فلسطين أون لاين

تقرير الاحتلال يعكس احباطه وأزماته من ضربات المقاومة بارتكاب مجازر في قطاع غزة

...
قصف عدوان إسرائيلي
غزة/ نور الدين صالح:

منذ انطلاق شرارة معركة "طوفان الأقصى" يوم السبت، لم تتوقف قوات الاحتلال الإسرائيلي عن ارتكاب أبشع المجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني والمباني السكنية والأسواق، إضافة إلى استهداف المساجد في مختلف محافظات قطاع غزة.

وخلّفت المجازر الإسرائيلية مئات الشهداء وآلاف الجرحى من السكان المدنيين، في صورة تعكس مدى وحشية هذ الاحتلال الإسرائيلي الذي يضرب بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية التي تؤكد ضرورة حماية المدنيين في أوقات الحروب.

وبحسب تصريح للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإنه رصد خلال الساعات الماضية 15 مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال بقصف منازل المواطنين على رؤوسهم دون سابق إنذار، بالإضافة إلى مجازر في الأسواق، وعدة مساجد في قطاع غزة.

وأول من أمس، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منطقة "الترنس" وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وهي أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان، عدا عن أنها تضم سوق خضار ومحلات تجارية يرتاده المواطنين لتلبية احتياجاتهم اليومية.

أكثر من 50 شهيدا

وخلّفت هذه المجزرة أكثر من 50 شهيداً و150 جريحاً، عدا عن الدمار الهائل الذي ألحقته بالمحلات التجارية وممتلكات المواطنين والبنية التحتية.

وقال أحمد عليان أحد سكان المنطقة والشاهد على المجزرة: إن "طائرات الاحتلال قصفت منطقة الترنس دون سابق انذار، حيث كان الناس يرتادون السوق المجاور لها بهدف جلب احتياجاتهم اللازمة".

وروى عليان لصحيفة "فلسطين"، عن تفاصيل المجزرة، أنه منذ اللحظات الأولى للقصف ارتقى عدد من الشهداء، وغالبيتهم كانت أجسادهم متفحمة وملقاة على الأرض، ومنها تحت الركام والحجارة التي تطايرت بفعل القصف".

وبيّن أن القصف أسفر عن دمار واسع في المحلات التجارية وأحد المخابز الموجودة هناك، الذي كان بداخله عشرات المواطنين ينتظرون دورهم في الحصول على الخبز".

واستهدفت طائرات الاحتلال أول من أمس، منزلاً يعود لعائلة أبو دقة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ما أسفر عن ارتقاء 17 شهيداً بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات.

فيما ارتكبت قوات الاحتلال، مساء الإثنين الماضي، مجزرة بحق عائلة المدهون في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ارتقى إثرها 14 شهيدًا على الأقل.

عائلة أبو قوطة

واستهدفت صواريخ الاحتلال الاسرائيلي أحد منازل عائلة "أبو قوطة" في حارة السطرية في منطقة الشابورة بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة.

ويروي أحد أقارب العائلة بكر أبو قوطة، بعض تفاصيل المجزرة، قائلاً: "العائلة بأكملها جالسة في البيت بأمان، الأطفال يلعبون ويأكلون، فجأة لم ندرك ما الذي حدث؛ البيت انقلب رأسا على عقب"، مشيراً إلى أن القصف جاء دون سابق إنذار.

وأوضح أبو قوطة لصحيفة "فلسطين"، أنه كان هناك العديد من الشهداء تحت الأنقاض وجرحى أيضا، لقد تم انتشال جثامين الشهداء أشلاء مقطعة".

كما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي المحلات التجارية في منطقة حي الرمال وسط مدينة غزة، مما أحدث دماراً كبيراً فيها وفي الشوارع والبنية التحتية.

وارتكبت قوات الاحتلال أول من أمس، مجزرة أخرى بقصف مسجد السوسي وسط مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أوقع عدداً من الشهداء والجرحى، إضافة لإلحاق دمار كبير بالمنازل المجاورة، وبالبنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.

ودمرت المقاتلات الحربية الإسرائيلية، الاثنين الماضي مسجد العباس في حي الرمال وسط قطاع غزة، وبذلك يرتفع عدد المساجد التي دمرتها إسرائيل منذ بدء غاراتها على القطاع فجر السبت إلى 7 مساجد.

مساجد مدمرة

والمساجد المدمرة جراء القصف الإسرائيلي منذ السبت، هي السوسي، واليرموك، وأحمد ياسين، والأمين محمد، ومحمد الحبيب (الماليزي)، والغربي، إضافة إلى العباس.

من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إن الاحتلال لم يصحو بعد من الصدمة التي تلقاها من مقاتلي كتائب القسام يوم السبت الماضي.

وأضاف الصواف لـ "فلسطين": "كل يوم يكتشف الاحتلال جديد ويزداد حمق في التخريب والتدمير دون وجود أهداف كما يدّعي فمثلاً يهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها لإيقاع الشهداء حتى لو كانوا نساء وأطفال".

وأوضح أن الاحتلال يقصف أيضاً دور العبادة والأسواق، وكل ذلك من أجل الضغط على الحاضنة الشعبية حتى تنفض عن المقاومة، إضافة إلى استهداف المراكز الصحية والمؤسسات المدنية والمدارس.

وبيّن أن الشعب الفلسطيني اعتاد على هذه الهمجية التي يتصرف بها الاحتلال، معتبراً سياسة الاحتلال "دليلاً على حالة التخبط التي يعيشها عقب هزيمته خلال المواجهة المباشرة مع المقاومين.

وشدد على أن "هذه السياسة لن تنفع ولن تجدي نفعا والمواطن قبل المقاومة يعلن تحديه وصموده"، لافتاً إلى أن المقاومة تواصل القصف بالصواريخ والاشتباك مع الاحتلال بالداخل، وهو لا يستطيع فعل شيء إلا الكذب والتضليل للعالم في محاولة جلب عطفة وتضامنه معه.

وأكد أن الاحتلال يسعى لإرهاق المواطن من خلال ممارسة المزيد من الإرهاب حتى يشكل ضغطاً على المقاومة ويجعلها تعلن الاستسلام.