهالي ورفضا لمخططات التهجير.
وأفاد مراسلو "فلسطين" أن مسيرات عفوية خرجت في حي الشيخ رضوان ومخيم الشاطيء الشمالي رفضا لمخططات الاحتلال لتهجير شعبنا.
مجازر الاحتلال
وردد المتظاهرات شعارات تندد بمجازر الاحتلال في القطاع وأخرى تعبر عن تضامنها مع المقاومة.
والقى طيران الاحتلال آلاف المنشورات الجمعة على مدينة غزة تحث فيها السكان باللغة العربية على ترك منازلهم والاخلاء جنوبا.
وتمسكت آلاف الاسر الفلسطينية بالبقاء في منازلها وتعهدت بالدفاع جنبا إلى جنب مع المقاومة عن المدينة.
ويشدد المواطن محمد حمدان وهو أحد سكان حي النصر شمال مدينة غزة على رفضه الخروج من منزله أو الاستجابة لتهديدات الاحتلال.
ويقول حمدان في حديثه لـ"فلسطين": "قررنا انا وعائلتي البالغة 15 فردًا الموت في بيوتنا على الخروج والنزوح منها".
كما أكد خالد البردويل وهو أحد سكان مدينة غزة في منشور عبر حسابه في موقع "فيسبوك" أنهم ثابتون في منازلهم.
صامدوم ولن نرحل
كما كتب الصحفي الرياضي يوسف بعلوشة وهو من سكان شمال قطاع غزة: " اللي بيطلع من داره، بينقل مقداره.. صامدون ولن نرحل، وباقون ما بقي الزعتر والزيتون".
وكتب محمد غراب في مدينة غزة في منشور عبر حسابه في موقع "فيسبوك": " قد عزمنا على الرباط في بيوتنا حتى يحدثَ الله أمراً كان مفعولا ويا مرحباً بلقاء الله".
كما أكد الصحفي عبد الحميد عبد العاطي أنه لن يترك غزة أو يخرج منها.
وأطلق عبد العاطي هاشتاج "مش طالعين" للتعبير عن الرفض للخروج من غزة أو الاستجابة لضغوطات الاحتلال.
وكتب الناشط أحمد شفيق، أن خطورة النزوح يأتي في ضغط ضغطت دولة الاحتلال بكافة السبل على سكان شمال ومدينة غزة بشتى الطرق لتهجيرهم إلى الجنوب، حيث يعتقد البعض أن دواعي التهجير تتعلق بالحاجيات العسكرية، لأن مناطق الشمال ستكون عرضة لعملية برية واسعة.
ضغط نفسي وأمني
ويقول شفيق في منشور عبر حسابه في موقع "فيسبوك": "الحقيقة أخطر من ذلك بكثير، تريد سلطات الاحتلال أن تصنع شريحة من النازحين في جنوب القطاع، لا تقل عن 500 ألف نسمة، هؤلاء سيعرضهم جيش الاحتلال مجدداً لضغط نفسي وأمني، ليجبرهم للرحيل مجددا إلى الحدود مع مصر، ليصبحوا نواة مشروع التهجير الكبير إلى سيناء".
ويضيف: "رسالتي إلى أهالي قطاع غزة أن من يظن أن خروجه من بيته سيوفر له الآمان، فهو مخطئ، شريحة النازحين الذين لا يمتلكون مأوى في جنوب القطاع، ستكون الأكثر عرضة للتهديد، كونهم لا يملكون مقومات البقاء كما أهالي الجنوب الأصليين، ما يوفر لديهم دوافع القيام بنزوح آخر بحثاً عن الأمان".