فشل استخباراتي كبير منيت به دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية "طوفان الأقصى" التي نفذها مقاتلو كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ضد مستوطنات غلاف غزة.
وفاجئ مقاتلو القسام جيش الاحتلال بالهجوم المباغت في ظل عدم تمكن كل أجهزة الرصد وأدوات التجسس التكنلوجية والبشرية التي تمتلكها أجهزة أمن الاحتلال من الوصول إلى معلومة واحدة عن موعد الهجوم أو حتى توقع وقوعه.
وتسبب الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي بحالة غضب واسعة داخل حكومة الاحتلال اليمنية المتطرفة، حيث وقعت مشادة كلامية بين وزراء في حكومة نتنياهو خلال الجلسة التي عقدت السبت 7 أكتوبر الجاري، أي بعد وقوع الهجوم.
ويعكس الفشل الاستخباراتي لدولة الاحتلال قوة ومتانة الأمن لدى كتائب القسام وعدم وجود أي اختراقات من قبل الاحتلال في صفوفه، وهو ما ساهم في نجاح عملية "طوفان الأقصى".
إنجاز عسكري وأمني كبير
بدوره، أكد الخبير بالشؤون الأمنية إسلام شهون، أن ما قامت به كتائب القسام يعد إنجاز عسكري وأمني كبير، وتسببها في صدمة كبيرة داخل دولة الاحتلال.
وقال شهوان لـصحيفة فلسطين": "هناك حديث للاستخبارات الأمريكية حول الأداء الأمني والاستخباراتي المعقد الذي مارسته كتائب القسام، وهو ما يعكس أن ما حدث لم يكن سهلًا أو يمكن فهمه".
وأوضح أن هناك استغراب كبير في المستوى الأمنية الروسية من إمكانية ثلة صغيرة أن تقوم بفعل أمني استخباري معقد وترسم رسالة نصر حقيقية.
وأشار إلى أن الحدث الأمني الذي قامت به كتائب القسام أظهر فشل منظومة المخابرات التابعة لدولة الاحتلال، وهو أحدث حالة غضب في صفوف الاحتلال.
ولفت على أن القسام حيد الردادات وكاميرات المراقبة، والوحدة 8002 المتخصص بجمع كل ما يدور في قطاع غزة، وعدم قدرتها على رصد أي معلومة حول الهجوم.
وذكر أن الاحتلال مني بفشل أمني وعسكري ذريع، حيث استطاعت القسام من خلال استخدام التكتيك الاستراتيجي خلال أكثر من عام دون أن يقرأه الاحتلال أو يصل لأي معلومة.
وأوضح أن القسام استخدم وسائل كثير بالتضليل الاستخباري العسكري، والميداني من خلال تنوع أدوات الهجوم، سواء من خلال طائرات شراعية، أو اقتحام الجيبات العسكرية، أو درجات نارية، وفتح ثغرات في أكثر من مكان.
ساعة الصفر
ولفت إلى أن القسام وزع صفوفه قبل الهجوم دون وجود أي إشارات حول نيته الهجوم، وتمت ساعة الصفر دون معرفة الاحتلال بتوقيت الدخول للمستوطنات.
وبين أن القسام رصد كل نقاط جيش الاحتلال، مع تعطيل أدوات الاتصال له، وهو ما يعكس رسمه لأداء أمني واستخباراتي ناجح.
بدوره، أكد لواء المخابرات المصرية السابق محمد رشاد أن القراءة الموضوعية والمتأنية لمعطيات المواجهة الحالية في إطار "طوفان الأقصى" تتطلب إلقاء الضوء على فشل استخباراتي إسرائيلي في التنبؤ.
وقال وكيل المخابرات العامة سابقًا في حديث لموقع "روسيا اليوم": "هذا فشل في التنبؤ بالأحداث وتحقيق المقاومة الفلسطينية المفاجأة والمبادءة ضد الأهداف الإسرائيلية في المستعمرات المتمركزة في منطقة غلاف قطاع غزة، حيث تعاملت قوات المقاومة مع 50 هدفًا، وحققت خسائر كبيرة لقوات الاحتلال في هذا المجال، وأسرت العديد منهم ضباط برتب كبيرة".
وأوضح رشاد أن جهاز المخابرات الأمريكية يعتمد اعتمادًا كليًا في معلوماته على منظومة المخابرات الإسرائيلية لذلك فإن الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي ينعكس سلبًا على تقديرات المخابرات الأمريكية.
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي، بكر الشيخ عيد، أن كتائب القسام حققت ضربة استخباراتية كارثية لجيش الاحتلال قبل الإنجاز العسكري على الأرض واقتحام مستوطنات غلاف غزة.
وقال الشيخ عيد في حديثه لـ"فلسطين": "القسام حدد ساعة الصفر وجمع مقاتليه ومعداته العسكرية دون أن تخرج معلومة واحدة لجيش الاحتلال أو يعلم ماذا يدور في غزة، وهو ما جعل عملية طوفان الأقصى تنجح وتحقق أهداف كبيرة".
وأوضح أن فشل الاحتلال الاستخباراتي الكبير في الحدث يعكس الترسانة الاستخباراتية لكاتب القسام وتحصينها لنفسها ومقاتليها بشكل احترافي.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين يعيشون بحالة صدمة كبيرة حتى الآن حول فشل جيشهم في معرفة تفاصيل الهجوم القسام وعدم وجود أي معلومات لديهم حول الأمر.
واقتحم مقاتلو القسام السبت 7 أكتوبر عدداً من مستوطنات الغلاف، واشتبكوا بحرب شوارع مع القوات الإسرائيلية، وقتلوا وجرحوا عدداً منهم، وأسروا عدداً من الجنود والمستوطنين، وسيطروا على آليات إسرائيلية.
كذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لم يكن لديها تحذير مسبق" من هجوم حماس المنسق برًا وبحرًا وجوًا، كما أن قواتها العسكرية غير مستعدة على ما يبدو.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في جيش الاحتلال ومسؤولين أمريكيين لم تكشف هويتهم، قولهم: إن "ما حدث "فشل استخباراتي" بالنسبة لدولة الاحتلال".