قائمة الموقع

"قطع الاحتلال المياه عن غزة".. "كارثة إنسانية" أرهقت كاهل المواطنين ومناشدات للحل

2023-10-13T11:17:00+03:00
كارثة إنسانية في غزة بسبب قطع الاحتلال المياه

لم تصل المياه إلى منزل المواطن شادي عايش (40 عاماً) منذ ثلاثة أيام، في أعقاب قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجائر بقطع امدادات المياه عن قطاع غزة، منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" يوم السبت الماضي.

وعلى مدار تلك الأيام يحاول عايش الذي يقطن في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، تقنين استخدام المياه التي عمل على تخزينها خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أرهق واقع حياته المعيشية وعقّدها بشكل كبير، حسبما يقول لمراسل صحيفة "فلسطين".

"انقطاع المياه هو تعميق للواقع المأساوي الذي نعيشه، فلا يوجد حياة بدون مياه"، هكذا يصف عايش واقع عائلته بعد انقطاع المياه عن منزله، مشيراً إلى أن ما يُعمّق الأزمة أكثر هو انقطاع الكهرباء أيضاً.

وعدّ عايش قطع المياه عن قطاع غزة "كارثة إنسانية" تهدد حياة الانسان، مناشداً كل الجهات المعنية وأحرار العالم بضرورة التدخل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الموت الذي بات يهددهم في كل لحظة.

وكان وزير الطاقة في حكومة المستوطنين الفاشية يسرائيل كاتس، قد أصدر قراراً بقطع المياه كلياً عن قطاع غزة منذ اليوم الأول لانطلاق معركة "طوفان الأقصى".

وأضاف كاتس "لن نشغل الكهرباء أو نضخ المياه أو ندخل أي شاحنة وقود حتى عودة الإسرائيليين من غزة". فيما أفادت مصادر إعلامية بأن (إسرائيل) تملأ مصادر المياه بالإسمنت لمنع وصولها للفلسطينيين.

هكذا بدا الحال لدى المواطن جمعة عبد القادر (65 عاماً) الذي يقطن في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، الذي يعاني من عدم وصول المياه إلى منزله منذ بداية معركة "طوفان الأقصى" وحتى الآن.

وأكد عبد القادر لمراسل "فلسطين"، أن قطع المياه عن منزله أرهق كاهله وعائلته المكونة من 6 أفراد، حيث بات لا يستطيع توفيرها بفعل استمرار القصف على قطاع غزة.

وما يؤرق عبد القادر أكثر هو انقطاع الكهرباء بشكل كامل، ما يعني عدم قدرته على تشغيل المولد الخاص بالمياه، فيقول "نحن أمام أزمة إنسانية طاحنة، فلا تُطاق الحياة بدون مياه التي تشكل المصدر الأساسي لها".

وبصوت يرافقه الألم والحسرة، ينادي عبد القادر، كل الضمائر الحية إلى ضرورة التدخل الفوري وإنقاذ قطاع غزة من "العقاب الجماعي" الذي تمارسه دولة الاحتلال عبر قصف وتدمير البنية التحتية.

كارثة حقيقية

من ناحيته، حذّر رئيس قسم المياه في بلدية غزة م. حسن زيارة، من أن قطاع غزة دخل في كارثة إنسانية حقيقية بفعل انقطاع امدادات المياه عن السكان، في أعقاب القرار الإسرائيلي الجائر.

وقال زيارة في حديث لصحيفة "فلسطين"، إنه منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، توقفت محطة التحلية التي تغذي مدينة غزة عن العمل بالكامل، بعد انقطاع الكهرباء بشكل كامل أيضاً، مشيراً إلى أن المحطة تساهم بما مقداره 10% من امدادات المياه للمدينة.

وبيّن أنه في اليوم الثاني من العدوان تم قطع امدادات مياه مكروت التي تغذي مدينة غزة بما مقداره 30%، مشيراً إلى أن الاحتلال قصف عدة آبار مركزية وصغيرة ومقرات للمياه.

ولفت إلى أن البلدية وضعت خطة أول من أمس، لتغذية بعض المناطق من الآبار المركزية لمدينة غزة، مثل آبار الصفا المركزية التي تساهم بما مقدراه 20% من امدادات ضخ المياه، مضيفاً "عندما توجهنا لمكانها شرق حي الشجاعية من أجل تشغيلها على مولدات السولار تفاجئنا بقصفها بشكل مباشر".

 وبحسب زيارة، فإن 90% من مناطق مدينة غزى "بلا مياه"، فيما تعمل البلدية بـ 10% من قدرة الآبار، مؤكداً عجز البلدية عن تغطية هذا النقص الكبير.

وأشار إلى أن الـ 10% المتبقية يتم تغطيتها من خلال الآبار الصغيرة عبر المولدات التي تعمل على السولار، كاشفاً أن جميع امدادات السولار لدى البلدية ستنفذ خلال الساعة القليلة القادمة.

وقال: "نحن الآن دخلنا في كارثة حقيقية، إذ أن معظم سكان القطاع بلا مياه ولا كهرباء، والمستشفيات ومراكز إيواء النازحين من بيوتهم أيضاً"، معرباً عن خشيته من تفشي الأمراض في منازل المواطنين بفعل نقص المياه.

قصف مرافق المياه

وشدد على أن "الاحتلال يتعمد قصف جميع مرافق المياه ومؤسسات البلدية"، لافتاً إلى أن البلدية تعمل حالياً على توريد خزانات سعة 2 متر مكعب، من أجل وضعها في الاحياء المكتظة وتعبئتها يدوياً.

ووفق زيارة، فإن البلدية تواصلت مع عدة جهات خارجية لمنحها تنسيق لتوريد بعض الخزانات وإمدادات المواطنين بها، "لكن لم نحصل على أي تنسيق أو هدنة إنسانية، ولا يوجد أيضاً ممرات آمنة للتنقل".

وختم حديثه "الأمور حالياً خرجت عن السيطرة بسبب كثرة المرافق التي تعرضت للقصف المباشر، وعدم القدرة على إصلاحها، كما تشهد مرافق البلدية أزمة نفاد السولار بفعل استمرار الحصار واغلاق المعابر".

وكان المتحدث باسم أنطونيو غوتيريش صرّح في وقت سابق: قطع امدادات المياه عن غزة من (إسرائيل) سبب نقصاً حاداً يؤثر على حياة 650 ألف إنسان.

اخبار ذات صلة